أعربت المنظمة العربية لحقوق الإنسان، عن إدانتها لإقدام ميليشيات الحوثي – صالح على إختطاف الطبيبين "ياسين القباطي" و"عبدالرحيم السامعي"، في الثالثة عصر يوم 13 يونيو 2015. وكان كل من "القباطي" و"السامعي" قد إختطفا على أحد حواجز ميليشيات الحوثي – صالح في منطقة القاهرة بعد إيقاف السيارة الخاصة التي تقلهما عائدين من المستشفى برفقة آخرين، ورغم إبرازهم لأوراق تثبت طبيعة عملهم الإغاثي والطبي، فقد تم إصطحابهم إلى جهة غير معلومة، في إخلال لقواعد القانون الإنساني الدولي. يُذكر أن "القباطي" و"السامعي" من مؤيدي ثورة فبراير 2011 التي قادت إلى خلع الرئيس السابق "علي عبد الله صالح" الذي لا زال يتحكم في قسم من الجيش وتحالف مع ميليشيات الحوثيين وقوض المسار الإنتقالي في البلاد. وتتابع المنظمة العربية لحقوق الإنسان ببالغ القلق إستمرار النيل من المدنيين على يد المتحاربين في اليمن، حيث واصلت ميليشيات الحوثي – صالح في قصف الأهداف المدنية في العديد من المناطق بهدف إخضاعها لسيطرتها، وخاصة في عدن وتعز والضالع ومأرب ولحج وأبين، حيث واصلت في عدن قصف الأحياء السكنية، وتدمير منازل المدنيين في الأحياء التي تتمكن من السيطرة عليها لبعض الوقت. كما تابعت قضفها للمناطق المدنية في تعز " أكبر كثافة سكانية بين مدن البلاد)" إنتقاماً من رفض سكانها السماح للميليشيات بدخولها وتشكيل بعض مظاهر المقاومة الشعبية المسلحة، فضلاً عن سلوكيات مماثلة في مناطق أخرى، ولا سيما في الضالع. وقد تأكدت المعلومات الأولية التي سبق أن تناولتها المنظمة حول قيام ميليشيات الحوثي – صالح بقصف منشأت مدنية داخل صنعاء خلال غارات التحالف العربي بقيادة السعودية على منشأت عسكرية تابعة لها في صنعاء بهدف زيادة أعداد الضحايا من المدنيين لتعزيز التهم الموجهة للتحالف بتقل مدنيين خلال الغارات . وإستمرت غارات التحالف العربي المسمى ب"إعادة الأمل " في إسقاط مدنيين خلال الغارات التي تشنها، وخاصة في صنعاء ومعقل الحوثيين في صعدة شمالاً ومناطق بينهما. وكان يوم 12 مايو الماضي الأسوأ في صنعاء، حيث سقط قرابة 90 شخصاً بينهم 50 على الأقل من المدنيين خلال القصف الذي شنته طائرات التحالف قبل ساعات من بدء سريان المهلة الإنسانية التي لم تسري سوى لخمسة أيام. كما كان يوم 9 مايو الماضي الأسوأ في صعدة، حيث أمهلت قيادة التحالف سكان المدينة من المدنيين يوماً واحداً لمغادرة المنطقة، الأمر الذي أدى لفرار عشرات الآلاف بشكل جماعي والانضمام إلى الأعداد المتزايدة من النازحين والمتضررين. وقد تابعت ميليشيات الحوثي – صالح قصفها للأهداف المدنية جنوبي السعودية، وخاصة في مناطق جيزان، مما أدى لمقتل وإصابة 34 مدنياً سعودياً وحتى نهاية مايو الماضي، فقد سقط ألفي قتيل من المدنيين على الأقل، فضلاً عن مئات المقاتلين، كذلك أصيب قرابة تسعة آلاف شخص، أغلبهم من المدنيين، وتم تشريد قرابة 600 ألف نسمة. وتزايدت أعداد المحتاجين لمساعدات إنسانية ومياه شرب صالحة لقرابة المليونين. وكانت المنظمة قد حذرت قبل نحو الشهرين من أن استمرار القتال في اليمن سيؤدي لمزيد من الخسائر الفادحة، وخاصة بين المدنيين غير المنخرطين في النزاع. وتجدد المنظمة إدانتها للانتهاكات والجرائم التي تقع في اليمن بسبب النزاع المسلح الدائر حالياً، وتؤكد على ضرورة توفير آليات للمساءلة والمحاسبة عن هذه الجرائم، والإسراع بوقف القتال والبحث عن سبل لتحقيق التوافق الوطني لضمان السلام وإستكمال المرحلة الانتقالية .