فقدت مصر اليوم الثلاثاء، العالم الكبير أحمد زويل، بعد وفاته في الولاياتالمتحدةالأمريكية، عن عمر يناهز 70 عامًا. وتعد المدينة العلمية حلم راود الحلم المصري العالم المصري الراحل على مدى أكثر من 17 عامًا، إلا أن الوفاة حرمته من رؤية حلمه يتحقق على أرض الواقع. وأوصى العالم الراحل قبل وفاته بدفنه في مصر، كما أكد على ضرورة دعم مشروعة الخاص بجامعة زويل للعلوم والتكنولوجيا. ويعد زويل أحد أبرز العلماء في العالم، حيث تفوق في المجال الكميائي، حيث حصل على جائزة نوبل في الكمياء عام 1999 لأبحاثه المتقدمة والمتعددة في مجال «الفيمتو ثانية»، كما عمل مستشارًا للرئيس الأمريكي باراك أوباما، وحصل على 31 جائزة دولية تقديرًا لاسهاماته.
نشأه العالم الكبير ولد أحمد حسن زويل في 26 فبراير 1946 بمدينة دمنهور، وفي سن 4 سنوات انتقل مع أسرته إلى مدينة دسوق التابعة لمحافظة كفر الشيخ حيث نشأ وتلقى تعليمه الأساسي. والتحق زويل بكلية العلوم بجامعة الإسكندرية بعد حصوله على الثانوية العامة وحصل على بكالوريوس العلوم بامتياز مع مرتبة الشرف عام 1967 في الكيمياء، وعمل معيدًا بالكلية ثم حصل على درجة الماجستير عن بحث في علم الضوء. سافر الدكتور «أحمد زويل» بعد ذلك في منحة علمية إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، حصل خلالها على الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا الأمريكية في علوم الليزر عام 1974م، ثم عمل باحثاً في جامعة كاليفورنيا خلال الفترة "1974 1976″ لينتقل للعمل بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا "كالتك" أحد أكبر الجامعات العلمية في أمريكا. اسهامات زويل وحصوله على نوبل قدم زويل للعلم العديد من الأبحاث الهامة والإنجازات، من أهمها ابتكاره لنظام تصوير يعمل باستخدام الليزر وله القدرة على رصد حركة الجزيئات عند نشوئها وعند التحام بعضها ببعض، والوحدة الزمنية التي تلتقط فيها الصورة هي "فيمتو ثانية" هو جزء من مليون مليار جزء من الثانية. وحصل زويل في 1982 على الجنسية الأمريكية، كما تدرج في المناصب العلمية الدراسية داخل جامعة «كالتك» إلى أن أصبح أستاذًا رئيسيًا لعلم الكيمياء بها، وهو أعلى منصب علمي جامعي في أمريكا خلفًا للينوس باولنغ الذي حصل على جائزة نوبل مرتين، الأولى في الكمياء والثانية في السلام العالمي. كما حصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999م لتوصله لهذا الانجاز الذي ساعد في التعرف علي الكثير من الأمراض بسرعة. كما قامت مصر بتكريمه بعدة جوائز مصرية منها وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1995م، وقلادة النيل العظمى والتي تعد أعلى وسام مصري. وحصل العالم المصري الكبير على العديد من الأوسمة والجوائز العالمية التي بلغت حوالي 31 جائزة دولية من أبرزها جائزة «ماكس بلانك» في ألمانيا، وجائزة «الملك فيصل العالمية» في العلوم وجائزة الامتياز باسم ليوناردو دافنشي و جائزة «كارس» السويسرية من جامعة زيورخ في الكيمياء والطبيعة، و جائزة بنجامين فرانكلين. كما وورد اسمه في قائمة الشرف بالولاياتالمتحدةالأمريكية التي تضم أهم الشخصيات التي ساهمت في النهضة الأمريكية، كما جاء اسمه رقم 18 من بين 29 شخصية بارزة باعتباره أهم علماء الليزر في أمريكا. وفي أبريل 2009م أعلن البيت الأبيض عن اختيار أحمد زويل ضمن مجلس مستشاري الرئيس الأمريكي للعلوم والتكنولوجيا، والذي يضم 20 عالمًا مرموقًا في عدد من المجالات، كما تم تعيينه كمبعوث علمي للولايات المتحدة لدول الشرق الأوسط. وفاه العالم المصري قال شريف فؤاد، المتحدث الإعلامى باسم العالم المصري الراحل الدكتور أحمد زويل، فى تصريحات للتلفزيون المصري إنه لم يتم بعد اكتشاف أسباب الوفاة، مشيرًا أن العالم الراحل كان يعاني من سرطان في النخاع الشوكي. كما أوصى زويل بضرورة الاهتمام بمشروعة مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، ودفنه في مسقط رأسه في مصر.