سلطت صحيفة " كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية الضوء على حالة التعذيب والممارسات الممنهجة التي يتعرض لها المسلمين في ميانمار من قبل السلطات بغرض إبادتهم. وأوضحت أن أقلية الروهينجا المسلمة في ميانمار يتم احتجازهم من قبل السلطات في مخيمات غير أدمية ويتعرضون للضرب المبرح ويتم تهديدهم بأنه لا سبيل لإطلاق سراحهم سوى إنكار جنسيتهم الحقيقة والادعاء بأنهم بنغال. وأشارت الصحيفة الأمريكية – في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الأحد – إلى أن السلطات في ميانمار تشن حملات اعتقال واسعة وممنهجة ضد أقلية الروهينجا المسلمة وتقوم بتعذيبهم في ولاية راكين الواقعة بغرب البلاد ولا يتم الإفراج عنهم سوي بعد أن يضطروا إلى الإعتراف بعد تعرضهم للضرب المبرح بأنهم بنغال وهو مصطلح معناه أنهم من المهاجرين غير الشرعيين من بنجلاديش المجاورة، حيث يتم ترحيلهم وتعذيبهم حتى الموت على أيدي الجماعات البوذية وبمشاركة قوات الأمن. ورأت أنه على الرغم من التحول إلى ما يسمي بالديمقراطية في ميانمار فأن الحكومة تستمر في اتباع منهج القمع والغلظة في تسوية التوترات القديمة بين الجماعات العرقية بالبلاد. وأبرزت الصحيفة إعلان الأممالمتحدة الأخير أن أكثر من 140 ألف من مسلمي الروهينجا اضطروا للنزوح من منازلهم جراء الاشتباكات مع الجماعات البوذية (الراخين) العام الماضي. ونوهت الصحيفة إلى أن الحكومة في ميانمار انتخبت لكي تقوم لعملية فصل عنصري مابين الروهينجا والراخين، حيت تقوم السلطات بعزل الأقلية المسلمة في مخيمات لا يتم السماح لهم بمغادرتها، مشيرة إلى أن خطة الحكومة لإعادة توطين اولئك الروهينجا في مخيمات مؤقتة غير أدمية بشرط تسجيلهم على انهم بنغال وليسوا من ميانمار . ونقلت الصحيفة عن ميلاني تيف مسئول بالمنظمة الدولية للأجئين قوله "أن الحكومة في ميانمار تتعامل مع الأقلية الروهينجا المشردة في البلاد من خلال ترسيخ سياسات التفرقة العنصرية التي تعزز التوتر الطائفي. ولفتت إلى أن السلطات في ميانمار تقوم بحرمان معظم الروهينجا -حتى الذين لديهم عائلات في ميانمار "بورما" منذ عدة أجيال- من حق المواطنة بموجب قانون 1982 الذي ينتزع منهم الجنسية .. محذرة من أن تعداد الأقلية المسلمة من الروهينجا قد انخفض من حوال 73 ألف إلى نحو 5 آلاف شخص فقط معظهم يعيشون في حي واحد يخضع لحراسة مشددة من قوات الأمن -التي تتغاضي في معظم الأحيان عن هجمات الجماعات البوذية الوحشية بل وتشارك أيضا في ارتكاب الفظائع بحق الروهينجا وذلك وفقا لتقرير أصدرته منظمة هيومان رايتس ووتش مؤخرا.
