بعد غياب لفترة طويلة، وتصريحات مقتضبة بين الحين والآخر لخدمة الانقلاب، عاد الشيخ محمد حسان الداعية الإسلامي، من جديد في توقيت حرج للغاية يمر به الانقلاب؛ لطرح مبادرة جديدة تخص سيناء والمصالحة هناك. زعم "حسان" أنه طرح المبادرة لإنهاء العمليات، التي يشنها الجيش ضد أهالي سيناء، متضمنة 3 محاور أساسية، الدعوى، والفكري، التنموي، الأمني. وقال "حسان" خلال البرنامج الذي قدمه مساء الأربعاء، على فضائية "الرحمة": "إن الحل الأمني لا يتوافق مع سيناء، ويزيد من اتساع فجوة الوصول إلى حل لإنهاء التفجيرات وإعادة الأمن هناك". وطالب الداعية الإسلامى فى المحور الدعوى بانتداب مجموعات من الدعاة، والعلماء من الأزهر، والأوقاف، للجلوس مع الشباب السيناوي. وأشار إلى "أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ظل في مرحلة الدعوة حتى وهو على فراش الموت، عندما نصح بالصلاة، وذكرها أكثر من مرة"، لافتًا إلى "أن الإسلام يدعوا إلى الدعوة مع الكافر فكيف بالمسلم؟". ونوه إلى ضرورة استيعاب 50% من الشباب بالدعوة، مضيفا: "الجزء المتبقى يأتي بالتنمية”. وأوضح حسان أنه طالب في خطبة جمعة بتاريخ 25 فبراير من العام الماضي بمسجد النور، بالذهاب إلى سيناء برفقة الشيخ حافظ سلامة؛ قائد المقاومة الشعبية بالسويس، للجلوس مع مشايخ وعواقل المحافظة، مؤكدا أنه على استعداد الآن للذهاب إليهم مرة أخرى. وبين "حسان" أن المحور التنموي يقع فى الغالب على عاتق الدولة، من خلال إنشاء مصانع ومدارس وجامعات، ومساجد لاستيعاب الشباب وأبناء المحافظة الحدودية. وطالب "حسان" طرفي النزاع، بتقديم تنازلات حتى تصل البلاد لمرحلة الاستقرار. من جهته علق المحامي ممدوح إسماعيل، البرلماني السابق، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، على ظهور حسان، قائلاً: "هذا دليل على أنه مع النظام، وأنه بكل أسف وحزن يثبت أنه شيخ تحت الطلب". واعتبر أسامة، نجل محمد حسان، أن "تصريحات إسماعيل تعبر عن رأي الإخوان في المبادرة"، لافتًا إلى "أن "المبادرة جاءت في الوقت المناسب، لتنهي على كل الأعمال الإجرامية والإرهابية الموجودة في سيناء". ووصف الناشط السياسي محمد الحديدة، الداعية السلفي، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "بأنه مثل -الكاتشب- يمكن وضعه في كل شيء وأن يلعب علي الونجين"، حسب قوله. وهاجمت الجبهة السلفية، تصريجات حسان بشدة، وأكدت أنه ظهر خصيصًا للهجوم على جماعة الإخوان، واتهامهم بأنهم المسئولون عن قتلى أحداث رابعة والنهضة؛ لأنهم رفضوا الحلول السياسية. واتهمه بأنه اتفق مع أجهزة سيادية على قول هذه التصريحات، وفي المقابل إعادة فتح قناة "الرحمة" التي يمتلكها، وكذلك تملق الانقلاب العسكري والسيسي حتى يضمن له عودة قوية مرة أخرى وشعبية. من جهته، كشف حازم سعيد، المفكر السياسي والكاتب الإسلامي، النقاب عن الظهور المفاجئ "لحسان"، والقيام بدور الحمل الوديع في محاولة الوصول لحل الأزمة الراهنة، مؤكدًا أنها رسائل مخابراتية. ولفت "سعيد" في مقالته التي نشرها، أمس، إلى "أن الظهور المفاجئ لحسان، مرتين على فضائيته، أوصل رسالتين مخابراتيتين من الطراز الأول، ولا سيما أنه رفض الظهور في ميدان رابعة؛ بحجة الاعتكاف في الحرم، ثم وإذ به فجأة يعود". وتابع: "الانقلابيون يحاولون أن يأتوا بأي أحد له بعض شعبية -ويا حبذا لو تكون على خلفية دينية وعظية- ليؤثر بمخالفته للثوار، وضربه فيهم ولو بطريق غير مباشر في معنويات المعارضين للانقلاب من جهة، وفي تقليل الظهير الشعبي لهم من جهة أخرى". واستطرد: "المشايخ والعلماء الآن على قلب رجل واحد -طبعًا لا أعترف بشيخ الأزهر شيخًا وعالمًا؛ حيث هو شيخ لجنة السياسات أو الحزب الوطني- وما عدا ذلك فالكل مع الشرعية وضد الانقلاب".