أوصى المؤتمر الخامس والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الذي انعقد في مدينة الأقصر، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، على مدى يومين بعنوان "رؤية الأئمة حول تجديد الخطاب الديني وآليات تفكيك الفكر المتطرف"، العمل على بناء تكتل عالمي وإسلامي وإنساني لمواجهة قوى الشر والإرهاب. كما أوصى المؤتمر بتحقيق اجتهاد جماعي يدعيى إليه كبار علماء الأمة، ممن يحملون هموم الأمة ومشكلاتها ولم يغررهم بريق الدنيا وأطماع السياسة والمال لينظروا في كل المشكلات الفقهية العالقة والمتعلق منها بالإرهاب والخروج على المجتمع وكراهيته واستباح دماء الناس. وأكدت توصيات المؤتمر الدكتور طه أبو كريشة، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، على قصر الخطابة والفتوى على علماء الدين المتخصصين وقصر الخطابة على المسجد الجامع والخطبة الموحدة وتجفيف منابع التشدد والأفكار المتطرفة في الجامعات والمدارس والمدن الجامعية ومنع تحويل القاعات المخصصة للمذاكرة إلى زوايا لتجنيد الشباب لصالح الجامعات والاستيعاض عن ذلك بمسجد جامع في كل جامعة تشرف عليه وزارة الأوقاف والأزهر الشريف. وأوصى المشاركون في المؤتمر بضرورة التحصين المبكر للأطفال والناشئة وعدم إسناد تدريس مادة التربية الدينية لغير المختصين ومنع المتشددين من غرس أفكارهم في عقول أطفال وشباب الأمة. ودعت توصيات المؤتمر إلى ضرورة مواجهة الجماعات المتطرفة التي تعبث في عقول شباب الأمة والرد عليها بالأدلة الدامغة حتى لا تنطلي هذه الأفكار المنحرفة على النشئ والشباب ودعم مطبوعات الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف وترجمتها إلى اللغات الأجنبية، وأن تكون مادة الثقافة الدينية مقررًا في كل مراحل التعليم. وشددت التوصيات على أهمية قيام وسائل الإعلام باستضافة العلماء المتخصصين وإبراز فكرهم وعدم سماحهم لأصحاب الفكر المتشدد أو المتحلل بإيصال أصواتهم للشباب وتعميق جسور التواصل بين الأزهر ووزارات الأوقاف والتعليم والثقافة والتعليم العالي والشباب والرياضة وكل المؤسسات المعنية. كما أشاد المشاركون في المؤتمر بإقامته في مدينة الأقصر والتوصية بتكرار التجربة في إقامة مختلف المؤتمرات بمختلف المحافظات لتسليط الضوء على ما تحويه محافظات مصر من حضارات وثقافات متنوعة. وقال المشاركون في المؤتمر أن أهم أسباب التطرف هو الانغلاق والجمود والتقليد الأعمي وسوء الفهم والابتعاد عن فهم المقاصد وتصدر غير المتخصصين للمشهد الدعوي ومتاجرة بعض الجماعات بالدين وإتخاذه مطية لتحقيق مصالح سياسية ومالية وغلبة التدين الشكلي على التدين الحقيقي ونجاح بعض القوى الاستعمارية في استقطاب عقلاء لها في كثير من الدول الإسلامية عن طريق شراء الذمم والولاءات. وقدم وزير الأوقاف الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي لرعايته المؤتمر، كما قدم الشكر لمحافظ الأقصر ووزراء الآثار والثقافة والشباب والرياضة والطيران المدني لمساهمتهم في إنجاح المؤتمر. وكرم المؤتمر الدكتور الرحل محمد الأحمدي عضو مجلس الأعلي للشئون الإسلامية ووزير الأوقاف الأسبق التي وافته المنية قبل أيام. كما كرم المؤتمر وزير الأوقاف السوداني ورئيس جمعية مسلمي اليابان ورئيس المجلس الأعلي للشئون الإسلامية بدولة تشاد والمدير التنفيذي لهيئة الشئون الإسلامية والأوقاف بدولة الإمارات ومفتي الكونغو الديمقراطية ومفتي دولة زامبيا ووكيل وزارة العدل بمملكة البحرين ومفتي دولة أوغندا. يذكر أنه شارك في المؤتمر وفود من 70 دولة ومنظمة إسلامية عالمية، بحضور وزير الأوقاف وشيخ الأزهر ومفتي الجمهورية ونخبة من وزراء الأوقاف والمفتين وعلماء الدين الإسلامي في العالمين العربي والإسلامي ومدير معهد ابن سينا بفرنسا ومستشار الشئون الإسلامية لرئيس دولة الإمارات. وناقشت جلسات المؤتمر على مدى يومين عددًا من المحاور منها: "مفهوم وآليات تجديد الخطاب الديني بين الواقع والمأمول وعقبات التجديد وأسباب التطرف ووسائل إزالتها وآليات تفكيك الفكر المتطرف".