أعلن الدكتور عبد الحميد عبد التواب رئيس جامعة الفيوم أن أزمة القيم موجودة فى الشارع المصرى ، وانتقد ما يحدث من الضيوف فى الفضائيات المصرية من النقد بصورة مبالغ فيها وبحدة شديدة ,وطالب المصريين بالتوحد خلف الرئيس الذى يختاره الشعب وأن نحترم جميعا اختيار الشعب المصرى لأن أمامنا فرصة ذهبية لإنجاح التجربة الديمقراطية فى مصر.جاء ذلك في المؤتمر الذي عقد الثلاثاء بكلية التربية جامعة الفيوم تحت عنوان “أزمه القيم والمؤسسات التعليميه” والذى رأسه الدكتور أحمد طه عميد الكليه والدكتور محمد فاروق الخبيرى أمين عام المؤتمر والدكتور محمد عبد التواب مقرر عام المؤتمر ، وشهد الجلسة الافتتاحية الدكتور مجدى حنا والدكتور فريد عوض حيدر نواب رئيس الجامعة أكد الدكتور أحمد طه عميد الكلية ورئيس المؤتمر أن الأزمة تنشأ عندما يجهل الفرد قيمة الموقف وأيضا يجهل قيمة النقد وقيمة العلاقات الإنسانية ، مؤكدا أن المؤتمر يناقش 12 بحثا و3 أوراق عمل ويشارك فيه أساتذة من السودان وليبيا بالإضافة إلى أساتذة من جامعات المنصورة والإسكندرية والمنوفية وعين شمس وطنطا وبنها وأشار الدكتور محمد فاروق أمين عام المؤتمر إلى أن هناك مظاهر عدة للأزمة فى المؤسسات التعليمية من بينها السرقات العلمية والابتزاز فى العمل الإدارى وهدر الوقت والمال والتعسف واللمبالاه الإدارية وعدم تأدية المهام على الوجه الأكمل بالإضافة إلى الإهمال سواء العلمى أو الإدارى ، مؤكدا أنه فى ظل وجود خلل فى القيم لا يتم تسمية الأشياء بمسمياتها الصحيحة فتصبح الرشوة إكرامية وأن يقتصر الدين على بعض الأمور الشكلية ، لافتا إلى أن ما تعانى منه المؤسسات التعليمية من أزمة هو إفراز طبيعى للمجتمع فى مصر.وخلال جلسات المؤتمر أكد الدكتور محمد عبد الظاهراستاذ الصحة النفسية بكلية التربية فى طنطا أن قانون الثانويه العامه الذي أقرة مجلس الشعب مؤخرا خرج بدون مشاركة أعضاء هيئات التدريس وخبراء كليات التربية بالجامعات المصرية وأن ما حدث في القانون هو مجرد خطوط عريضة فقط وأن هناك بندا في هذا القانون “يخص الشيطان” لأن وزير التربية والتعليم هو الذي يحدد مواد المجموع مثل التربية الدينية والوطنية وأن مادة المواطنة تمنح الطالب 10درجات تضاف إلي المجموع دون مادة الدين وقد اعتبر ذلك عبث وتهريج في قانون الثانويه العامة فما بالنا بالقرارات الاستراتيجية التي يقررها مجلس الشعب .وأضاف أن المؤسسة التعليمية في مصر تركت 60% من أبناء هذا الشعب في مراحل التعليم الثلاثة الابتدائية والإعدادية والثانوية أميين في ظل سياسة تعليمية فاشلة تفتقد لقيم المجتمع وهي الأهم في العملية التعليمية وأن ما يعلنه الجهاز المركزي للإحصاء والتعبئة عن أرقام الامية في مصر بنسبة 33% ليست دقيقة وحقيقية وإنما هي نسبه المتسربين من التعليم حتي سن الستين . وطالب بالوضوح والشفافيه التي افتقدناها والتي كانت سببا في غياب القيم والتي افتقدها التلاميذ منذ الصغر وأنه لايوجد شىء في المجتمع المصري اسمه نقطا الخلاف ثم الاتفاق ثم الوصول إلي نقطة واحدة وأن التلميذ الذي يناقش ويتحاور يكون”قليل الأدب”ويعارض الأكبر منه واشار الدكتور احمد طه عميد الكليه ورئيس المؤتمر أن المنظومة التعليمية في مصر الآن تهدم القيم الاجتماعية بما فيها قانون الثانوية العامة الذي يهدم العدالة الاجتماعية بين أبناء الفقراء الذين يلتحقون بالثانوية العامة أما أبناء الأغنياء فهم يلتحقون بالتعليم الخاص منذ طفولتهم وحتي التعليم الجامعي مرورا بالدبلومة الأمريكيه وغيرها ، ثم جاءت بعد ذلك فكرة الثانوية العامة بهذا المستوي الهزيل وأن نسبه التعليم الثانوي العام لأبناء الفقراء في مصر 35% والتعليم الثانوي الفني 65% واوضح الدكتور محمد ابراهيم عيد استاذ الصحه النفسيه بجامعه عين شمس ان هناك ازمة حقيقية في القيم الراسخة رغم ان مصر كانت معبرا لكافة الاديان السماوية وكانت قبله العلماء ولايمكن ان يكون هناك ابداع وانطلاق مستقبلي في ظل عبودية راسخة رغم ان فراعنة مصر كانوا مبدعين وكانوا نموذجا راسخا للقيم الحقيقيه ثم جاءت مصر الحديثة لتلوث نيلها وتجرف اراضيها وتحولها لكتل خراسانية.وأضاف ان الابداع يستحيل ان يحدث في مجتمع متسلط شهد سنين طويلة من الفساد فمصر تعيش الآن ازمة تعليمية كبيرة والتي افرزت لنا كل الازمات الاخلاقيه ولا نستطيع ان نعيد هذه القيم الرفيعة بهذا الانفلات الاخلاقي وما تشهده مصرمن نظاما تعليميا مهلهلا وغياب القيم ودور المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات.وطالب بتغيرالمناهج الدراسية واخراج مضمونها من الحشو والتلقين الي نظام الابتكار وكذا تغير نظام الامتحانات بداية من الدروس الخصوصية والاعتماد علي الحفظ والتلقين وافتقاد الابداع وسعي الطالب وحصوله علي كبسولة تعليمية صباح يوم الامتحان الذي لا يخلو من الغش .وقال الدكتور سلامة العطار ان الواقع الذي نعيشه الان هو نتاج ازمة القيم والنظم التعليمية الفاشلة وهي علاقة تبادلية وان سبب افتقاد القيم يرجع الي اقصاء الانسان ونفيه للقيم الانسانية وبالتالي نشأت الازمه التعليمية الاخلاقية وان التقدم في العالم الحديث ليس بالتعليم بل بالقيم والتركيز علي الجانب الوجداني ومصر تركز فقط علي العملية التعليمية بمفهومها الخاطئ وان القيم لاتأتي من خلال الكتاب المدرسي بل بالقدوة بالحسنة التي افتقدناها في المجتمع المصري. وتحدث الدكتور مجدى حنا نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث عن غرس القيم الجيدة لدى الطلاب لتصبح كالمعلومات المكتسبة لديهم حتى تسهم فى تشكيل الشخصيه بطريقة سليمة . وفى نهاية المؤتمر قام رئيس الجامعة والسادة الضيوف بتفقد المعرض الذي أقيم علي هامش المؤتمر والذي ضم العديد من أمهات الكتب والمؤلفات العلمية النادرة والمقالات المتخصصة .