نائب الرئيس الصينى ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الصين اتخذت خطوة غير معتادة لاستضافة وفد من مسؤولي حركة طالبان الأفغانية، مما ينشئ مجالا محتملا جديدا لمفاوضات السلام بين المسلحين والحكومة في العاصمة الأفغانية، كابول. ونقلت الصحيفة، في سياق تقرير أوردته على موقعها الالكتروني اليوم عن مسؤولين أفغان حاليين وسابقين قولهم إن ممثلي حركة طالبان سافرا شهر ديسمبر الماضي إلى الصين لمناقشة امكانية بدء محادثات مع الحكومة الأفغانية. ونسبت الصحيفة إلى مسؤول أفغاني مطلع على القضية، قوله "إن الصينيين يهيئون انفسهم على كيفية دعم عملية المصالحة، لكن لن يكون لحركة طالبان مكتب هناك، غير أن الصينيين سيوفرون المكان المناسب لاجراء المحادثات". وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الأفغانية قدمت بعض التفاصيل العامة حول المناقشات، التي اعقبت زيارة الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني إلى العاصمة الصينية، بكين، في شهر أكتوبر الماضي، والتي كانت أول رحلة عمل يقوم بها عبد الغني في الخارج منذ توليه منصبه فى سبتمبر الماضي. واعتبرت وول ستريت جورنال زيارة طالبان إلى الصين بمثابة قضية دبلوماسية حساسة، ألا أن وزارة الشؤون الخارجية الصينية لم تؤكد المناقشات عند سؤالها عنها في مؤتمر صحفى دورى أمس الثلاثاء، وبدلا من ذلك، أكد المتحدث باسم الخارجية الصينية هونج لي أن الصين تدعم عملية السلام "المملوكة للشعب الأفغاني وتسترشد به"، وأنها "ستلعب دورا بناء في هذا الصدد". وفي السياق ذاته، رفض المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد التعليق على زيارة طالبان إلى الصين، قائلا إنه "في هذه المرحلة، لا نريد التحدث عن ذلك الأمر". ووفقا للصحيفة، قال دبلوماسيون ومسؤولون أفغان إن تواصل عبد الغني مع بكين، وهي حليف منذ فترة طويلة من إسلام أباد، يمكن أن يساعد في جلب المقاتلين إلى طاولة المفاوضات، حيث تستغل حركة طالبان الأراضي الباكستانية باعتبارها ارضا للتجنيد وقاعدة عملياتية. وأضافت الصحيفة أن مثل هذه الاجتماعات تمثل نموذجا نادرا على مساعدة الصين وتوسطها في الصراع الداخلي لدولة اخرى، وأحدث مؤشر على طموحات الصين لتحل محل الولاياتالمتحدة تدريجيا كضامن للأمن والرخاء في آسيا، كما تأتي هذه الاجتماعات في ظل إتخاذ الصين على ما يبدو نهجا جديدا تجاه الدبلوماسية الإقليمية، في محاولة لطرح نفسها في دور أكثر ايجابية عقب فترة من المواجهة المتوترة مع العديد من الدول المجاورة. كما تسعى الصين أيضا إلى توثيق التعاون مع كابول في مكافحة المتطرفين والانفصاليين الاسلاميين المسؤولين عن موجة من الهجمات الأخيرة في شينجيانغ وحولها، المنطقة ذات الأغلبية المسلمة التي تقع بالقرب من أفغانستان حسبما ذكرت الصحيفة.