ارشيفية أثار تزامن حادث كشف السيارة المفخخة مساء امس في ضاحية بيروت الجنوبية مع تقدم التحقيقات والاجراءات القضائية الجارية في ملف تفجيري مدينة طرابلس مخاوف واسعة مما سبق لبعض الجهات المعنية بالوضع الامني ان حذر منه بدخول "طوابير خامسة" على الخط واعادة لبنان الى متاهة الترهيب وتعميم المخاوف من مرحلة محفوفة باخطار التفجيرات الاجرامية ودفع المناخ العام نحو احتقانات مذهبية سافرة. ولم يخف المراقبون تخوفهم من الايحاءات التي اشاعتها هذه التطورات من حيث ارتباطها بنقل بعض أوجه الصراع في سوريا الى الساحة اللبنانية ، مشيرين في هذا الاطار الى أن كلاما تردد على ألسنة البعض في الفترة الاخيرة عن التهيئة لمعركة بين النظام السوري والمعارضة وان لبنان لن يسلم من شظايا هذه المعركة سواء بامتدادها المحتمل الى داخل الحدود الشرقية مع سوريا أو بمعاودة الاستهدافات والتفجيرات في مناطق لبنانية. من جهتها اعتبرت صحيفة "النهار" ان كشف السيارة المفخخة مساء امس في الضاحية شكل التحدي الأخطر للجيش والقوى الامنية منذ بدء تنفيذ الخطة الامنية فيها قبل اسبوعين حيث تمكن مجهولون من اختراق الحواجز الامنية والعسكرية وتوقيف سيارة رباعية الدفع محشوة بالمتفجرات في منطقة مكتظة بالمحلات التجارية عند تقاطع منطقتي المريجة والمعمورة لكن مخابرات الجيش تمكنت من رصدها والمسارعة الى تفكيكها قبل حصول الكارثة. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية ان السيارة فخخت بحمولة من المواد الشديدة الانفجار تزيد على المائة كيلوجرام وان الحمولة وزعت على الجوانب الداخلية من الابواب وحقيبة السيارة. من ناحيتها اشارت صحيفة "السفير" الى ان السيارة المضبوطة هي واحدة من ثلاث سيارات كانت تلاحقها الأجهزة الأمنية في الأيام الأخيرة بعد انطلاقها من البقاع الشمالي بشرق لبنان باتجاه البقاع الأوسط ثم بيروت. وقد عرف صاحب السيارة وهو من إحدى قرى جبل لبنان وتبين أنه باعها منذ أكثر من عام.