أكد عدد من الشهود براءة المواطن النرويجي الذي يناهز عمره 47 عاما والمتهم بالتورط في المذبحة التي تعرض لها التوتسي في رواندا علي يد قبائل الهوتو في عام 1994، بل إنه ساهم على العكس في إنقاذ أرواح العديد من التوتسي في بداية هذه المذبحة. ونقلت محطة “إنركو” الاعلامية الرسمية اليوم الأربعاء عن محامي الدفاع هارالد ستابل أن المتهم الذي بدأت إجراءات محاكمته في أوسلو كان متزوجا من امرأة من التوتسي قبل وقوع المذبحة ولا يزالان متزوجين حتى الآن. وأشارت المحطة إلى أن المتهم قام في أبريل 1994 بدفع فدية تقدر بحوالى 20 ألف كرونة نرويجية (نصفها نقدا والنصف الباقي بايصالات أمانة) من أجل إنقاذ العديد من التوتسيين الذين لجأوا إلى منزلي شقيقيه اللذين كانا أيضا متزوجين من امرأتين من التوتسي. جدير بالذكر أن المواطن النرويجي تم القبض عليه في مدينة برجن في شهر مايو الماضي بعد أن تم اتهامه من النائب العام الرواندي بانتمائه إلى ميليشيات “الإنترهامويه” في كيبونجو التي تقع على بعد 100 كيلومتر من شرق كيجالي العاصمة الرواندية والمشاركة في المذبحة التي أسفرت عن مقتل مئات الآلاف من الروانديين. وكانت قد اندلعت أعمال العنف بين قبائل الهوتو والتوتسي في رواندا، وأسفرت في حصيلتها عن مقتل نحو 800 آلف شخص في غضون مائة يوم فقط. وكان التوتر قد تأجج بصورة واضحة في عام 1994 بين أغلبية الهوتو من سكان رواندا والأقلية من التوتسي، وحاولت الحكومة الرواندية التي سيطر عليها الهوتو جاهدة لفترة من الزمن إيقاف زحف المتمردين التوتسي الساعين إلى الإطاحة بها، لكن الشرارة التي تسببت في اندلاع جحيم المذبحة تمثلت في مقتل رئيس الهوتو جوفينال هابياريمانا، حيث بدأت بعد ساعات من إسقاط الطائرة التي كان يستقلها في 6 أبريل 1994 حملة من العنف انتشرت وامتدت من العاصمة كيجالي إلى أنحاء البلاد كافة.