كفى بجامعة الأزهر شاهداً مازالت اصداء مطالبة نائب حزب النور السلفى بإلغاء مادة اللغة الإنجليزية باعتبارها مخططا خارجيا لتدمير مصر، تلقى بظلالها على الجدل المرتبط بالإستياء العام من أداء أعضاء مجلس الشعب حتى الآن. و إذا كان المتحدث باسم الحزب قد أدان طرح نائبه – باعتباره ” موقفا غريبا وسطحيا لا ينطلق من شرع ولا علم ” على حد تعبيره – و أكد إحالة النائب إلى التحقيق بناءًا على هذه الواقعة، ليتحدد موقف الحزب صراحة فى هذا الشأن، إلا أن المطلب فى حد ذاته قادنى الى نقطة ربما غابت عن كثيرين… كلية اللغات و الترجمة بجامعة الأزهر.
كلية اللغات و الترجمة هى الكلية الأولى فى مصر التى سُميت بهذا الاسم؛ و يرجع تاريخ إنشائها إلى عام 1967 حيث كانت قسماً من أقسام كلية اللغة العربية… تحول القسم إلى معهد، ثم تحول من معهد إلى كلية عام 1976 و أصبحت تشتمل الآن على أحد عشر قسما يقوم بتدريس اللغات المختلفة بالإضافة إلى شٌعَب الدراسات الإسلامية التى تهدف إلى تخريج دعاة قادرين على نشر الدعوة الإسلامية بمختلف اللغات فى جميع أنحاء العالم ؛ وكذلك الرد على ما يكتبه بعض المستشرقين من مفتريات على الإسلام.
تنقسم الكلية إلى ثلاث شعب: أدب، دراسات إسلامية، و ترجمة فورية. تتضمن شعبة الأدب اللغات التالية: الإنجليزية ، الفرنسية ، الألمانية ، الفارسية ، العبرية ، الصينية ، الأسبانية ، التركية ، الأردية ، اللغات الأوروبية القديمة (إيطالى ، يونانى ، لاتينى )، و اللغات الإفريقية، ومدة الدراسة فيها أربع سنوات. أما شعبة الدراسات الإسلامية فتتضمن الإنجليزية ، الفرنسية ، الألمانية ، الصينية و تتركز الدراسة فى هذه الأقسام على المواد الإسلامية بهذه اللغات مثل (الحديث ، التفسير ، الفقة ، السيرة ، ترجمة معانى القرآن ) ومدة الدراسة فيها أربع سنوات تسبقها سنة تمهيدية. بينما تختص شعبة الترجمة الفورية باللغة الإنجليزية ومدة الدراسة فيها أربع سنوات تسبقها سنة تمهيدية و تدرّس اللغة الفرنسة كلغة ثانية.
ولكن يبقى المحك الرئيسى فى هذا الشأن أن نظل عرباً نجيد لغاتاً أخرى، ولا نتحول إلى أعاجم من أصول عربية، فلا يكون تعلم اللغات الأخرى على حساب العربية. أما تعلم أي لغة ثانية (بشرط أن تظل ثانية) فنحتاجه بشدة، وخاصة في زمن تأخرنا فيه كثيراً في العلم والحضارة.