يترقب العالم ، أول كسر بشري لحاجز الصوت، متمثلاً في القفزة التي سيقوم بها المغامر النمساوي فيليكس بومغارتنر بعد ساعتين من الأن حيث يتابعه عبر شاشات الفضائيات ما يزيد عن 5 مليون شخص. وحملت فيليكس، كبسولة فضائية مرتبطة ببالون صغير مملوء بغاز الهيليوم، إلى الفضاء الخارجي من مدينة روزويل في ولاية نيومكسيكو بجنوب الولاياتالمتحدةالأمريكية. وعند وصول الكبسولة التي تحمله إلى ارتفاع 120 ألف قدم داخل طبقة الستراتوسفير (الطبقة الثانية للغلاف الجوي)، سيقفز باستخدام أكبر منطاد في التاريخ يبلغ 168 متراً، مخترقاً بذلك حاجز الصوت. و من المتوقع أن يتمكن فيليكس من تخطي حاجز الصوت، ما يعني حاجته إلى الوصول لسرعة 1110 كم/ساعة والتي تعرف باسم “ماخ 1″، وإذا تمكن من الوصول إليها وتخطيها سيصبح “فوق صوتي”، أي أسرع من الصوت. ويواجه فيليكس مخاطر تتمثل في تعرضه للبيئة الخاصة بطبقات الهواء العليا والتي تتعلق مخاطرها بسرعة الاندفاع والضغط المنخفض والحرارة شديدة الانخفاض والمتقلبة. ومن العوامل الهامة المؤثرة في نجاح القفزة هو الطقس، حيث إنه من أكثر الأشياء التي يصعب التنبؤ بها خاصة عندما نأخذ في الحسبان الرياح والتقلبات المفاجئة وكثافة السحب. تضمنت هذه العمليه صعود فيليكس عبر بالون إلى طبقة الستراتسفير (ثاني طبقة في الغلاف الجوي) وهو ارتفاع يصل إلى 36.6 ألف متر، ليقوم بقفزة حرة تهدف لتخطي سرعة سقوطه “سرعة الصوت”، وخلال تلك القفزة يمكن لفيليكس كسر 4 أرقام قياسية عالمية: كسر بشري لحاجز الصوت، وأعلى رحلة بالون به بشري، وأطول سقوط حر، وأعلى نقطة ارتفاع لقفز حر يجريها بشر. وقد علق أحد المسؤولين بالمشروع قائلاً “إنه نظراً للظروف المحيطة فالقفزة أشبه بالوقوف على القمر”. يذكر ان بدل الفضاء كاملة الضغط لم تتناسب مع هذا النوع من القفز الحر الذي سينفذه فيليكس لضمان عودته سالماً للأرض، وإذا تمكنت بدلة الضغط الكامل من توفير الحماية للمغامر فستكون مفيدة للغاية في أبحاث الأمان الفضائية، ورغم أن بدلة فيليكس تمت صناعتها في شركة “ديفيد كلارك” بناء على نماذج بدلات تستخدم بواسطة طياري الطائرات التي تحلق على ارتفاع شاهق، فإنه تم تعديلها وإضافة تحسينات لها وصنعت على قياس المغامر. ونظراً لأن رحلة الصعود ستستغرق 3 ساعات للوصول إلى حافة الفضاء ويحاط المغامر بالكثير من الظروف الجوية الشديدة القسوة التي لا يمكن تحملها كل تلك المدة، فقد تم صناعة كبسولة فضائية لحماية فيليكس أثناء الرحلة، وتساعد المعدات العلمية التي تعمل على مراقبة التجربة وتسجيل النتائج على الوصول إلى الأرض بعدما يقفز. يستخدم في الصعود بالوناً مماثلاً لبالون الغاز الذي استخدم في تجربة مماثلة منذ 50 عاماً، لكن الفرق أن البالون الجديد لهذه المهمة سيرتفع فيها 6 آلاف متر زيادة عن البالون القديم .