باهر محمد، صحفي الجزيرة المحبوس مع زميليه الكندي والأسترالي، نال الأخير حريته، والآخر سينالها إذا تنازل عن جنسيته المصرية واكتفى بالكندية، أما باهر والد الأطفال الثلاث فسيبقى محبوسًا لأنه مصري فقط. باهر وراء القضبان لأنه مصري ولاقت سلطات الانقلاب ضغطًا دوليًا، للإفراج عن الصحفيين المحبوسين، ما أسفر عن إطلاق سراح الصحفي الأسترالي بيتر جريست، اليوم الأحد، الذي يعمل في شبكة "الجزيرة" الإخبارية القطرية والمعتقل في القضية المعروفة إعلاميًا باسم "خلية الماريوت"، بعد ما أسموه ب"العفو الرئاسي". شمل العفو المزعوم بمظلته الصحفي غير المصري، إلا أنه لم يقترب كثيرًا من ذاك الصحفي المحتجز معه في نفس القضية، بنفس الاتهامات، إنه الصحفي المصري "باهر محمد". القضية أصدرت محكمة مصرية أحكامًا بالسجن لمدة سبع سنوات بحق ثلاثة من صحفي شبكة الجزيرة من بينهم باهر محمد، بتهم تتضمن نشر أخبار كاذبة، والتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين. التحق باهر بشبكة الجزيرة الإنجليزية في مايو 2013، وشارك في تغطية أحداث 30 يوينو، التي أعقبها الانقلاب العسكري، واعتقلته سلطات الانقلاب في ديسمبر من العام نفسه، لتنطق المحكمة بحكمها السالف. العفو المزعوم رغم الاتهامات الواحدة، والحكم الواحد إلا أن قائد الانقلاب اتخذ قرارًا بعفو "مزعوم" فقط عن الصحفي الأسترالي ليبقى باهر وراء القضبان؛ لأنه على ما يبدو "مصري". من جانبه، قدّم حازم غراب، رئيس قناة مصر 25 ووالد باهر، التهنئة للصحفي جريستي عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك قائلا: "اعتذار وتهنئة لبيتر جريستي.. أكرر اعتذاري كصحفي مصري عجوز للزميل الأسترالي بيتر جريستي وأسرته. آسف جدًا على ما لاقيته في بلدنا من قهر وسجن وسوء معاملة. هذه أول مرة ولعلها تكون الأخيرة التي تواجه مصر ضيوفها من الصحفيين بالقتل والاعتقال". التهمة مصري ليس باهر وحده من يعاني من أزمة الجنسية المصرية بل هناك غيره، فقد علقت الكاتبة عبير سعدي -وكيل نقابة الصحفيين السابقة- على خبر العفو المزعوم على صفحتها قائلة: "تعليقي على العفو عن صحفي قناة الجزيرة الإنجليزية الأسترالي الجنسية قبل أي شخص غيره ولأنه أجنبي هو صورة زميلنا المصور المصري الشاب محمود أبو زيد (شوكان) المحبوس بلا قضية منذ أكثر من 540 يومًا". بينما كتب الصحفي لدىBBC حسام السكري على صفحته يقول: "باهر محمد.. للأسف أنت ما سمعتش عنه كتير. رغم أنه في نفس القضية بتاعت بيتر جريسته ومحمد فهمي. حفظت اسم بيتر عشان الإعلام المصري كان بيغطي قضيته. صحفي أسترالي مسجون في مصر، وحفظت اسم محمد فهمي علشان كندي مصري ومسجون في مصر. باهر محدش اتكلم عليه كتير. لميس الحديدي ما كانتش عارفه تفتكر اسمه وهي بتتكلم على القضية امبارح". وأضاف" :الدنيا كلها قامت والصحفيين عملوا وقفات علشان بيتر في القارات الستة. بيتر خرج، فهمي ممكن يخرج لأنه كندي مصري، وعنده خيار يبقى كندي بس، لأنهم قالوا له إن القانون ممكن يحميه لو أصبح نقي من الجنسية المصرية.. باهر للأسف مصري بس. ما يقدرش يتنازل عن جنسيته ويبقى باهر حاف.. معلش.. فيه ناس نصيبها كده.. يبقوا مصريين حاف". ودشن العديد من النشطاء هاشتاج بعنوان "أفرجوا عن باهر محمد المصري"، كدعم إلكتروني بعد تفرقة العفو المزعوم في الجنسيات. يبدو أنك تجرم في حق نفسك حين تكون "مصريًا" فقط دون جنسية أخرى، وأن عفو الانقلاب لا يلتفت لآلاف المعتقلين لأنهم فقط مصريون. باهر أب لثلاثة أبناء؛ أكبرهم طفل عمره 5 سنوات وأصغرهم طفل يبلغ 5 أشهر وُلد وهو محبوس أثناء محاكمته ولم يتمكن من مساندة زوجته، بالإضافة إلى ابنة عمرها 3 سنوات، فهل يناله العفو دون تنازل عن جنسيته ويصبح بدون جنسية؟ هل بقائه دون جنسية أفضل من حمل المصرية؟.