حذرت محافل أمنية صهيونية، من أن حركات المقاومة الفلسطينية توظف مواقع التواصل الاجتماعي في تنفيذ محاولات لاختطاف جنود صهيونية وجاء ذلك بالتزامن مع حملة أطلقها موقع منظمة "آفاز"، لحملة عالمية من أجل توقيع عريضة ضد موقع "فيسبوك لنشره إعلانات بيع أراضي ومنازل بمستوطنات صهيونية. و نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" في عددها الصادر أمس (الجمعة) عن المحافل الأمنية قولها، إن فلسطينيين يقومون بالاتصال بالجنود عبر مواقع التواصل الاجتماعي، سيما "فيسبوك"، حيث إنهم يقدمون أنفسهم على أساس أنهم "مجندات". أما آفاز فقد قدم عريضة لجمع 100 ألف توقيع لمطالبة فيس بوك بحظر نشر إعلانات بيع أراضي ومنازل بمستوطنات صهيونية كمستوطنتي مودعين وأرئيل. بينما زعمت محافل أمنية - طبقا لجريدة يسرائيل هيوم - أن الفلسطينيين يحاولون إقناع الجنود بتنظيم لقاءات معهم في مناطق محددة يكون من السهل فيها اختطافهم بشكل آمن. وأشارت الصحيفة - طبقا لما نقله الباحث في الشأن الاسرائيلي صالح النعامي - إلى أنه حسب تقرير صادر عن شعبة العمليات في الجيش، فإن الفلسطينيين حاولوا إقناع الجنود بتقديم معلومات استخبارية ذات علاقة بتحركات الجيش ومواقع قواعده الحساسة ومعطيات شخصية حول القيادات الميدانية العسكرية. وقدرت الشعبة أن هدف الأشخاص الذين يقفون خلف هذه المحاولات، هو الحصول أيضا على صور ذات قيمة عسكرية كبيرة. وعلى ذات السياق قام موقع آفاز لخدمات المجتمع بعرض عريضة ضد فيسبوك حيث قال في مقدمتها " نشر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إعلانات لبيع بيوت للمستوطنين على الأراضي الفلسطينية، لكن بإمكاننا أن نضع حداً لهذه الإعلانات الداعمة للاحتلال الآن" . وأردف "رأى الآلاف حول العالم إعلانات على فيسبوك - أكبر شبكة تواصل اجتماعي مع أكثر من مليار مشترك - تعرض عليهم شراء بيوت في مستوطنات مثل مودعين وأرئيل. من شأن هذه الإعلانات أن تشجع على الاستثمار في هذه المستوطنات، والتي نناضل سوياً لإيقافها. تمنع قوانين فيسبوك الداخلية نشر إعلانات لبيع منتجات مخالفة للقانون، والمستوطنات ليست غير قانونية فحسب، وإنما تعتبر جرائم حرب". مطالبا بجمع 100 ألف توقيع كي بحظر فيس بوك جميع الإعلانات التي تدعو لشراء بيوت أو الانتقال للعيش في المستوطنات ومنعها من الظهورعلى الموقع و"آفاز هي منظمة حملات عالمية قوامها 33 مليون عضو، تعمل على إيصال آراء ووجهات نظر الشعوب إلى صناعة القرار العالمي، وأعضاؤها موجودون في جميع دول العالم؛ ويتوزع فريق "آفاز" على 18 دولة في 6 قارات ويعمل ب 17 لغة. وكان قد حكم على الأسيرة الفلسطينية المحررة آمنة أمونة، قد حكم عليها بالسجن المؤبد بعد إدانتها باستدراج مستوطن إلى رام الله عام 2002، عبر التواصل على "فيسبوك"، وقامت خلية تابعة لحركة "فتح" بقتله. وقد أطلق سراح أمونة في صفقة "وفاء الأحرار"، بين حماس والاحتلال، التي أطلق الاحتلال من خلالها 1000 مقاوم فلسطيني. ويذكر أن جهاز المخابرات الداخلية الصهيونية "الشاباك" قد دشن وحدة خاصة لمتابعة حسابات الجنود والمجندات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، لضمان عدم إدلائهم بمعلومات حساسة حول أنشطتهم العسكرية. وكان عددٌ من الجنود الصهاينة كشفوا خلال الحرب على غزة معلومات سرية أحرجت القيادتين العسكرية والسياسية في تل أبيب، سيما فيما يتعلق بالخسائر البشرية، وذلك بعدما سارعوا لنشر هذه المعلومات على حساباتهم على "فيسبوك" و"تويتر". وفي السياق ذاته، تعتمد المخابرات الصهيونيةعلى مواقع التواصل الاجتماعي في محاولاتها تجنيد عملاء لها من بين الفلسطينيين. وذكر مصدر أمني فلسطيني ل"عربي21" أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية تمكنت من إلقاء القبض على عدد من الفلسطينيين، بعد نجاح المخابرات الإسرائيلية في استدراجهم للتخابر عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي. وأشار المصدر إلى أن ضباط المخابرات يقدمون أنفسهم على أساس أنهم فتيات معنيات بعلاقات غرامية، وبعد أن يتم الحصول على "مآخذ أخلاقية" بحقهم، فإنه يتم ابتزاز الشباب الفلسطيني بها، لإجبارهم على قبول التخابر مع الاحتلال. ونوه المصدر إلى أنه في حالات كثيرة، يبادر الفلسطينيون الذين وقعوا في شرك المخابرات الإسرائيلية بالتوجه إلى الأمن الفلسطيني، ويدلون باعترافاتهم، حيث إنه غالبا ما يتم إطلاق سراحهم، في حال لم يقدموا على مخالفات أمنية ذات قيمة.