عقد وزير الخارجية محمد عمرو اليوم جلسة مباحثات مع حنه ربانى خار وزيرة خارجية باكستان التى تزور مصر حاليا لتسليم دعوة للرئيس محمد مرسي للمشاركة فى قمة الدول النامية الثمانى أواخر الشهر القادم. وقال وزير الخارجية فى تصريحات عقب المباحثات إن الرئيس محمد مرسى تسلم خلال استقباله صباح اليوم من وزيرة خارجية باكستان رسالة خطية من الرئيس الباكستاني تتضمن دعوته لحضور مؤتمر قمة دول مجموعة الثمان الإسلامية النامية المقرر عقده فى إسلام أباد 22 نوفمبر القادم وهى المجموعة التى تضم فى عضويتها كلا من مصر وباكستان وتركيا وماليزيا واندونيسيا ونيجيريا وايران وبنجلاديش. وقال عمرو إن الرئيس مرسي سينظر فى جدول أعماله للنظر فى إمكانية حضوره القمة اذا كان الجدول يسمح بذلك. وأضاف أنه تم خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وهى علاقات تاريخية حيث كانت مصر أول دولة تعترف باستقلال باكستان فى الأربعينات كما تربط البلدين أواصر حضارية وثقافية.وأوضح أنه تم بحث العلاقات الاقتصادية والتجارية، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجارى يبلغ نحو ثلاثمائة مليون دولار وهو رقم لا يرقى لمستوى العلاقات بين الجانبين. وأوضح أن هناك استثمارات مصرية كبيرة حاليا فى باكستان كما أن هناك فرصا لاستثمارات باكستانية فى مصر خاصة فى مجال صناعة المنسوجات حيث يمكن زيادة الاستثمارات الباكستانية الموجودة فى مصر فى هذا الإطار. وقال عمرو إنه بحث مع وزيرة خارجية باكستان العلاقات الثقافية حيث يرغب الجانب الباكستاني فى دور كبير للأزهر الشريف سواء بالنسبة لإرسال مبعوثين من الأزهر لباكستان بشكل أكبر أو زيادة عدد الطلاب الباكستانيين الدارسين فى الأزهر بمصر. وقال وزير الخارجية محمد عمرو إنه تم خلال لقائه اليوم مع وزيرة خارجية باكستان بحث عدد من الموضوعات الإقليمية وعلى رأسها الأزمة السورية حيث أعاد الرئيس مرسي مرة أخرى تأكيد موقف مصر من الأزمة والذى يتركز على الرغبة المصرية فى وضع حد للأزمة والوقف الفورى لسفك الدماء الذى نراه يوميا فى سوريا وهو أمر غير مقبول.وأضاف أن الرئيس محمد مرسي أكد مرة أخرى على حق الشعب السورى فى التغيير وحقه فى الاستجابة لمطالبه المشروعة فى الديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية وهو الحق الذى حصل عليه أقرانهم فى العديد من الدول العربية. وقال إن وزيرة خارجية باكستان أعربت عن تأييد بلادها للمبادرة الرباعية التى تقدمت بها مصر وأكدت أنها واحدة من أفضل المبادرات والتى لديها فرصة للتوصل لحل للمشكلة.وقال عمرو إن الموقف المصرى والباكستاني كان متطابقا فى رفض التدخل الأجنبي العسكرى فى سوريا لأن هذا سيزيد الأمور سوءا. ومن جانبها قالت وزيرة خارجية باكستان حنه ربانى خار إن بلادها تولي أهمية كبيرة لعلاقاتها مع مصر فنحن دولتان لديهما روابط قوية تاريخية ودينية ولديهما آراء متطابقة فى العديد من القضايا مثل مكافحة الارهاب , وأضافت أننا نواجه تحديات مشتركة. وأشارت إلى أنها جاءت كمبعوثة من الرئيس الباكستاني لتهنئة الرئيس محمد مرسي والشعب المصرى، وقالت إن حكومة باكستان ترسل رسالة واضحة للشعب المصرى بأن إسلام أباد حريصة على فتح صفحة جديدة فى العلاقات بحيث تكون أكثر قوة فى العهد الجديد الذى نتطلع إليه لتكون مصر أكثر استقرارا وتقدما وبحيث تكون مصر وباكستان حجرين للاستقرار فى العالم الإسلامى. وأوضحت أن هناك اتفاقا فى الرؤى بين البلدين حول إيجاد حل للأزمة فى سوريا ورفض أى حل عسكرى والإصرار على أن يكون الحل من السوريين أنفسهم، وقالت اننا لا نريد أى عنف من جانب ضد الجانب الأخر. وقالت “اننا نريد تعزيز العلاقات بين البلدين بشكل أكبر خاصة وأننا نشعر أن الفرص المتاحة لتحقيق ذلك كبيرة وحجم التبادل التجارى بين البلدين ثلاثمائة مليون دولار وهو حجم صغير مقارنة بامكانياتهما”.وأضافت أنه بالنسبة لمجال الاستثمار فإن شركة أوراسكوم شركة مشهورة فى باكستان ولديها استثمارات مربحة فى باكستان كما توجد استثمارات باكستانية فى مصر فى مجال النسيج. وقالت وزيرة خارجية باكستان حنه ربانى خار “إننا نشعر أن حضور الرئيس محمد مرسي مؤتمر الدول الثماني الإسلامية في إسلام أباد سيكون مفيدا للغاية وسيكون هناك كذلك منتدى لرجال الأعمال على هامش القمة”، موضحة أن قمة الثماني الإسلامية منتدى مهم للغاية لتحسين التعاون الاقتصادى بين الدول الأعضاء ، كما أنه فرصة مميزة لاجتماع قادة هذه الدول معا للتشاور ، مشيرة إلى أن مصر وباكستان دولتان ديمقراطيتان وهذه سمة مشتركة للجانبين . وأضافت أن الأوضاع فى ميانمار مأساوية وقد كان موقف الدول الإسلامية واضحا فى القمة الإسلامية بمكة المكرمة لرفض هذه الممارسات وقد تم إرسال مبعوث لميانمار للنظر فى الأوضاع هناك وامكانية اتخاذ مبادرات.وحول إمكانية مساعدة قمة الثماني الإسلامية للأقليات فى قارة آسيا ، قالت وزيرة خارجية باكستان “إنه لا يوجد حل واحد لكل هذه القضايا التى تواجه الأقليات الإسلامية فى دول العالم أو الأقليات غير المسلمة فى الدول الاسلامية ولكننا عندما نجتمع فى قمة الثماني الإسلامية يمكننا أن نتعلم من تجارب بعضنا البعض فمثلا فى باكستان يوجد ممثل للأقليات فى البرلمان”. ومن جانبه صرح الوزير المفوض عمرو رشدي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن لقاء الوزيرين قد تركز على بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون الاقتصادي بين رجال الأعمال من البلدين وتعزيز الاستثمارات المتبادلة بينهما، وكذلك زيادة عدد أعضاء بعثة الأزهر الشريف إلى باكستان. وتناولت المباحثات أيضا الوضع فى سوريا، حيث أعربت الوزيرة الباكستانية عن دعم بلادها للمبادرة الرباعية التى أطلقتها مصر فى هذا الشأن، كما جرى بحث الأوضاع فى فلسطين، وعكست المشاورات تطابقا فى وجهات نظر البلدين حيال الملفين السورى والفلسطينى. وأضاف رشدى أن الوزير محمد عمرو قدم عرضا لمجريات سير العملية الانتقالية فى مصر، وذلك بناء على طلب الوزيرة الباكستانية، التى أكدت دعم بلادها لمصر فى هذه المرحلة وحرصها على تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون مع مصر.