البيت الأبيض قالت واشنطن أنها لا تملك أي دليل على مقتل رهينة أميركية في غارة جوية للتحالف الدولي في شمال سوريا، بعد إعلان لتنظيم داعش في هذا الشأن. وقالت برناديت ميهان المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي الجمعة "نحن قلقون جداً من هذه المعلومات". لكنها أضافت "ليست لدينا في الوقت الحاضر أي إشارة ملموسة تؤكد ما أورده تنظيم داعش" حول مقتل الرهينة الأميركية التي قال التنظيم أنها تدعى كايلا جان مولر. وفي عمان، قال محمد المومني وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية "نتحقق من الأمر لذلك لا نستطيع قول الكثير في هذه اللحظة لكن اعتقد أن ذلك غير منطقي ونشك في الأمر بشكل كبير". وتساءل "كيف يمكن لهم التعرف على الطائرات الأردنية من مسافة كبيرة في السماء؟ وماذا كانت تفعل السيدة الأميركية في مخزن أسلحة؟ هذا جزء من حملتهم الإعلامية الإجرامية". وكان تنظيم الدولة الإسلامية أعلن في بيان بثته مواقع جهادية أن "طيران التحالف الصليبي المجرم قام بقصف موقع خارج مدينة الرقة أثناء أداء الناس لصلاة الجمعة (...) وتأكد لدينا مقتل أسيرة أميركية بنيران القذائف الملقاة على الموقع′′. والبيان الذي عنوان "الطيران الأردني الخائب" لكن نصه تحدث عن "طيران التحالف الصليبي". لم يتضمن صوراً لجثمان الرهينة بل لمبان مدمرة كتب تحت واحد منها "البناء الذي دفنت تحت ركامه الأسيرة الأميركية". واكتفى الجيش الأردني بالإعلان أن مقاتلاته نفذت الجمعة غارات جديدة ضد "أهداف منتخبة" لمواقع لتنظيم داعش، بعد يوم واحد على تنفيذ عشرات الطائرات غارة انتقاما لطيار اردني اعدمه التنظيم. وقال البيان أن "أسراباً من مقاتلات سلاح الجو الملكي الأردني نفذت اليوم (الجمعة) ضربات جوية لاهداف منتخبة لتنظيم داعش وتم تدمير الاهداف"، من دون ان يشير البيان اذا كانت الضربات جرت في سوريا او العراق. وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان اكثر من ثلاثين عنصرا من تنظيم داعش قتلوا الجمعة في غارات للتحالف الدولي بقيادة اميركية على مواقع ومخازن للتنظيم المتطرف في محافظة الرقة في شمال سوريا. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان "ثلاثين عنصرا من تنظيم الدولة الاسلامية على الاقل قتلوا في غارات للتحالف الدولي نفذها الجمعة على مواقع ومخازن آليات للتنظيم شرق وغرب مدينة الرقة"، مرجحا وجود عدد اكبر من القتلى. واوضح ان القصف استهدف مقارا وحواجز للتنظيم في سبع مناطق ودمر مستودعات في ابو قبيع غرب الرقة تضم آليات ودبابات للتنظيم كان استولى عليها من الجيش العراقي ومقر يستخدم كسجن للتنظيم الجهادي في المنطقة. كما استهدفت الغارات سجنا آخر ومركز تدريب في منطقة المنخر شرق الرقة. من جهة اخرى، صرح مسؤول اميركي كبير مساء الجمعة في ميونيخ بعد اجتماع لوزير الخارجية جون كيري مع وزراء من دول الخليج ان الامارات ستستانف على الارجح مشاركتها في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش. وكانت الامارات علقت مشاركة طيرانها بعد اسر الطيار الاردني معاذ الكساسبة الذي قتله تنظيم داعش بعد ذلك حرقا. وقال المسؤول الاميركي ان "هناك غضبا كبيرا لما حدث للطيار وابلغت الامارات كيري انها ستستانف على الارجح مشاركة طيرانها في غضون ايام". وأكد مسؤول آخر ان عملية القتل الوحشية للطيار الاردني أدت إلى "توحيد صفوف دول الخليج ومضاعفة تصميمها على محاربة داعش". وتظاهر الاف الاردنيين الجمعة في عمان تتقدمهم الملكة رانيا عقيلة العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، للتنديد باعدام الطيار الاردني. ورفع المتظاهرون الذين تجمعوا أمام المسجد الحسيني وسط عمان أعلاماً أردنية وصورا للطيار الأردني ولافتات كتب عليها "كلنا معاذ" و"معاذ شهيد الحق" و"نسر الأردن إلى جنات الخلد يا شهيد" و"نعم القصاص والقضاء على الإرهاب". وكان العاهل الذي قطع زيارة لواشنطن وعاد إلى عمان الأربعاء توعد "برد قاس′′ بعد مقتل الكساسبة واكد ان دم الطيار "لن يضيع هدرا". قال وزير خارجية الاردن ناصر جودة الجمعة ان الضربات الجوية التي نفذتها عشرات المقاتلات الاردنية الخميس ضد معاقل تنظيم داعش "ليست سوى بداية الانتقام" لقتل الطيار. واكد ان هذه "ليست بداية الحرب الأردنية على الإرهاب والأردن سيلاحق التنظيم أينما كان وبكل ما أوتي من قوة". واضاف ان "كل عنصر من عناصر +داعش+ هو هدف بالنسبة لنا لكنهم كما نعلم جميعا، يخفون هوياتهم بشكل متقن، فهم ليسوا سوى ثلة من الجبناء". وقد اكد لشبكة فوكس نيوز ان الطائرات الاردنية شنت الخميس غارات في سوريا وكذلك في العراق. وقال "هذا صحيح. انهم (الجهاديون) موجودون في العراقوسوريا لذلك يجب استهدافهم اينما وجدوا". وكان الاردن يقول انه يشارك في ضربات التحالف في سوريا فقط.