اعتبر الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن "العالم الإسلامي في حاجة إلى التوقف كثيرا أمام الأفكار المشوشة والمغلوطة حول الإسلام، والقيام بثورة من أجل الدين". جاء ذلك في حوار مسجل، بثته إذاعة القرآن الكريم ، صباح الأربعاء، وامتد لحوالي 9 دقائق، تضمن تهنئة للإذاعة الدينية الأقدم في الشرق الأوسط بمناسبة ذكرى تأسيسها الحادية والخمسين. وقال السيسي في حواره الإذاعي الذي نقلته 8 إذاعات محلية بالإضافة إلى التلفزيون الرسمي، أن "العالم الإسلامي بحاجة إلى التوقف كثيرا أمام الأفكار المشوشة والمغلوطة حول الإسلام، فالحق حق وإن لم يتبعه أحد، والباطل باطل وإن اتبعه الجميع′′. وأضاف "نحتاج إلى ثورة دينية لصالح الدين، وليست ضده، يسمع فيها الجميع وخاصة الشباب من العلماء حقيقة وجوهر الإسلام، فآيات القرآن والأحاديث النبوية تدعونا للتفكر بعيدا عن القوالب الجامدة". واستطرد السيسي: "إننا بحاجة إلى أن نتوقف كثيرا عند حالنا الذي نقف فيه، فكلنا محاسبون على أفعالنا وأقوالنا، وعلينا أن نتبين مواضع أقدامنا، فهؤلاء الذين يسيئون للإسلام من أفغانستان وباكستان لسوريا واليمن ونيجيريا والصومال ومصر، لا يمثلون صحيح الدين بل يسيئون له ويقدمون صورة سلبية للعالم كله". وقال إنه "فلا تقوم أمة ولا يأمر دين بما يقومون هؤلاء به من قتل وحرق وإجبار"، متسائلا: "هل هذا هو الإسلام ؟، وهل هذا هو السلام والأمان؟". وأوضح أنه غير قلق من ابتعاد البعض وخاصة الشباب عن الدين، وقال: "اعتبرها مرحلة مؤقتة، خاصة أن الصدمة كانت كبيرة بأن يروا من يرفع راية "لا إله إلا الله" يقتل ويخرب ويهدم الأمة". وقال إنه "لن يعز الإسلام بسفك الدماء، ولن يعز بالمفسدين في الأرض". وكانت الرئاسة المصرية، قالت في بيان لها الأحد الماضي، إن السيسي أجرى حوارا مع إذاعة القرآن الكريم، شدد فيه على أهمية التصدي لدعوات الغلو والتطرف وكافة الدعاوى المغلوطة والأفكار الهدامة التي يحاول الارهابيون والمتطرفون فكرياً إلصاقها بالدين الإسلامي خلافاً لكافة مبادئ الدين الإسلامي. من جانبه، قال عبدالله الخولي نائب رئيس الإذاعة المصرية الرسمية في تصريحات سابقة للأناضول، إن "السيسي هو أول رئيس مصري يوجه كلمة لشعبه عبر إذاعة القرآن الكريم"، رافضا "اعتبار إجراء الإذاعة حوار مع السيسي بأنه تحيزا من القائمين على الإذاعة للنظام الحاكم، أو خلط الدين بالسياسة". يذكر أن السيسي في مطلع يناير الماضي، دعا إلى تصحيح المفاهيم الخطأ التي ترسخت في أذهان الأمة الإسلامية، من خلال "ثورة دينية"، وقال إن هناك بعض الأفكار تم تقديسها لمئات السنين وأصبح الخروج عليها صعبا للغاية. وتعد إذاعة القرآن الكريم، أول إذاعة مختصة بتقديم تلاوات مختلفة من القرآن الكريم ودراسة علومه في العالم، وبدأت إرسالها في 25 مارس 1964، وتعد أحد أبرز الإذاعات في مصر والشرق الأوسط.