انتشرت في الفترة الأخيرة عدد من الدعوات لدفع المواطنيين للتصويت بنعم علي الدستور من أجل مرور خارطة الطريق، و يعد هذا مقبولا في اي دولة ديمقراطية، ولكن ظهرت في الفترة الأخيرة دعوات كثيرة من عدد من الوزارات و المؤسسات الحكومية تدعوا فيها الشعب للتصويت بنعم علي الدستور ، مما يثير التساؤل حول مدى قبول ان تتدخل مؤسسات الدولة في قرار المواطنيين رغم أنها الراعية لعملية الاستفتاء بشكل عام ، ام كان من الواجب عليها ان تكتفي بدعوة الشعب للمشاركة في الإستفتاء؟. ودعا الدكتور أيمن فريد أبو الحديد وزير الزراعة جموع الفلاحين فى مصر الى التصويت ب"نعم" فى الاستفتاء على الدستورالجديد ، وذلك خلال مؤتمر الفلاحين بمحافظة الغربية مشيرا إلى أنه لأول مرة تم إنصاف الفلاحين وخصوصا صغار المزارعين ، معللا موقفه أن الدستور يتضمن موادا تعلي من شأن الفلاحين والصيادين وتحقق العدالة الاجتماعية للعمال الزراعيين ، مشيرا إلى أن الدستور الجديد اختص الفلاح ب 13 مادة تساهم في تحسين دخله ودفعه لزيادة معدلات إنتاجهم من المحاصيل الزراعية المختلفة. كما دعا طاهر أبو زيد، وزير الرياضة، جموع الشعب المصرى بالمشاركة فى الاستفتاء على الدستور والتصويت ب"نعم" من أجل تحقيق مستقبل جيد لأولادهم، وذلك فى اجتماع بمقر الوزارة بمشاركة عدد من الرياضيين لتدعيم الدستور. و ناشد أحمد إمام وزير الكهرباء المواطنين التصويت بنعم حتى تستقر البلاد ، كما طالب المهندس إبراهيم محلب، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، المواطنين، بضرورة المشاركة في الاستفتاء المقبل والتصويت بنعم على الدستور، وذلك لدعم الدولة والحكومة والمساهمة في استكمال وتطبيق خارطة الطريق. وأشاد الدكتور أحمد البرعي وزير التضامن الاجتماعى بالمادة 80 من الدستور المعنية بحقوق الطفل المصري، واعتبرها مادة شاملة لكافة حقوق الطفل الجنائية والاجتماعية ، ودعا وزير التضامن لضرورة المشاركة في استفتاء الدستور والتصويت بنعم لأن مواد هذا الدستور أفضل بكثير من دستور . وأكد وزير الثقافة على أنه لا بديل أمام الشعب المصري سوى أن ينجح، والمصريون قادرون أن يفعلوا المستحيل، لافتاً إلى أن كل المؤرخين وخبراء السياسة سيحللون تلك الفترة لمائة عام مقبلة باعتبارها الأهم في تاريخ مصر. وأضاف "عرب" أن هناك أعداءً للوطن، وأن إقرار الدستور الجديد يمثل حلاً حقيقيا ل80% من مشاكل المصريين، لافتاً إلى أن الدستور مرهون بمستقبل أولادنا، وقال إن الدستور الجديد فرصة أمام شعب مصر، وليس لدينا فرصة ثانية سوى أن نشارك في الاستفتاء بنعم، ونقر دستورنا، مشيرا إلى ثقته في المصريين. ويؤكد الدكتور صفوت العالم استاذ الإعلام بجامعة القاهرة، ان دعوات بعض مؤسسات الدولة للتصويت علي الدستور سواء بالسلبي أو الإيجاب لان هذا الأمر يعتبر غير مهني ، وأضاف انه كان من الممكن ان تدعو المؤسسات المواطنيين للنزول للإستفناء من أجل الديمقراطية والمساعدة في التحول السياسي في مصر وإنجاز خارطة الطريق و غيرها من المبررات و لكن ان تدعو المؤسسات للتصويت بنعم هو أمر غير مقبول، لأن استخدام مؤسسات الدولة في الدعاية السياسية والمساندة في اتخاذ القرارات مرفوض مهما كانت المبررات. وشدد العالم علي ان مصر ستشهد بعد أسابيع قليلة وبعد إقرار الدستور انتخابات برلمانية و انتخابات رئاسية و سيكون من غير الملائم ان تدعم مؤسسات الدولة مرشح معين للرئاسة او للبرلمان ايا كانت مكانته، مضيفا انه قد يكون من المناسب ان يتحدث البعض ان مصر في حالة إنقسام وهذا يستلزم تجمع القوى السياسية حول خارطة الطريق ولكن هذا الشحن علي المستوي الإعلامي و السياسي للتصويت بنعم لا يلائم متطلبات المرحلة. وكان الدكتور رمزى استينو ،وزير البحث العلمى، قد دعا لدعم وتأييد الدستور، حفاظًا على مكتسبات ثورتي 25 يناير و30 يونيه، مشيرا إلى أنه يثق في وعي الشعب المصرى الذي سيحتشد في يومي الاستفتاء، ويبهر العالم بتحضره، وجديته، ونظامه، وأنه حان الوقت ليثبت المصريين قدرتهم على البناء والتقدم والتطوير، من أجل استمرار مصر كدولة مدنية عصرية حديثة يحكمها القانون، وتسودها الحرية. كما دعا المجلس القومي للمرأة كافة القوى السياسية والمواطنين للتصويت بنعم على مشروع الدستور الجديد، وذلك خلال مؤتمر بهدف لشرح النقاط الخاصة بالمرأة وتصحيح المفاهيم الخاطئة، والقضاء على الشائعات التي تم تداولها مؤخرا والتأكيد على قوة توافق النسيج المصري الإسلامي المسيحي بواسطة القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية. دعا خالد عبدالعزيز وزير الشباب للنزول للاستفتاء علي الدستور بنعم حتي نستكمل أولي خطوات خارطة الطريق والتصدي لأي محاولات رخيصة للنيل من مصر التي ستنجح بشبابها وستثبت للعالم قدرتها علي النهوض مهما بلغت التضحيات. دعا مهندس عبد العزيز فاضل، وزير الطيران المدني، المصريين إلى التصويت ب«نعم» للدستور لدعم الاستقرار ودفع عجلة التنمية، حسب قوله ، حيث أكد على عزمه التصويت ب«نعم» على الدستور، مؤكدًا ضرورة التفرغ للإنتاج بعيدًا عن جو المشاحنات الذي ساد خلال الفترة الماضية ، وأعرب عن إعجابه بمواد الدستور المصري الجديد، لافتًا إلى أن القائمين على صياغة الدستور بذلوا جهدًا كبيرًا للخروج بهذا النص الدستوري. وطالب أسامة صالح، وزير الاستثمار، العمال بالتصويت ب"نعم" على الدستور حتى يعلم العالم أن العامل المصري هو من يصنع قراره ، مشيرا إلى عدم الانصياع خلف مرددي الإشاعات والفتن التي تسعى لزعزعة أمن واستقرار الوطن، وأكد أن الاستقرار قادم لا محالة ، ومشددا على تجنيب الخلافات مؤقتا حتى تستعيد مصر عافيتها. فيما رفضت داليا زيادة المدير التنفيذي لمركز ابن خلدون، بعض المواد الإعلانية التي اعتمدت علي المتاجرة بالأوضاع السياسية و الإجتماعية ومعاناة بعض طبقات الشعب من المناطق الفقيرة مؤكدة ان مثل هذه المواد بها قدر كبير من المبالغة ويخدع المواطنين ان مشاكلهم سوف تحل بمجرد إقرار الدستور. وأضافت انه كان من الأصح ان يتم شرح مواد الدستور لتصويت الشعب عليها بنعم عن طريق المميزات التي يحتويها الدستور لان في النهاية الدستور عقد اجتماعي بين الشعب و السلطة، مؤكدة عدم اعتراضها علي دعوات بعض مؤسسات الدولة للتصويت بنعم علي الدستور لان هذه المؤسسات هي من شاركة في وضع الدستور.