اتشحت قرى شكشوك وسليمان وإلياس، بمحافظة الفيوم، فلم يتوقع أهالى 16 شابا بالفيوم أن يعودوا أبنائهم أشلاء، وسادت حالة من الحزن والأسى بين الأهالى، و خيمت حالة من الكآبة و الدهشة على وجوه الأهالى، بعد حادث إدفو بأسوان، وانتهى أشقاء وأقارب وجيران الضحايا من حفر القبور وافترشوا الشوارع والطرق الرئيسية المؤدية لمداخل تلك القرى ينتظرون جثث ذووهم . وفقدت بيضة ميزار 2 من أبنائها وأخذت تلطم على خديها وتصرخ بأعلى صوتها " مين هيرجع لى ابنى" ، بينما جارتها سمحين محمد كليب تبكى بعد أن فقدت أبنها شافعى فى الحادث بينما يرقد شقيقه محمود فى العناية المركزة فى مستشفى الأقصر ، وتصرخ بأعلى صوتها "ابنى راح" . وتتجسد معانى الحزن فى أسرة مختار فرج عبد الجليل الذى كان ينتظر زوجته أحلام مطاوع وأبناءه الأربعة إسلام ورغدة ومحمد وإبراهيم الذين فضلوا قضاء العيد فى قريتهم إلياس وكان ينتظرهم حيث يعمل فى أسوان إلا أنه تسلم جثث أولاده الأربعة وزوجته. وتسيطر حالة من الفزع و الرعب على الأهالي، ويتعالى صراخ النسوة بين اللحظة والأخرى بعد ورود معلومات هاتفية غير مؤكد صحتها من بعض الأقارب بمحافظة أسوان تفيد بمصرع شخص ونجاة شقيقه، ثم سرعان ما يتعالى الصراخ بعد ورود مكالمة أخرى عكس الأولى تفيد بوفاة الاثنين . وتحولت القرى الثلاث إلى سرادق عزاء كبير، وقام عدد من الأهالي بتلاوة القرآن الكريم للتخفيف عن أسر ضحايا الحادث . ويقول على عبد السلام صياد من أهالي قرية شكشوك، إن أحلام عطية مطاوع وأولادها الأربعة " إسلام مختار فرج وأخوته رغدة محمد إبراهيم " كانوا ضمن ضحايا الحادث الأتوبيس المنكوب وكانوا في طريقهم لزيارة والدهم بأسوان بسبب عدم حضوره في أجازة العيد , لكن الموت كان الأسرع و لم يمكنهم من اللقاء . وأضاف أن من المآسى مصرع محمد عبد الفضيل , وترك خلفه 7 من البنات و شقيقين، وطلعت توفى في الحادث وهو يحتضن أبنه محمود بينما نقل شقيقه إسلام لتلقى العلاج بمستشفى ادفو المركزي , وتوفى خليل سلومة محمد عبد العزيز وشقيقه محمد في الحادث وترك لوالدهم الحسرة على ما حدث . الماساه الأكبر فى انهيار الثروة السمكية فى بحيرة قارون وهى التى اضطرت الصيادين إلى هجر البحيرة والتوجه إلى أسوان للعمل فى بحيرة ناصر وبعضهم يرحل إلى السودان . ولا يزال الجميع فى انتظار جثامين الضحايا التى من المفترض أنها سوف تنقل فى سيارات إسعاف مسافة 1000 كيلو متر من أسوان إلى الفيوم بما يعنى أن الجثامين سوف تصل على الثانية صباح الغد إن لم يتم نقلها فى طائرة خاصة بناء على رغبة أهالى الضحايا .