دعت مراكز تفكير إلى جانب باحثين ومعلقين صهاينة، إلى تقديم مساعدات عاجلة لنظام قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، لتحسين قدرته على مواجهة "التنظيمات الإسلامية" طبقا لما ذكره الباحث في الشأن الصهيوني صالح النعامي. وحثّ "مركز أبحاث الأمن القومي" الصهيوني - وهو أهم محافل التقدير الاستراتيجي في الاحتلال - دوائر صنع القرار في تل أبيب، على تكثيف المساعدات العسكرية والاستخبارية والسياسية لنظام السيسي، من أجل تمكينه من "الانتصار على الإسلاميين" داخل مصر، وفي قلب سيناء. وفي ورقة بحثية نشرها الأربعاء على موقعه، شدد المركز على ضرورة أن يوظف الاحتلال كل مواردها السياسية والدبلوماسية من أجل إقناع الغرب، وتحديدا الولاياتالمتحدة، بتكثيف دعم نظام السيسي. وحذّر المركز من أن الاحتلال سيكون أكثر المتضريين في حال فشل السيسي في تحقيق انتصار واضح على الإسلاميين، محذرا من أن هؤلاء سيوجهون سلاحهم إلى الاحتلال، تماما في حال سقوط نظامه. وشدد المركز على أن دعم نظام السيسي يعدّ متطلبا مهما من متطلبات الأمن القومي الصهيوني، في الفترة الحالية. ودلّلت الورقة على فاعلية الجيش المصري في الدفاع عن المصالح الأمنية الصهيونية، مشيرة إلى أن هذا الجيش قام بتصفية أحد عناصر "أنصار بيت المقدس"، عندما كان في طريقه لتنفيذ تفجير ضد أهداف صهيونية، أثناء العدوان الأخير على قطاع غزة. وأوضحت الورقة في المقابل، أنه في حال انتصر السيسي على "التنظيمات الإسلامية"، فسيفضي ذلك إلى خفوت وهيجها، وتآكل التأييد الشعبي لها في دول عربية أخرى، لا سيما في اليمن والأردن وسوريا والعراق وليبيا. وانضم أستاذ الدراسات الشرقية في جامعة "بار إيلان"، الدكتور يهودا بلينغا، وهو باحث بارز في "مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية" إلى الداعين لتكثيف الدعم لنظام السيسي. وفي مقال نشرته صحيفة "ميكور ريشون"، الخميس، حذّر بلينغا من أن فشل السيسي في حربه ضد "ولاية سيناء" التي تمثّل الدولة الإسلامية، يعني تحوّل سيناء إلى ساحة انطلاق للعمل ضد الاحتلال، على حد قوله. وشدّد بلينغا على أن استتباب الأمور ل"ولاية سيناء"، يعني "انتقال عناصرها للعمل بقوة ضد نظام السيسي في قلب مصر، ما يساعد على إسقاطه، مع كل ما يحمله ذلك من تداعيات استراتيجية بالغة السلبية على الأمن القومي" الصهيوني. وفي السياق ذاته، قال المعلّق الصهيوني بن كاسبيت إن "إسرائيل قدّمت بالفعل عونا حاسما للسيسي، عبر سماحها له بتجاوز ما ورد في اتفاقية "كامب ديفيد"، والدفع بقوات كبيرة وعتاد عسكري ثقيل إلى سيناء". وفي مقال نشره موقع "إسرائيل بلاس"، الخميس، أشار كاسبيت إلى أن السيسي يعمل على تحقيق أهم أهداف الاحتلال، والمتمثل في إضعاف حركة "حماس". ونقل كابيت عن مصادر عسكرية صهيونية توقعها بأن يصعّد نظام السيسي من حربه على غزة وحركة حماس خلال الأسابيع والأشهر القريبة القادمة. وتابع كاسبيت بأن السيسي يعي أنه في حال لم ينجح في القضاء على الإسلاميين، فإن هذا يمثل "بداية النهاية لحكم نظامه."