رئيس إقليم كردستان العراق مسعود برزاني أكدت المفوضية العراقية العليا للانتخابات أن نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية لاقليم كردستان قد فاقت التوقعات وبلغت 74% فيما حمل النجيفي وعلاوي والصدرالحكومة مسؤولية الانهيارات الأمنية في البلاد التي شهدت أمس مقتل 69 شخصًا وإصابة 153 آخرين محذرين من فتنة طائفية تدق أبواب العراق. قال مسؤولو المفوضية العراقية للانتخابات أن نسبة المشاركة في انتخابات برلمان كردستان التي جرت أمس بلغت 73.9% وأشاروا إلى أنّ هذه النسبة قد فاقت التوقعات. وأكد سربست مصطفى رئيس المفوضية خلال مؤتمر صحافي في أربيل عاصمة الاقليم عقب غلق صناديق الاقتراع الليلة الماضية إن الانتخابات أجريت بمهنية وحرفية عالية حيث بلغت نسبة التصويت في محافظات الاقليم الثلاث كما يلي محافظة أربيل 71.7% ومحافظة السليمانية 73% ومحافظة دهوك 76.4%. أما مقداد الشريفي رئيس الدائرة الانتخابية فوصف نسبة المشاركة هذه في انتخابات الاقليم بأنها إنجاز كبير للإقليم وأوضح أن المفوضية ستصدر اليوم الأحد بيانًا تفصيليًا حول نسبة المشاركة الكلية للتصويت في المحافظات الثلاث والاقضية والنواحي التابعة لها. من جانبه أشاد جورج بوستن ممثل بعثة الأممالمتحدة في العراق بالوعي السياسي الذي تحلى به مواطنو الاقليم.. وقال "تلقيت تقارير مسرة بأن عملية الانتخابات لم تشهد أي حالة عنف وبذلك فأن اقليم كردستان قد ارتقع إلى مصاف الدول الديمقراطية المتقدمة". يذكر أن عدد مواطني الاقليم الذين يحق لهم التصويت في هذه الانتخابات بلغ مليونين و888 ألفا و699 شخصا بينهم مليون و195 ألف ناخب في السليمانية، و991 ألف ناخب في أربيل، و615 ألف ناخب في دهوك لاختيار 111 نائبا هم مجموع اعضاء برلمان الاقليم من بين 1129 مرشحا بينهم 366 مرشحة يمثلون 37 حزبا وكيانا سياسيا. وخلال مؤتمر صحافي قال رئيس حكومة الاقليم نجيرفان بارزاني إن "الفائز الأول في انتخابات برلمان إقليم كردستان هو الشعب الكردي. وأضاف أن "الانتخابات هي خطوة لتجديد الديمقراطية داخل الإقليم وبث دماء جديدة في العملية السياسية للأكراد". وقد بلغ عدد وكلاء الكيانات السياسية الذين راقبوا الانتخابات 41 ألف مراقب ومن منظمات المجتمع المدني أكثر من أربعة آلاف مراقب وحوالي ألف صحافي معتمد رسمياً من قبل المفوضية لتغطية الإنتخابات. وقد ادلى أكراد العراق باصواتهم امس السبت وسط خلافات متواصلة مع بغداد ومعارك تخوضها مجموعات كردية في سوريا المجاورة. وأبرز الاحزاب التي تنافست في هذه الانتخابات التي جرت للمرة الاولى منذ اكثر من أربع سنوات حزبا الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني الغائب عن الساحة السياسية لتلقيه منذ نهاية العام الماضي علاجا في المانيا من جلطة دماغية اصيب بها.. والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الاقليم مسعود بارزاني إلى جانب حركة التغيير "كوران" بزعامة نوشيروان مصطفى الذي انشق عن حزب طالباني. ويتوقع مراقبون أن يفوز بارزاني بالعدد الاكبر من مقاعد البرلمان الجديد في وقت يواجه حزب طالباني منافسة من قبل "غوران" خصوصا في ظل الغموض الذي يحيط بالوضع الصحي للرئيس العراقي (80 عاما). ويعتمد الاقليم في سعيه للحفاظ بشكل اساسي على صورته كمنطقة أمنة في العراق على عكس المناطق الاخرى من البلاد التي تعاني من اعمال عنف يومية وعلى اقتصاده الذي يشهد نموا سريعا.
وفي موازاة ذلك يجد اقليم كردستان نفسه منخرطا في الصراع الدامي في سوريا المجاورة حيث تدفع الاشتباكات التي تخوضها مجموعات كردية مع اخرى جهادية تحاول ايجاد ممر أمن إلى العراق عشرات الاف الأكراد السوريين للجوء إلى اقليم كردستان العراق. واثر ذلك هدد بارزاني بالتدخل في الصراع في سوريا بهدف حماية الأكراد هناك. وإلى جانب برلمانه الخاص يملك اقليم كردستان العراق قواته الأمنية الخاصة ويعتمد تاشيرة دخول مختلفة عن تلك التي تعتمدها بغداد بالاضافة إلى مجموعة اخرى من المسؤوليات الرسمية التي تتولاها حكومة الاقليم. ورغم أنّ سلطات اقليم كردستان تزعم ان مواطني المحافظات الثلاث يتمتعون بحريات اكبر من تلك التي يتمتع بها العراقيون في المناطق الاخرى تتعرض هذه السلطات لانتقادات متزايدة وسط اتهامات بانتهاك الحقوق.