أكد الدكتور رامى المعرى أستاذ جيولوجيا الكواكب بجامعة بيرن بسويسرا، وعضو الفريق البحثى بوكالة الفضاء الأوروبية، وأحد علماء الفضاء المصريين المشاركين ضمن فريق العمل للمركبة روزيتا أو رشيد نسبة إلى حجر رشيد، أن الفريق العلمى للمركبة لم يفقد الاتصال بالمسبار "فيله" نسبة إلى معبد فيله بأسوان. وأوضح أنه بعد الهبوط الناجح للمركبة على سطح المذنب "بى 67″ تم التقاط مجموعة من الصور الناجحة لسطحه، وأن الفريق العلمى يعكف حاليا على تحليل الصور التى التقطتها المركبة، للتعرف على الخصائص المختلفة للمذنب، وأيضا عمل التجارب والدراسات الخاصة بالمذنب، ومنها دراسة الخصائص الكيميائية للغلاف الخاص به، وكلها دراسات مستمرة حتى ديسمبر 2015. ويشير إلى أن المكان الذى كان معدا لهبوط المركبة قد تغير نتيجة خطأ تقنى فى المركبة، وهى الهربونات (التى تشبه هلب المركب الذى يرسى فى البحر)، إلى جانب أن الجاذبية فى هذا المكان قليلة، وهذا الخطأ لم يكن متوقعا، وهو وارد، ففى مثل هذه الرحلات يتوقع حدوث أخطاء أو أعطال مفاجئة للأجهزة. ويوضح المعرى أن المهمة كانت تهدف فى الأساس إلى الهبوط على مذنب أسمه" فرتانين"، ونتيجة لتأخر إقلاع المركبة عام 2004 لم يكن ممكننا اختيار المسار المحدد لهذا المذنب فتم تحديد المذنب الحالى "بى 67″، الذى كان له العديد من المميزات البحثية إذ إن المذنب لم يقترب من الشمس منذ عام 1959، وهو مذنب لم يتعرض لتغيرات خاصة بخسارة الماء عليه، وشكل السطح، والمواد العضوية المتكونة عليه، وهذا يفيد فى الدراسة، ومن ثم فإن هذا المذنب هو الأفضل والأنسب فى الدراسات البحثية. فكلما اقترب المذنب من الشمس يحدث به العديد من التغيرات التى تفيدنا كعلماء فى دراستها حيث تكون الشمس وحرارتها العالية محفزا لتغيرات أكثر على سطح المذنبات. ويوضح أن المذنب على شكل بطة له جسم ورأس ورقبة، وكل جزء له خصائصه المختلفة، وأن المسبار موجود حاليا على رأس المذنب، مؤكدا أن الرحلة التى قامت بها وكالة الفضاء الأوروبية تهدف إلى فك أسرار نشأة المذنبات والمجموعة الشمسية وبالتبعية كوكب الأرض. كما أن هناك سببا سياسيا يشير إليه الدكتور رامي هو تحقيق السبق العلمى للدول الأوروبية فى مجال التكنولوجيا وغزو الفضاء، إلى جانب دعم صناعات تكنولوجيا الفضاء والتى تحفز العلماء على التطوير والابتكار وأخيرا إلهام البشري بأهمية استكشاف الكون من حولنا. وعن دوره فى الدراسات الخاصة بالمركبة روزيتا أوضح د. رامى أنه عضو فى فريق عمل مهمته تحليل الصور التى تلتقطها كاميرا أوزوريس لسطح المذنب، وأيضا المشاركة فى اختيار المكان الأنسب لهبوط روزيتا على سطح المذنب. وعن الصور التى التقطتها المركبة الفضائية قال إننا اكتشفنا أن سطح المذنبات معقد بشكل غير مسبوق، ويحتوى على أدلة على نشاطات جيولوجية وفيزيائية مختلفة ستمكننا من فهم تكون المذنبات، وكيفية تطورها مع الوقت، خاصة أن هناك العديد من النظريات عن كيفية تكون المذنبات.