تكتسب الانتخابات الرئاسية التى بدأت اليوم فى مالى أهمية خاصة ،لأنها ستؤدى إلى إعادة العمل بالنظام الدستورى الذى توقف تطبيقه اعتبارا من شهر مارس من العام الماضى بعد انقلاب أدى إلى سقوط مناطق شمال البلاد فى أيدى مجموعات إسلامية تدين بالولاء لتنظيم القاعدة . وقد تحالفت هذه المجموعات في مرحلة اولى مع متمردي الطوارق في الحركة الوطنية لتحرير ازواد. فقد توجه صباح اليوم نحو سبعة ملايين من سكان مالي الى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس من بين سبعة وعشرين مرشحا من ابرزهم رئيس الوزراء السابق ابراهيم بوبكر كيتا ووزير المال السابق صومايلا سيسيه ويليهما رئيس وزراء سابق آخر هو موديبو سيديبي ، وتقرر تنظيم دورة ثانية في الحادي عشر اغسطس بين المرشحين المتصدرين، إلا اذا حصلت مفاجأة كبيرة ، وتجري هذه الانتخابات بعد ستة اشهر من تدخل عسكري فرنسي لوقف تقدم الاسلاميين نحو الجنوب وطردهم من الشمال الذي كانوا يحتلونه منذ تسعة اشهر. غير ان المراقبين يعتبرون ان الضغط القوي الذي مارسته باريس بعد ذلك على النظام الانتقالي في باماكو لحمله على الاسراع في تنظيم انتخابات، اثار تساؤلات وانتقادات لهذا التسرع الذي قد يؤدي الى انتخابات "غير متقنة" ونتائج مشكوك فيها. ووسط هذه المخاوف سحب تيبيلي درامي ترشحه من السباق الرئاسي بالرغم من توصله الشهر الماضي الى اتفاق سلام في واغادوغو بين باماكو وتمرد الطوارق، وجاء سحب ترشحه بعد ان باءت دعوته الى ارجاء الانتخابات بالفشل. وحذر الرئيس المالي بالوكالة ديوكوندا تراوري وحتى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، مسبقا من ان هذه الانتخابات الرئاسية "ستشوبها عيوب" لكن من الضروري مع ذلك "القبول" بنتائجها. ودعا بان كي مون الجمعة الى اجراء انتخابات "هادئة ونزيهة وشفافة". ووسط هذه التطورات هددت حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا ، المجموعة الجهادية في شمال مالي، ب"ضرب" مكاتب التصويت اثناء الانتخابات الرئاسية الأحد ، وقالت الحركة في بيان نشر الأحد في نواكشوط ان "مكاتب واماكن التصويت في ما يسمى انتخابات ستكون هدفا لضربات المجاهدين". وحذرت المجموعة الاسلامية "المسلمين الماليين من المشاركة في هذه الانتخابات" طالبة منهم "الابتعاد من مكاتب التصويت". وفي نواكشوط وبعض العواصم المجاورة لجمهورية مالي باتت الطوابير الطويلة السمة الغالبة صباح الاحد لنصف مليون لاجئ من الماليين في موريتانيا وهذه البلدان ليتمكنون من الادلاء باصواتهم الاحد عبر مكاتب اقتراع وضعت في تصرفهم في مخيم للاجئين في جنوب شرق موريتانيا.