وصف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط خطاب الرئيس السوري بشار الأسد بدمشق أمس بالمكرر والمنفصل تماما عن الواقع وأقفل الباب أمام كل المبادرات السياسية العربية والدولية لحل الأزمة. وقال وليد جنبلاط – في حديثه الأسبوعي الذي تنشره غدا الثلاثاء صحيفة (الأنباء) الناطقة بلسان حزبه – “لقد بلغت حالة الانفصام عن الواقع مرحلة متقدمة، ورزمة الخطوات التي اقترحت بالأمس وسميت مبادرة سياسية للخروج من الأزمة لا تعدو كونها إعادة لما سبق أن نفذ بشكل مشوه في المرحلة الماضية”. وأضاف أن الدستور الجديد والإصلاحات الشكلية والاستفتاء والانتخابات الوهمية كلها نفذت في السابق ولو فوق جثث أبناء الشعب السوري وعلى أشلائه وفوق ركام المدن والقرى التي شهدت تدميرا منهجيا ومنظما. ورأى جنبلاط في مقترحات الأسد فقاعات صابون لأنها لم تعد تعالج عمق المشكلة وهى غير قادرة على إنتاج حلول جذرية وهى بكل واقعية وبساطة رحيل النظام، وأن الخطاب أقفل الباب أمام كل المبادرات السياسية العربية والدولية على هشاشتها، وسبق أن دفن النظام المبادرة تلو المبادرة للاستفادة من حالة التخاذل الدولي لمزيد من الإطباق على الشعب السوري الصامد والمقاوم. ودعا جنبلاط، الفرقاء اللبنانيين، الى التفكير في الحد الأدنى من التلاقي بدلا من إنتظار نتائج الأزمة السورية وبناء الرهانات السياسية أو غير السياسية عليها، موضحا أنه يخطيء في لبنان من يظن أن الفرج في سوريا قريب وأنه يستطيع بذلك بناء حسابات سياسية للمرحلة المقبلة على هذا الأساس. وبين أن الفارق الكبير الذي لم يدركه الأسد هو أن الخطابين الأول والثاني اللذين ألقاهما لم يكن عدد القتلى قد تخطى الثلاثة آلاف قتيل بينما هو اليوم تخطى الستين ألفا وفق تقديرات الأممالمتحدة والهيئات الدولية التي تبقى قاصرة أيضا عن احتساب من تمت تصفيتهم في السجون والمعتقلات أو المفقودين الذين لم يعد لهم أي أثر. وأشار إلى أن السوريين لايزالون يعيشون في بيوتهم قبل أن يهجروا ويشردوا بمئات الآلاف إلى الدول المجاورة مثل لبنان وتركيا والأردن وهم يعانون من ظروف معيشية صعبة جدا فضلا عن ملايين المهجرين في الداخل السوري.