كشف مصدر سياسي واسع الاطلاع ورفيع المستوى أن اتصالات مباشرة وغير مباشرة بين مؤسسة الرئاسة المصرية وجبهة الإنقاذ الوطني المعارضة انطلقت اليوم الأربعاء لأول مرة منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر. وفي تصريحات لوكالة الأناضول للأنباء، أوضح المصدر أن الاتصالات تبحث بشكل أساسي “مشاركة جبهة الإنقاذ في الجلسة الثانية المقررة الاثنين للحوار الذي دعت إليه الرئاسة للخروج من الأزمة الحالية التي تشهدها مصر، وتبحث أيضا تلقي مقترحات الجبهة بشأن تشكيل اللجان النوعية الأربع المنبثقة عن اللجنة الرئيسية التي قررتها الجلسة الأولى لهذا الحوار مساء الاثنين الماضي”. وأشار المصدر ذاته الذي تحفظ علي ذكر اسمه لحساسية منصبه – إلى أن “الاتصالات تهدف لدعوة الجبهة إلي المشاركة في جلسة الحوار القادمة وتلقي مقترحاتها حول المشاركين في تشكيل لجنة الحوار الرئيسية والتي تقرر أن تضم 10 شخصيات سياسية وقانونية بينهم أربعة من جبهة الانقاذ. وتقرر في جلسة الاثنين التي رأسها الرئيس محمد مرسي وشارك فيها عدد من الأحزاب، غالبيتها إسلامية، فيما قاطعتها جبهة الإنقاذ، أن تعد هذه اللجنة وثيقة حول المواد المختلف عليها في الدستور الجديد للبلاد تمهيدا لتعديلها، والتشاور حول الأوضاع الراهنة في البلاد وهي اللجنة التي ينطبق عليها، بحسب محللين، وصف “لجنة إدارة الأزمة” التي اقترحها عبدالمنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية. وكشف المصدر نفسه أن هذه الاتصالات تقوم بها عن مؤسسة الرئاسة باكينام الشرقاوي مساعد رئيس الجمهورية للشؤون السياسية ومسؤولة إدارة الحوار الوطني حيث بدأت بالتواصل مع شخصيات من جبهة الإنقاذ، رفض أن يحددها المصدر، غير أنه أوضح في الوقت نفسه أنه يشارك بها بشكل غير مباشر عماد عبد الغفور، مساعد مرسي للحوار المجتمعي ورئيس حزب الوطن، من خلال التواصل اليوم مع عدد من الشخصيات الإعلامية والحزبية القريبة من جبهة الانقاذ. وكان اتفاق الجلسة الأولي للحوار الاثنين الماضي قد تضمن تشكيل 4 لجان نوعية معنية بمجالات الاقتصاد والأمن والمصالحة الوطنية وتوفير ضمانات النزاهة لانتخابات مجلس النواب المقبلة بجانب لجنة رئيسية للحوار تضم 10 شخصيات سياسية وقانونية. وفي سياق متصل، قال نصر عبد السلام رئيس حزب البناء والتنمية وأحد المشاركين في الحوار أن كل الأحزاب التي شاركت في الجلسة الأولي للحوار الوطني والتي عقدت يوم الأثنين الماضي تقوم خلال هذا الأسبوع بالتواصل مع باقي الأحزاب غير المشاركة لحثها علي المشاركة. وأشار عبد السلام في تصريحات للأناضول إلى أن الرئيس محمد مرسي عقب عودته من ألمانيا سيتواصل مباشرة مع قيادات جبهة الإنقاذ الوطني لحثها علي المشاركة في الحوار. ولم يتسن الحصول على تأكيد بهذا الشأن حتى عصر اليوم من الرئاسة المصرية، غير أن مرسي – كما قال عبد السلام – سبق أن تعهد خلال لقائه مع القوي السياسية الاثنين الماضي بالاتصال “بشكل شخصي” بقيادات الجبهة لدعوتهم للحوار. يأتي ذلك في الوقت الذي أبدى فيه عدد من قيادات جبهة الإنقاذ مرونة نحو الحوار مع مؤسسة الرئاسة حيث طرح كل من محمد البرادعي رئيس حزب الدستور وعمرو موسي رئيس حزب المؤتمر مبادرات اليوم الأربعاء تدعو للحوار مع مؤسسة الرئاسة.