أكدت وزارة الداخلية التونسية منذ قليل العثور على النائب بالمجلس الوطني التأسيسي القيادي في الجبهة الشعبية المعارضة، محمد البراهمي مقتولا. وقالت وزارة الداخلية، إنّه تم العثور على جثة البراهمي داخل منزله، الواقع في حي الغزالة، بضاحية أريانة، شمال غرب العاصمة، مصابا بما لا يقل عن 11 رصاصة. فمن هو البراهمي؟ ولد محمد البراهمي عام 1955 في أحد أرياف محافظة سيدي بوزيد، مهد ثورات الربيع العربي. حصل على تعليمه الإعدادي في قفصة ثم الثانوي في بنزرت. درس المحاسبة وتخرج عام 1982. عمل مدرسا ثم في هيئة حكومية قبل أن يغادر إلى المملكة العربية السعودية، التي عمل فيها سنتين. برز في الجامعة التونسية بنشاطه ضمن تجمع "الطلاب العرب التقدميون الوحدويون" ذي التوجه الناصري، والذي يعتمد أدبيات المفكر السوري ميشيل عفلق مرجعية له. أسس سنة 2005 حركة "الوحدويين الناصريين"، التي كانت ممنوعة خلال حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي، مما جعله يعتقل مرتين. شارك بفعالية في الاحتجاجات التي شهدتها سيدي بوزيد، والتي أدت لاحقا إلى الإطاحة بحكم بن علي، وكان أحد رموز مدينة سيدي بوزيد التي تعدّ مهد الربيع العربي، عندما اندلعت فيها احتجاجات على خلفية انتحار البائع محمد البوعزيزي، وكان البراهمي أحد المحركين لتلك الاحتجاجات. أسس بعد الثورة التونسية برفقة رفيقه السابق أحمد الصديق، محامي صدام حسين، حركة الشعب قبل أن يستقيل منها ويؤسس حركة جديدة هي "التيار الشعبي." انضم بفصيله الجديد للجبهة الشعبية المعارضة، التي أسسها المعارض الراحل شكري بلعيد ورفيقه أحمد الصديق، وزعيم حزب العمال حمة الهمامي. تولى منصب الأمين العام السابق لحركة الشعب، قبل أن يؤسس حزب التيار الشعبي، كما أنه المتحدث باسم تيار القوميين الناصريين في تونس. كان من أشد منتقدي الائتلاف الحاكم ،رغم قربه فكريا من الرئيس المؤقت منصف المرزوقي، لكنه كان يصر على ضرورة أن تنتهي الشرعية الحالية باستقالة الحكومة وإجراء انتخابات جديدة. وكانت مصادر صحفية قد نقلت أنّ شخصا أطلق الرصاص على البراهمي، الذي كان برفقة عائلته ساعة الهجوم، داخل سيارته، الا ان ابنة البراهمي قالت في مداخلة مع إحدى محطات الراديو المحلية إنّ اثنين هما من نفذا الهجوم وأنهما استخدما دراجة نارية بعد تنفيذه.