أعلن حاكم ولاية ماساشوستس السابق ميت رومني قبوله ترشيح الحزب الجمهوري له لخوض انتخابات الرئاسية الأمريكية أمام الرئيس الديمقراطي باراك أوباما في نوفمبر القادم . وقال ميت رومني في خطاب ألقاه في ختام أعمال المؤتمر الوطني العام للحزب الجمهوري الليلة الماضية في تامبا بولاية فلوريدا: “كنت أتمنى أن ينجح الرئيس أوباما لأنني أريد أن تنجح أمريكا ولكن وعوده أفسحت المجال أمام اللإخفاقات والإنقسام لقد حان الوقت لكي نضع إخفاقات السنوات الأربع الماضية وراءنا والآن هو الوقت المناسب لاستعادة وعد أمريكا”، واضعا الرئيس باراك أوباما في وضع الدفاع بشأن الكثير من القضايا. وخلال خطابه الذي استمر حوالي 38 دقيقة، في احتفال بهيج بانتهاء أعمال المؤتمر العام للحزب على عكس المؤتمر الجمهوري في الإنتخابات الرئاسية الماضية الذي خاضه جون مكين وساره بيلين ، أعلن رومني عن خمسة مرتكزات لبرنامجه الرئاسي شملت عزمه على تحقيق الإكتفاء الذاتي لأمريكا في مجال الطاقة بحلول عام 2020 إعتمادا على الطاقة المتجددة ، ودعم التعليم وتزويد الأمريكيين بالمهارات لوظائفهم اليوم ولحياتهم المهنية مستقبلا، وتعزيز إتفاقيات التجارة الدولية مع فرض عقوبات وخيمة على مخالفيها، وتخفيض العجز وضبط الموازنة الأمريكية ، ودعم الشركات الصغيرة التي تعتبر محركا لخلق الوظائف بما يعني خفض الضرائب على الشركات وتبسيط اللوائح التي تؤثر سلبا على الشركات . وبدأ ميت رومني كلمته أمام المؤتمر العام للحزب الجمهوري بالقول: “أقبل تسميتكم لي كمرشح لرئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية وأقبل ذلك بكل تواضع وأشكركم على ثقتكم إنه شرف كبير لي كما أنه مسئولية أكبر والليلة أطلب منكم أن تسيروا معي نحو مستقبل أفضل لقد إخترت إلى جانبي رجل من قرية صغيرة وهو يمثل أفضل ما في أمريكا وهو المرشح لنائب الرئيس بول رايان إنه قائد متواضع وواثق بنفسه وهو على قدر التحديات “. وبعد أن تحدث عن قصته الشخصية بشكل مستفيض لتقريب الناخب الأمريكي منه، أكد رومني أنه سوف يحمي قدسية الحياة ومؤسسة الزواج واحترام حرية الديانة والمعتقد، ووعد بدعم المرأة والعائلات الأمريكية وخاصة من الطبقة المتوسطة، مؤكدا أنه لن يزيد الضرائب عليها كما يعتزم أوباما، ومعلنا أن لديه خطة لخلق 12 مليون وظيفة على مدى 4 سنوات . وأوضح رومني أنه بينما نجح أوباما في القضاء على بن لادن ، إلا أن أمريكا كلها أصبحت في أمان أقل لأنه لم يتمكن من إحباط التهديد النووي الإيراني ، مشيرا إلى أن أوباما قال إنه إذا تم إنتخابه “سيتحاور” مع إيران التي تعمل على تخصيب اليورانيوم وقال رومني: “هذا معناه أن نلقي بإسرائيل أمام الحافلة والتخلي عن أصدقائنا وحلفائنا.. وإعطاء الرئيس الروسي المرونة التي يحتاج اليها “. وفي المقابل ، قال رومني إنه في ظل إدارته هو فإن “أمريكا ستكون أكثر وفاء مع أصدقائها وأكثر صرامة مع بوتين والقنبلة النووية “. وأضاف: “سنحترم القيم والمثل الأمريكية لأن العالم الحر هو عالم أكثر سلاما وهذا هو إرث السياسة الخارجية للحزبين الجمهوري والديمقراطي في ظل ترومان وريجان وفي ظل إدارتي سنستعيد هذا الإرث”. وانتقد ميت رومني ما آل إليه حال أمريكا في ظل إدارة أوباما من وقوعها في براثن الدين بتريليونات الدولارات للصين.. وتخرج الشباب من الجامعات ولا يجدون وظائف.. وتأخر التعليم. وأكد رومني أن أمريكا المتحدة يمكنها أن تحقق إقتصادا منتجا يستند إلى الإبتكار والإبداع والإنتاجية ويعيد الثقة للأهل بأن ابنائهم سيكون لهم مستقبلأفضل وقال إن أمريكا بهذا الشكل ستكون قوية ولن يجرؤ أحد على اختبار قوتها. وقال رومني “إذا تم انتخابي رئيسا للولايات المتحدة سأعمل بكل ما أوتيت من قوة لكي نستعيد أمريكا ونتطلع إلى المستقبل الذي يجب أن نبدأ فيه من الليلة “. وشدد المرشح الجمهوري انتقاداته لأوباما، مؤكدا أنه: “حان الوقت لكي نقلب الصفحة وأن نضع الإخفاقات خلفنا لكي نتخطى الإنقسامات والإتهامات.. وننسى كل ذلك ونتطلع إلى المستقبل.. لقد آن لنا أن نستعيد الوعد الكبير وعد أمريكا”. وأكد رومني ، أن ما تحتاج إليه أمريكا هو الكثير من الوظائف وقال في أكثر الدول ثراء في تاريخ العالم ضغط إقتصاد أوباما على الطبقة الوسطى وقلل دخل الأسرة 4 آلاف دولار إضافة إلى زيادة أقساط التأمين والتعليم والفواتير مع تضاعف أسعار الوقود وأصبح 1 من بين كل 6 أمريكيين يعيش في الفقر.. وسياسات أوباما لم تؤد إلى خلق الوظائف بل قضت عليها”. وقال رومني: “أوباما يريد أن يزيد الضرائب على الشركات الصغيرة ولكن هذا لن يخلق الوظائف بل سيقضي عليها بالكامل وهجومه على النفط سيؤدي إلى نقل الوظائف من هنا إلى الصين وتخفيضاته العسكرية ستقضي على ملايين الوظائف وتعرض أمننا للخطر وتخفيضاته على برنامج “ميديكير” بمبلغ 760 مليار دولار ستحرم الكثير من الناس من الخدمات الطبية وهذا العجز بتريليونات الدولارات يبطىء الإقتصاد ويضع علينا ضغوطات ويؤثر على الأجور وإذا تم إنتخاب أوباما فلن يكون المستقبل أفضل حالا”. وأضاف رومني: “أنا مرشح للرئاسة لأنني أريد بناء مستقبل أفضل حيث يستطيع كل من يبحث عن وظيفة أن يجدها حيث لا يخشى كبار السن على تقاعدهم ومستقبلهم بعد التقاعد ويستطيع الأهالي إختيار مستقبل أفضل لأولادهم وبعكس الرئيس أوباما فأنا لدى خطة لخلق 12 مليون وظيفة جديدة”. وقد جاءت كلمة رومني بعد كلمات بارزة خلال المؤتمر العام للحزب الجمهوري لكل من جيف بوش حاكم ولاية فلوريدا سابقا وشقيق الرئيس السابق جورج بوش الأبن ونجل الرئيس السابق جورج بوش الأب ، ونيوت جينجريتش رئيس مجلس النواب الأمريكي السابق،وماركو روبيو حاكم ولاية فلوريدا التي تستضيف المؤتمر والمنتج والخرج والممثل الأمريكي الشهير كلينت ايستوود. ويبلغ رومني من العمر 65 عاما وولد في 12 مارس 1947 في مدينة ديترويت بولاية ميتشيجان وهو ينتمي إلى طائفة المرمون المتفرعة عن المسيحية ، وورث السياسة عن أبيه جورج الذى كان حاكما لولاية ميتشيجان ويخوض رومني السباق الجمهوري نحو البيت الأبيض للمرة الثانية بعد خسارة محاولته الأولى عام 2008 في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لصالح السيناتور جون مكين الذى خاض السباق أمام المرشح الجمهوري في ذلك الوقت باراك أوباما. وقد بدأ رومني حملته الرئاسية رسميا في يونيو من العام الماضي لخوض السباق نحو البيت الأبيض وفاز بنتائج الإنتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري بأصوات 2061 مندوبا وتتراوح ثروته كرجل أعمال ما بين 190 و 250 مليون دولار أمريكي وهو أب لخمسة أبناء ولديه 28 حفيدا وزوجته آن رومني تعاني من مرض التصلب العصبي المتعدد وتعافت من مرض سرطان الثدي.