إفتتحت اليوم الاثنين في باريس محاكمة ايليش راميريز سانشيز المعروف باسم كارلوس "الثور المحترف" ورمز الارهاب في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، في غياب محاميه في دعوى استئناف لحكم صدر عليه في قضية اربعة اعتداءات وقعت قبل ثلاثين عاما. وقال كارلوس (63 عاما) بالفرنسية في بداية الجلسة بعيد الساعة التاسعة بتوقيت غرينتش في محكمة الجنايات الاستئنافية الخاصة في باريس "منعت محامي من ان يحضروا للدفاع عني" بحسب ما أفادت الوكالة الفرنسية . ويمثل الرجل الذي كان المطلوب الأول في فرنسا، وحيداً في قفص الاتهام في محاكمة يتوقع ان تستمر حتى 26 يونيو امام المحكمة الجنائية الخاصة للاستئناف امام قضاة مهنيين متخصين في محاكمة "اعمال الارهاب". ولم يحضر محامياه الفرنسيان ايزابيل كوتان بير وفرنسيس فويومان ولا المحامين الأجانب الذين يريدون الدفاع عنه، الى المحكمة. وابلغت الالمانية كريستا فروليش (70 سنة) التي حوكمت مرتين في إطار أحد هذه الاعتداءات بعد ان اخلت المحكمة الابتدائية سبيلها، المحكمة انها لا تنوي المجيئ الى باريس من المانيا حيث تقيم حاليا. وقال كارلوس ان قراره منع محاميه من الحضور "ليس ضد المحكمة ولا انوي تخريب هذه المحاكمة"، مشيرا الى رفض السلطات الفنزويلية تغطية نفقات الدفاع عنه في المحاكمة التي يفترض ان تستمر حتى 26 يونيو. واعتبر هذه الخطوة "تخريبا". ونتيجة لذلك، طلب تعيين محامين له من قبل القضاء الفرنسي لتمثيله وان تعقد الجلسات على الرغم من كل شىء. وقال "لن يكونوا على علم بالملف لكنني اعرفه. هذا سيضعف الدفاع قليلا لكننا سنتدبر امرنا". ويمكن ان يرفض المحامون تعيينهم مما قد يؤدي الى اطالة امد القضية. ولم يغادر الفنزويلي كارلوس الذي طالما كانت تبحث عنه شرطة عدة بلدان، السجون الفرنسية منذ اعتقاله في السودان في اغسطس 1994. وقد ادين في 1997 في محاكمة اولى بقتل ثلاثة رجال بينهم شرطيان في باريس في 1975، ثم حكم عليه بالسجن مدى الحياة نهائياً. وفي ديسمبر 2011 حكم عليه القضاء الفرنسي مجدداً بالسجن المؤبد مع تأكيد السجن 18 سنة، وهو أقصى حكم، لإرتكاب 4 اعتداءات في فرنسا بين 1982 و1983 اسفرت عن سقوط 11 قتيلا و150 جريحا. واستأنف كارلوس هذا الحكم ورفض خلال المحاكمة الاولى في جلسات دامت ستة اسابيع الاعتراف باي تورط في تلك الاعتداءات متبنيا موقف "الثوري المهني" الذي يزعم ان "معركته" اوقعت ما بين "1500 الى 2000 قتيلا". وتقول النيابة ان حملة اعتداءات 1982 و1983 التي اتهم كارلوس بالتواطؤ فيها، كانت تهدف الى الافراج عن رفيقته الالمانية مجدالينا كوب والسويسري برونو بريجيه وهما عضوان في مجموعته. واعتقل الاثنان كوب وبريجيه في باريس في فبراير 1982 وبحوزتهما اسلحة ومتفجرات وبعد أيام قليلة وصلت رسالة الى وزارة الداخلية طالبت بالافراج عنهما "بعد مهلة ثلاثين يوما" ورافقها "تهديد باشهار حرب" في فرنسا وعثر على بصمات كارلوس على الوثيقة. وبعد شهر اي في 29 مارس 1982 انفجرت قنبلة في قطار باريس-تولوز مخلفة خمسة قتلى و28 جريحاً. وانفجرت سيارة مفخخة يوم افتتاح محاكمة كوب وبريغيه في 22 ابريل امام مقر مجلة الوطن العربي في باريس ما اسفر عن سقوط قتيل واصابة 66 اخرين. واستهدف الاعتداءان الاخران في 31 ديسمبر 1983 محطة قطارات مرسيليا (قتيلان و33 جريحا) والقطار السريع مرسيليا-باريس (3 قتلى و12 جريحا)، بينما كان "رفيقاه" يقضيان حكما بالسجن 4وخمس سنوات.