السيول" نعمة وليست نقمة" تصنع الشلالات والبحيرات وتحمى الشعاب المرجانية وتزيد الخزان الجوفي للمياه. رئيس مستثمرى طابا: يدعو السياح لمشاهدتها. مدير مركز بحوث المياه" السيل نعمة طالما لم نتعدى على مجراه" رغم الخسائر والأضرار التي تلحق بالأماكن والمناطق التي تسقط بها السيول في جنوبسيناء التي تخرج عن مجراها الطبيعي بأخطاء بشرية تتمثل في التعدي على مجراه الطبيعي وعدم تطهيره مخراته والاستعداد له بالسدود والمخرات ، ولكن تبقى السيول نعمة وليست نقمة ولها فوائد لا تعدى ولا تحصى للطبيعة والمحميات الطبيعية بجنوبسيناء. قال المهندس محمد عبد الحق رئيس مركز بحوث المياه بجنوبسيناء ان السيول نعمة وتتحول لنقمة عندما تغيرها مجراها الطبيعي ونتعدى عليه مشيرا الى ان هناك استفادة كبيرة من مياه السيول للخزان الجوفي واوضح عبد الحق السيل لن يغير مجراه ابدا. واضاف سليمان الجبالي الخبير في شئون مدينة سانت كاترين35 سنة من قبيلة الجبالية إن السيل عندما يسقط بسانت كاترين يكون منظر بديع لا تراه في أي منطقة في الشرق الوسط حيث تتساقط السيول على شكل شلالات من كل الجبال وتصب على هيئة نهر يمر وسط المدينة مشيرا الى انه منظر بديع يتكرر في مواسم السيول ولكن تلك المياه تضيع بلا عائد بسبب عدم وجود سدود لتخزينها. وانتقد سامى سليمان رئيس جمعية مستثمري " نويبع طابا" اهدار ملايين امتار المياه في الخليج بدون الاستفادة منها وتخزينها في خزانات واستخدمها فى الزراعة والشرب وطالب سليمان مراعاة السيول فى تصميم الطرق وعدم عمل ارصفة حتى لا تعوق السيول. واوضح سليمان ان تابع امس نزول السيول في شكل شلالات من الجبال مشيرا الى انه كان لابد من دعوة السياح لمشاهدة نزول السيول من الجبال الملونة بطابا وتسويق تلك المناظر الفريدة سياحيا. وطالب سليمان الحكومة فى الاستجابة لاراء المستثمرين وسكان المنطقة فى انشاء الخدمات والمرافق واي مشروعات لانهم هم الذين يعيشون في المكان ويعرفون مجارى السيول و اماكن الخطر. تقليل ملوحة المياه ونحر الشواطئ واوضح الدكتور محمد سالم مدير محميات جنوبسيناء ان السيول الشديدة شهدتها منطقة طابا لها فوائد عديدة من بينها تقليل ملوحة المياه حيث ان خليج العقبة يعانى من ارتفاع الملوحة التي تؤثر على الشعاب المرجانية علاوة ع تقليل نحر الشواطئ بواسطة الرمال التي تجلبها السيول للشواطئ. واضاف سالم ان السيل من فوائده انه ينقل البذور التي تكمن لفترة في التربة علاوة على نقلها لاماكن متعددة لتنمو في المحميات. واشار سالم ان السيل ينعش الاشجار المعمرة في طابا مثل اشجار الدوم ويجعلها تثمر. واكد الدكتور احمد صالح الملقب بحكيم كاترين خبير في الاعشاب الطبية ان مياه السيول التي تتساقط بكميات كبيرة مشيرا الى انها تساعد على نمو الاعشاب الطبية والعطرية وخاصة هذا العام الذى سبق هذا السيل سقوط امطار مرتين . وطالب صالح بعمل سدود في سانت كاترين افضل من مشروع خط المياه الذى نفذته منحة الاتحاد الأوربي بتكلفة 120 مليون جنيه ولا عائد منه مطلقا مشيرا الى انه كان من الافضل اقامة سدود في وادى الاربعين. وعدة اماكن اخرى للاستفادة من تلك المياه طوال السنة في الزراعة والشرب. ومن جانبه اكد محمد قطب مدير محمية سانت كاترين ان السيول في سانت كاترين تساعد على انبات البذور للنباتات الطبية والعطرية وتنقلها من مكان لأخر مشيرا الى انه لابد ان يكون هناك مخطط لإدارة مياه السيول واستغلالها في الزراعة عن طريق عمل السدود. واوضح قطب ان الصخور التي تواجه السيول بكاترين وتخفض من حدتها تساعد على ملئ الخزان الجوفي بالمياه واستغلالها عن طريق الابار للشرب وللزراعة. البدو يتنبأون بالسيول يقول سالم عليان كبير الصيادين بجنوبسيناء يقول ان بدو جنوبسيناء يشمون رائحة السيل من الثرى ويعرفونه بنجم اسمه "لحيمر" وان لم يظهر ذلك النجم لا نحسب له حساب واشار عليان انه مرت على جنوبسيناء سيول عارمة مثل الذى اتى على مدينة طور سيناء ايام الاحتلال الإسرائيلي وجرف وردم جزء من الطور القديمة عند قرية الوادي وسيل سنة 85 الذى جرف سيارات وقتل مواطنين وسيل سنة96 فى مدينة دهب والذى جرف سيارات والقى بها فى البحر. وقال محسن جعفر الناشط السيناوى بمدينة دهب ان السيول الجارفة التي تدمر مدينة دهب وتضر بالسكان وتهدم منازلهم البسيطة من الممكن ان تحولها الدولة من نقمة لنعمة لو حسن استغلالها عن طريق السدود والبحيرات وتساهم في تنمية سيناء. التعديات على مخرات السيول سبب الأزمة واكد الدكتور عصام سعد الله مدير محمية راس محمد ان هناك مناطق بشرم الشيخ بها تعديات على مخرات السيول وحدث تغير في اماكن مجرى السيول مشيرا الى ان كل مدينة شرم الشيخ تعتمد سد " العاط" الذى يحمى خليج نعمة وسد" ام مريخة" الذى يحمى خليج القرش واوضح سعد الله ان هناك مشروعات سياحية كبرى اعتمدت على دراسات علمية وقامت بعمل مخرات سيول مثل مشروع" الشربتلى" بمنطقة نبق ومشروع " طابا هيتس" الذى اقام مخرات سيول صناعية لحماية منتجعه. واشار صلاح ادريس الخبير السياحي بدهب ان مدينة دهب ليست امنة من خطر السيول وان اخر سيل عام 1996 جرف محلات وسيارات في البحر وقتل ثلاث شباب ورغم ذلك لم تقوم الدولة بدراسة اخرى للحماية من اخطار السيول والمشروع الذى كان من المفترض تنفيذه هو توسيع مجرى السيل بالمسبط والممول من منحة المفوضية الأوربية والذى كان يتطلب ازالة بعض المحلات والفنادق اعترض اصحاب الاستثمارات والفنادق فرفضت المفوضية تنفيذ واوضح ادريس مازال الخطر قائم على مدينة دهب. وطالبت فضية سالم عبيد الله عضوة مجلس الشعب السابقة في البرلمان المنحل انه تطالب بعمل سدود ومصدات لحماية الاستثمارات الضخمة بجنوبسيناء من اخطار السيول وخاصة وادى وتير" بنويبع لتخزين المياه واستخدامها فى الزراعة وحماية الاستثمارات من اخطار السيول المتوقعة. وقال شريف الغمراوى خبير سياحي وصاحب قرية "بساطة السياحية بطابا بالاستفادة من السيول حيث توجد مناطق جافة بسيناء تحتاج لمياه الامطار والسيول واقترح الغمراوى عمل مصابات لها وتحديد اماكن ومواعيد نزولها وان يشاهدها السياح في من المناظر البديعة والخلابة التي يحرص السياح على مشاهدتها. وقد قال مسئول بالمحافظة رفض ذكر اسمه ان الموارد المائية بجنوبسيناء قامت بأنشاء 22 سد و10 خزانات ارضية و4 سواتر و8 حواجز اعاقة وتوجيه وبحيرة صناعية عملاقة تتسع 2مليون متر مكعب فى نويبع في وادى " قدرة" كما انه جارى عمل 3 سدود اخرى بنويبع ودهب وابو زنيمة مشيرا الى ان هناك اهمية قصوى في انشاء السدود بدهب ونويبع وان 90% ممن تلك الاعمال نفذ واوضح ان الموارد المائية والبرى استطاعت حماية دهب وشرم الشيخ ونويبع ووادي فيران من اجتياح السيول اغراقها بعد ان نفذت خطة كبيرة للسدود حيث نفذ سد" العاط " الذى يحمى خليج " نعمة" والذى حماها من سيول سنة97 و2002 و2004 و2010. وكذلك سد وادى الاخضر الذى حمى وادى فيران من اخطار سيول 2010. وقال المصدر ان الموارد المائية والري تحذر من التعديات المستمرة على مجرى السيل فى منطقة " ابوصويرة" براس سدر واستمرار التعديات الذى ينذر بكارثة اخرى والتعديات الخطيرة والاقتراب من مجرى السيل في منطقة الرويسات بشرم الشيخ. كما شكى المصدر من عدم تعاون المحليات مع الري والموارد المائية حيث لا تقوم برفع التعديات على مجارى السيل كما حدث بمنطقة راس سدر وتسبب في كارثة سيل 2010م. واشار المصدر ان هناك اجهزة انذار مبكر للسيول تنذر به قبل 48 ساعة واوضح المصدر ان كل ما يعوق عمل السدود التمويل المالي حيث لا توجد امكانيات او تمويل مالي لأنشاء وعمل سدود الان.