الكاتب محمد عبد الرحمن -1- اياك وأن تظن أن الهدف من هذه التسريبات هو كشف الحقيقة، الحقيقة في معناها المطلق، لا يكشف أي طرف الحقيقة في هذه البلد، لو أن السيسي تكلم عن موقف مشين لمحمد مرسي وطلب من ياسر رزق عدم نشره، هل كانت رصد ستنشر التسجيل الصوتي لهذا الموقف؟ ، سيرد الإخوان بأنه لو كان لمرسي تسجيلات لتم تسريبها خلال المائة يوم الأخيرة، حسناً مرسي لم يكن رئيسا أصلا حتى تكون لديه أسرار، السؤال هل كان هناك من يسجل اجتماعات مكتب الإرشاد حيث المقر الحقيقي لرئاسة مصر؟ -2- آن الأوان أن يتوقف كل طرف عن الحديث عن نفسه بثقة، الكل يمكن اختراق الحواجز المحيطة به، هذه هي الرسالة الأهم لشبكة رصد، لا تهتم رصد كثيرا بما يقوله السيسي ولا كيف يرد ويعلق ياسر رزق، هذه مهمة يقوم بها الأتباع والأنصار ، يحللون كلمة كلمة ويتندرون عليها بل ويستبقون النشر بأن السيسي وصف حمدين بالخمورجي، وعندما يخرج التسجيل بدون هذه الكلمة يبتلعون كذبتهم، رصد لا تهتم بهذا كله، الرسالة الأهم تصل بشكل غير مباشر للعقل الباطن لكل المصريين، لا تصدقوا أحدا للنهاية، عزل مرسي وفض الاعتصامين وحبس القيادات وفرض الطوارئ لا يعني أن المعركة انتهت، الجزيرة مستمرة ومعها رصد و أجهزة المخابرات المعادية لمصر، قنابل الإرهابيين في سيناء، أصدقاء الإخوان في واشنطون، الكل يعمل وصاحب النفس الطويل هو الذي سينتصر، إنها حرب أعصاب، معركة تكسير عظام، لن يرفعوا الراية البيضاء بسهولة . -3- الأخطر في المشهد كله، أن التسريبات الأولى للسيسي كانت من اجتماع مغلق جرى في ديسمبر الماضي، وجاءت ردود الفعل عليه ايجابية، لكن رصد لم تستسلم ونجحت في الحصول على شريط صوتي لحوار صحفي لم يجف بعد الحبر المنشور به على صفحات المصري اليوم، هذه رسالة أخرى، نحن قادرون على الاختراق، بكل صوره، والوسيلة الأسهل هي دفع الأموال، ألم يحصل طبيب مبارك على عشرات الألوف من الجنيهات ليسرب تسجيلاته لليوم السابع، ما الذي يمنع صحفيا من خسارة وظيفته مقابل أضعاف هذا المبلغ، لن يسجن الصحفي بالمناسبة خصوصا إذا افُتقد تماما دليل ادانته، نفس السلاح الذي يتم به دفع الضيوف المصريين للظهور عبر الجزيرة، أزمة أخلاق حادة، كانت لصالح الصحفيين في انفراد اليوم السابع بالتسجيلات، ثم قصمت ظهر المهنة فيما يخص حوار السيسي. -4- هل تعلم ما أكثر ما يغيظ الإخوان، أن النظام الحالي لا يقبل التفاوض معهم بناء على شروط مسبقة، عكس ما فعل المجلس العسكري بعد الثورة مباشرة، شفيق وطنطاوي وعمر سليمان بدأوا هم بتقديم التنازلات لكسب ود الإخوان، الآن كل التصريحات تسير في طريق واحد، لا تصالح إلا بعد القبول بخارطة الطريق، زعيمهم المزيف سيحاكم 4 نوفمبر المقبل، لم تخرج أي قيادة تحت أي ظرف من السجن، السيسي ورفاقه يتعاملون معهم بحزم لم يهتز تحت وطأة التفجيرات والمظاهرات شبه اليومية، بالتالي لابد من فعل أي شئ لتشويه صورة الرجل الذي فعل بهم كل ما سبق، ونجحوا في تحقيق الهدف، مرة أخرى هدف تأكيد أنهم قادرون على الوصول للتسجيلات، لا المضمون نفسه ، لكن هل لو كان السيسي ألزم من حوله بعدم المطالبة بترشحه للرئاسة لوجدت رصد ثغرة تمرق منها لتلقي بالقنبلة التي هزت صورة الكثيرين في اليومين الأخيرين؟ -5- ماذا لو كانت حملة المثقفين التي طالب بها السيسي قد انطلقت دون أن نسمع التسجيل الأول، كان الجدل حولها سيكون عنيفا بكل تأكيد، ومن منا لا يعرف أن حمدين صباحي هو الأقرب لتمثيل الثورة في السباق الرئاسي لو لم يقرر السيسي النزول للملعب، إذا القرار المؤجل يربك كل الحسابات، رسالة رصد هنا أن تجبر السيسي مبكرا على حسم الموقف، أن يعلن بوضوح أنه سيشارك في السباق وهو السيناريو الذي يعملون بجهد للوقوف ضده، أي مرشح أخر سيكون من السهل عليهم التشكيك فيه، والتكتل ضده، ولو فاز سيعملون على افشاله، سيحيون الذكرى الشهرية لعزل مرسي لمائة شهر مقبل، هما قادرون على ذلك حتى لو لم تصدق أنت، لكن نزول السيسي للملعب رسميا يعني استمرارهم في الزواية الحادة نفسها التي دفعهم لها الرجل منذ الثالث من يوليو الماضي، لماذا إذا طلب السيسي أن يضمن –دستوريا -عودته لقيادة الجيش إذا لم يفز بالرئاسة رغم شعبيته الجارفة، أصدقك القول؟ لا أفهم لذلك سببا، لكني أيضا لا أرى الحسم فقط في ترشح السيسي، ماذا لو تقدمت شخصية مدنية على وفاق مع القوات المسلحة، بأجندة قادرة على تلبية الاحتياجات الأساسية للمصريين، على ماذا سيحتج الإخوان إذا؟ فكر معي مرة ومرات، رئيس مدني مدعوم من القوات المسلحة والشعب، أم السيسي ومن خلفه الجيش في مواجهة الإخوان ؟ -6- هل تسمح لي بالعودة للنقطة الثالثة، الرسائل الموجهة للصحفيين، ها هي رصد تعلمنا أن نفكر أولا في ردود الفعل عندما نتلق ضربة مفاجئة، رد فعل المصري اليوم كان دون المستوى بكل أسف،سريعا اتهموا الشبكة بالفبركة، سارت معهم صحف أخرى، هناك فرق بين سرقة حوار ونشر أجزاء منه، وفبركته من الألف للياء، يتبع ذلك التغطيات المصاحبة لملف الرد على الضربة، تقرير عنوانه "قيادات صحفية تطالب بمقاضاة رصد لاخلالها بميثاق الشرف الصحفي"، وكلنا نعلم أن رصد لم تلتزم أبدا بهذا الميثاق، وأنها لم توقع عليه أصلا ولا تنتمي لنقابة الصحفيين، ولو أغلقت كل مكاتبهم في مصر، هم قادرون على الصدور من أي مكان حول العالم، اللعبة أكبر بكثير مما نحاول تصديره للناس، خبر أخر " «تمرد»: «رصد» تعمل بأجندة «صهيو أمريكية» لتشويه «السيسي»، يالسخرية القدر، تمرد باتت تتكلم بنفس مفرادت "تجرد"، مال تمرد أصلا ومال التعليق على ما جرى، هل نحن بذلك واجهنا التسريب الذي حدث؟ بالطبع لا، رسالة رصد وصلت ولم يتسلمها أحد . -7- رسالة أخرى من رصد، لا تنهى عن شئ وتأت بمثله عار عليك إذا فعلت عظيم، كل العيوب التي فضحناها في جسد التنظيم الإخواني ورأسه المهزوز محمد مرسي، نقع فيها كل يوم، قال الإخوان أنهم لن يترشحوا للرئاسة وفعلوا، تقول لكم رصد، لماذا تريدون ترشح الرجل الذي قال مبكرا أنه لا يطمع في الرئاسة، لماذا تضغطون عليه، احداهن طلبت منه أن "يغمز" للشعب، ورسام تخطى السبعين من عمره حوله لسيسي مان، والآن حوار يتم الاتفاق على نص اجابة أهم سؤال فيه حتى يظل الباب مواربا، متى نخلص النوايا؟ -8- الرسالة الوحيدة التي تتمنى رصد ومن يقف وراءها أن لا تصل، صححوا أخطائكم، اخلصوا النية، امنعوا محترفي النفاق من الاستمرار فأن لهم لعنة تنزع أي بركة، فليتقدم للمسئولية الكل وليس الفرد،فليتزم الفريق السيسي بالعهد، فلتتوقف هذه المهازل قبل أن يلعن الفقراء الجميع ويتسرب الغضب إلى نفوس يائسة ستطيح بالكل ولن يتصدى لها قانون التظاهر أو حظر التجول أو حتى المولعين بتسلم الأيادي. للتواصل مع الكاتب عبر تويتر twitter.com/MhmdAbdelRahman