أداء غير مقنع وينتهي بالفوز، هكذا تماما يبدو أداء بايرن ميونيخ في معظم مبارياته التي خاضها منذ بداية الموسم بقيادة كارلو أنشيلوتي، فهل تنجح فلسفة المدرب الإيطالي في تحقيق الفوز على أرسنال؟في الدوري الألماني تكررت الصورة ذاتها هذا الموسم. أداء لا يسعد جماهير النادي العريق لكنها تخرج من الملعب راضية لأن الفريق يخرج فائزا. وما يزال بايرن ميونيخ رغم ذلك متصدر الدوري الألماني، بل وبدأت الهوة تتسع بينه وبين لايبزغ صاحب المركز الثاني، إذ يسبقه بايرن ب 7 نقاط. وفي مباريات المرحلة العشرين في البوندسليغا التي جرت نهاية الأسبوع الماضي، خسرت كل الفرق التي تأتي في الترتيب ما بين المركز الثاني والمركز السابع: لايبزغ وفرانكفورت ودورتموند وهيرتا برلين وهوفنهايم وكولونيا. كل هذه الفرق خسرت مبارياتها مؤدية بذلك خدمة جليلة للفريق البافاري! بعد أن اطمأن الفريق إلى استمرار تصدره للبوندسليغا، أصبح اهتمامه مركزا على الشامبيونزليغ. وتنظر جماهير بايرن بشغف إلى المباراة التي يستضيف فيها ناديهم فريق أرسنال الإنكليزي (الأربعاء 15 شباط/فبراير). أولا لأن أرسنال خصم كبير والفوز عليه يسعد الجمهور، وثانيا لأن ميونيخ يحتاج إلى فوز كبير تحسبا لمباراة الإياب التي ستقام في لندن يوم (7 آذار/مارس) القادم. وثالثا لأن الفريق البافاري متقدم في الدوري الألماني، وبلغ الدور ربع النهائي في بطولة كأس ألمانيا، لذلك يصبح الفوز في مباريات الشامبيونزليغ مهما لتحقيق طموحات النادي البافاري بإحراز الثلاثية هذا الموسم أيضا. لكن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، وهي الفوز على أرسنال. إصابات في أعمدة تشكيلة أنشيلوتي تساءل بعض المحللين الرياضيين، ما إذا كان أداء بايرن ميونخ في مباراته الأخيرة أمام انغولشتات، يكفي لمواجهة أرسنال. وخاصة أن هناك ثلاثة أعمدة أساسية ستغيب عن اللقاء. فرانك ريبري يعاني من تمزق عضلي، وجيروم بواتينغ عاد إلى التدريب بعد خضوعه لعلمية جراحية في عضلات الصدر، لكنه لم يبلغ بعد مرحلة خوض المباريات. وإذا ما غاب تشابي ألونسو أيضا، فسيكون هو العمود الثالث المهم الذي سيغيب عن تشكيلة أنشيلوتي. علما أن الفريق الطبي لبايرن أكد أنه سيبذل كل ما لديه لتفادي ذلك. وكان لاعب خط الوسط الاسباني تشابي ألونسو تعرض لإصابة في ركبته أثناء تدريبات الاستعداد للقاء أرسنال، ما اضطره إلى قطع التدريبات. وتم نقله إلى مقصورة اللاعبين. وغياب ألونسو عن مباراة أرسنال لن يكون سهلا لبايرن وخاصة أن ألونسو هو واحد من اللاعبين الأساسيين الذين يعتمد عليهم أنشيلوتي. "الفوز أهم من الأداء"! وعلى عكس مدربين آخرين، تقبل أنشيلوتي هذه الاصابات بأعصاب باردة، فهو ايطالي وخطته يمكن وصفها ب "العملية" في اللعب، فهو يعتمد على مبدأ "الفوز أهم من الأداء" وهو ما أكده جليا في تعليقه عقب مباراة فريقه امام اينغولشتات عندما قال "لا ينبغي علينا أن نحسن أداءنا، ويكفي أن نظهر بذات الأسلوب". وهذا يعني أن أنشيلوتي مقتنع بأداء فريقه وتعتمد فلسفته في كرة القدم على أنها "ليست لعبة جمالية، بل إن الأهم في عالم الكرة هو النتائج والتكتيك والموهبة، فمن غير الممكن أن نلعب دوما بأسلوب جيد، ولكن اللعب بأسلوب آخر يمكن أن يحقق لنا الفوز أيضا". رئيس إدارة النادي البافاري كارل هاينز رومنيغه هو الآخر مقتنع بفلسفة أنشيلوتي، إذا صرح مؤخرا "أن الفوز بفارق صغير هو الأمثل بالنسبة للقاء أرسنال". حقائق تثبت صحة فلسفة أنشيلوتي وبالنظر إلى نتائج أنشيلوتي، فإن الحقائق تظهر أن خطته القائمة على مبدأ "الفوز أهم من الأداء"، هي خطة مثمرة. ففي المباريات ال11 الأخيرة ، فاز فريق أنشيلوتي في 10 مباريات. أربع انتصارات حققها من أهداف في اللحظات الأخيرة وستة انتصارات كان الفوز فيها بفارق هدف واحد في النتيجة النهائية للمباراة. وفي منافسات دوري أبطال أوروبا، تظهر نتائج أنشيلوتي مع الفرق السابقة التي دربها، بأن الفوز الكبير لم يكن الأهم بالنسبة للمدرب الايطالي. ففي عام 2014 تمكن من الفوز مع ريال مدريد بلقب البطولة في الشوط الإضافي. آنذاك كان أتلتيكو مدريد متقدما على النادي الملكي بهدف واحد، ليحرز ريال مدريد هدف التعادل في الوقت بدل الضائع، وليفوز بعدها بأربعة أهداف مقابل هدف واحد. وفي عام 2003 تمكن من إحراز اللقب مع فريق انتر ميلان، وذلك بأسلوب لعب إيطالي تماما. فبعد انتهاء المباراة بالتعادل السلبي بين فريق انتر ميلان ويوفينتوس تمكن فريق انتر ميلان من الفوز باللقب بركلات الترجيح.
