جامعة حلوان تواصل إجراءات الكشف الطبي لطلابها الجدد للعام الدراسي 2024-2025    إنطلاق فعاليات مبادرة «بداية» للأنشطة الطلابية بكليات جامعة الزقازيق    محافظ الجيزة يتابع مخططات التطوير ورفع الكفاءة للطرق وتحسين الرؤية البصرية    بدون حجز للطلاب.. «ابتداء من هذا الموعد» السماح بركوب القطار لحاملي الاشتراكات (الأسعار)    رسميا.. موعد صرف معاشات أكتوبر 2024 وموعد الزيادة الجديدة    محافظ قنا: استلام 2 طن لحوم من صكوك الأضاحي    محافظ بني سويف يشارك في افتتاح معرض النباتات الطبية والعطرية بالفيوم    أول تعليق من حزب الله بعد اغتيال نصر الله    أعداد الشهداء في ارتفاع مستمر بقطاع غزة.. فيديو    رسميا.. ريال مدريد يعلن حجم إصابة كورتوا    القنوات الناقلة لمباراة النصر والريان في دوري أبطال آسيا 2024-2025 اليوم    إنبي يُطالب الزمالك ب 150 ألف دولار بعد تحقيق لقب السوبر الإفريقي    اضطراب في حركة الملاحة على شواطئ مدن البحر المتوسط    إصابة 4 أشخاص في حادثي سير بالمنيا    14 أكتوبر.. «إعلام البريطانية» تنظم المهرجان الدولي للأفلام بمشاركة 115 دولة    الثقافة تختتم الملتقى 18 لشباب المحافظات الحدودية بأسوان ضمن مشروع "أهل مصر"    «زوج يساوم زوجته» في أغرب دعوي خلع ترويها طبيبة أمام محكمة الأسرة (تفاصيل)    معهد البحوث: الإكزيما تصيب من 15 إلى 20% من الأطفال عالميا    وكيل فهد المولد يكشف تطورات أزمة اللاعب الصحية    وكيل تعليم دمياط يتفقد سير اليوم الدراسي بعدة مدارس    إحلال وتجديد مدخل المنطقة الصناعية بالطرانة بحوش عيسى في البحيرة    ضبط 40 كيلو حشيش بقيمة 3 مليون جنيه في الإسكندرية    النيابة تواجه متهمى واقعة السحر لمؤمن زكريا بالمقاطع المتداولة    ندوات توعوية لطلاب مدارس أسيوط حول ترشيد استهلاك المياه    وزير الإسكان يتفقد سير العمل بمحطة تنقية مياه الشرب بمدينة أسوان الجديدة    ريفر بليت يسقط على أرضه أمام تاليريس كوردوبا    يحتل المركز الأول.. تعرف على إيرادات فيلم "عاشق" لأحمد حاتم أمس في السينمات    جالانت: الجيش سيستخدم كل قدراته العسكرية في مناورة برية وهدفنا إعادة سكان شمال غزة لمنازلهم    جريزمان يلاحق ميسي بإنجاز تاريخي في الليجا    الصحة اللبنانية: ارتفاع حصيلة الاعتداء الإسرائيلي على عين الدلب إلى 45 قتيلا و70 جريحا    السعودية تُسلم فلسطين الدعم المالي الشهري لمعالجة الوضع الإنساني بغزة    برنامج تدريبي لمواجهة العنف والإيذاء النفسي في المجتمع بجامعة القناة    المؤتمر: تحويل الدعم العيني لنقدي نقلة نوعية لتخفيف العبء عن المواطن    ضبط 1100 كرتونة تمور منتهية الصلاحية بأسواق البحيرة    شخص يتهم اللاعب أحمد فتحى بالتعدى عليه بسبب ركن سيارة فى التجمع    ضبط شخص متهم بالترويج لممارسة السحر على الفيسبوك بالإسكندرية    فؤاد السنيورة: التصعيد العسكرى فى لبنان ليس حلا وإسرائيل فى مأزق    الاحتلال الإسرائيلى يعتقل 41 فلسطينيا من الضفة الغربية    «وزير التعليم» يتابع انتظام سير العمل ب 6 مدارس في حدائق القبة | صور    انطلاق أولى جلسات دور الانعقاد الخامس لمجلس النواب.. غداً    «المالية»: إطلاق مبادرات لدعم النشاط الاقتصادي وتيسيرات لتحفيز الاستثمار    نبيل علي ماهر ل "الفجر الفني": رفضت عمل عشان كنت هتضرب فيه بالقلم.. وإيمان العاصي تستحق بطولة "برغم القانون"    مدير متحف كهف روميل: المتحف يضم مقتنيات تعود للحرب العالمية الثانية    «بيت الزكاة والصدقات» يبدأ صرف إعانة شهر أكتوبر للمستحقين غدًا    بعد واقعة مؤمن زكريا.. داعية: لا تجعلوا السحر شماعة.. ولا أحد يستطيع معرفة المتسبب فيه    أوكرانيا: تسجيل 153 اشتباكا على طول خط المواجهة مع الجيش الروسي خلال 24 ساعة    مصرع شخص صدمته سيارة أثناء عبوره للطريق بمدينة نصر    أبو ليمون يتابع تطوير كورنيش شبين الكوم والممشى الجديد    أطباء ينصحون المصريين: الحفاظ على مستوى الكولسترول ضرورة لصحة القلب    توقيع الكشف الطبى على 1584 حالة بالمجان خلال قافلة بقرية 8    نائب الأمين العام لحزب الله يعزي المرشد الإيراني برحيل "نصر الله"    السياحة والآثار تنظم عددًا من الأنشطة التوعوية للمواطنين    التحقيق مع المتهمين باختلاق واقعة العثور على أعمال سحر خاصة ب"مؤمن زكريا"    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 30-9-2024 في محافظة قنا    أمين الفتوى: كل قطرة ماء نسرف فيها سنحاسب عليها    بعد خسارة السوبر الأفريقي.. الأهلي يُعيد فتح ملف الصفقات الجديدة قبل غلق باب القيد المحلي    «القاهرة الإخبارية»: أنباء تتردد عن اغتيال أحد قادة الجماعة الإسلامية بلبنان    «الإفتاء» توضح حكم تناول مأكولات أو مشروبات بعد الوضوء.. هل يبطلها؟ (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



متى يصل قطار تطوير التعليم الفنى للواحه الخضراء؟
نشر في أكتوبر يوم 31 - 12 - 2018

“كرشيف .. فضة.. ملح ..خوص ..تطريز ” حرف يدوية تحتضر
مدارس 2 في 1 بسيوة تسقط من حسابات التعليم الفني
كتبت : بسمه الشحات
سيوة واحه الغروب.. فجمالها البكر يتجلي علي رمالها وسمائها الصافية، وبين بحيرات سيوة وجبالها وعيونها الكبريتية، ونخيلها وأشجار الزيتون والقلاع والمعابد الأثرية .

تمتلك سيوة طبيعة ساحرة تتزين بمهرجانى السياحة والتمور .. لتفرض نفسها بقوة علي خريطة السياحية المصرية والعالمية ، تلك الواحة الخضراء تستقبل 30 ألف سائح سنويا .

تبعد سيوه عن القاهرة 820 كم2، وعن العاصمة الثانية الإسكندرية 600 كم2، ولا يفصلها عن الحدود الليبية سوى 65كم2، تلك البقعة الخضراء تمثل أحد منخفضات الصحراء على مساحة 94263 كم² وتتبع محافظة مطروح إدارياً ، ويعتمد سكانها على مورد الزراعة والسياحة والحرف اليدوية ، لكن يتملك الأهالى هناك مرارة الخوف علي مستقبل الأبناء بسبب ضعف المستوى التعليمي خاصة التعليم الفنى ،فمدارس التعليم الفني بلا أقسام ، وورش بلا خامات.
المدرسة الصناعية الثانوية بواحة سيوة مقامة على مساحة 2.5 فدان ، إلا أنها خاوية على عروشها ما بين عدم وجود أقسام صناعية تخدم طبيعة الواحة البيئية ، أما المدرسة الفنية الزراعية وهي أيضا بنفس مكان مدرسة الصناعية ، ” 2 في 1 ” يعمل المعلم بعمل إدارى ليساعد مدير المدرسة الذى يعتبر الموظف الوحيد بها ، وبرغم زيارة ما يزيد عن 30 ألف سائح سنويا إلا أن الواحة خلت من مدارس السياحه والفنادق، والفتيات تحلمن استكمال التعليم وإنشاء قسم ملابس جاهزة وتطريز.
كان من الضروري التعرف عن كثب خلال زيارة لواحة سيوه بعد أن أخذت ” مجلة أكتوبر علي عاتقها كشف كافة الجوانب لمشكلات الواحة الخضراء.
فكان الإنتقال لحدود مصر الغربية لمعرفة معوقات التعليم الفنى بواحة سيوة ، وأيضا سبل الحل ، لوضعها أمام مسئولى التعليم الفنى بمصر .
مدرسة سيوة الثانوية الصناعية صرح كبير، مبانى تعليمية حديثة ، ورشتى كهرباء وونجارة أثاث بمساحات كبيرة ، وماكينات بمختلف أنواعها تجمددت سيورها لعدم الدوران نتيجه لعدم توافر خامات التدريب ، وبات عنوان تلك الورش هو ” الصمت والهدوء ” ، تباين رهيب بين الواقع والدور المنوط به تلك المؤسسة التعليمية .
الملابس الجاهزة
وخلال الجولة بالمدرسة يقول عمر على عمر مدير المدرسة ، لدينا قسمين فقط داخل هذا المبنى الكبير هما قسم تركيبات ومعدات كهربائية ونجارة أثاث ، و كان يوجد قسم للملابس الجاهزة منذ 5 سنوات مجهز بمعدات وماكينات حديثة لكنه أغلق بنفس العام وتحويل المعدات الى مدرسة مدينة العلمين الفنية ، وذلك لعدم وجود أعضاء هيئة تدريس نهائيا !!
عجز المدرسين ..وضعف إمكانيات
وأشار عمر الى مشكلتين تعوق العملية التعليمية فى قسمى النجارة والكهرباء ، الأولي تتمثل فى نقص عدد المدرسين .. فيوجد عجز أكثر من 70% من المعلمين ، فهناك مدرس مواد عملية واحد فقط بقسم التركيبات والمعدات الكهربائية،يقوم بالتدريس للصفوف الثلاثة ، وبالتالى تقلصت عدد الحصص العملية وأصبح دخول الورشة لجميع طلاب الفصل بدل من تقسيمه مجموعات حتى يتثنى لهم عمل التجارب الكهربائية طبقا للنظام التعليمي ، والمحصلة معدات وماكينات كهربائية بلا عمل ، ونكتفي بتعريف الطالب نظريا دون تطبيق ، رغم جاهزية الورش بجميع الإمكانيات بمختلف أنواعها وإستخداماتها
،وبالتالى تفتقر المدرسة الى تكوين اتحاد طلبة ولا فريق ينضم الى المسابقات الابداعية سواء على مستوى المحافظة أو مستوى الجمهورية مثل باقى المدارس الفنية بالمحافظات ذات الحظ باهتمام وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى بها.
وتابع عمر أن المعوق الأخر هو نقص الإمكانيات المادية والخامات ، فهل يعقل ان تكون ميزانية المدرسة الفنية بسيوة 5000 جنيه فقط ، مع العلم أن الورشة الخاصة بقسم نجارة الأثاث مثلا متوقفة تماما عن العمل بسبب نقص الخامات التى تعتبر النافذة الوحيدة للتدريب العملى للطلاب .
الورشة تحتاج الى ثلاث أمتار من الخشب سنويا كي يتسني تدريب الطلاب ، وثمن سعر المتر 7000 جنيه ، وطالبت بسلفة 6000 جنية للشراء من تاجر التجزئة ، فأجد أنني مكلف بسداد ضريبة الفاتورة ال10 % لتصبح المادة الخام لا تكفى المطلوب .
بعد وضع الواحة الخضراء علي خريطة زراعة 30 ألف فدان ضمن مبادرة رئيس الجمهورية بزراعة المليون ونصف فدان ،ورغم طبيعة الواحة وشهرتها بزراعة النخيل والزيتون ،وتوافد الألاف من المزراعين على مستوى الجمهورية والدول العربية إليها فى نوفمبر من كل عام للإشتراك فى مهرجان التمور ، إلا ان الأيدى العاملة المدربة علميا وعمليا لا تتوفر بسبب القصور والاهمال بالتعليم الفنى الزراعى ، فكيف يتم تفعيل تنمية زراعية دون أيدى عاملة مؤهلة علميا ؟
لم أذهب بعيدا لزيارة مدرسة سيوة الفنية الزراعية ، فهي بنفس المكان ليصف ناصر على محمد مدير المدرسة ، نحن ضيوف على مدرسة سيوة الصناعية منذ عام 2006، منذ ان كان عدد الفصول فصل واحد فقط ، والأن أصبحت المدرسة الزراعية خمس فصول ، مقسمة على قسمين منهم قسم ” حاصلات بستانية ويشمل الخضر والفاكهة والزينة وقسم ألبان ” .
الثانوية الزراعية
وتابع ناصر قائلا.. يوجد لدينا مزرعة تابعة للمدرسة الزراعية مساحتها 30 فدان ،مستصلح منها 7 أفدنة فقط لتدريب الطلاب على المواد العملية ، وللأسف المعوقات المادية حائل بين أستصلاح باقى الأرض والتدريب الفعلى للطلاب ، فيمزانية المدرسة 10 ألاف جنيه سنويا لا تكفى لأى أعمال إصلاحية وجلب ألات وشتلات للعمل بالمزرعة ، بالإضافة لعدم وجود مدرسة خاصة للفنية الزراعية للواحة والمبنى المزمع إقامته طال إنتظاره.

الروتين
واوضح مدير المدرسة أن المعوقات الهيكلية تقف حائل لتحقيق المنشود فليس لدينا هيكل إداري ومالي نهائيا ، والبديل هو المدرس الذي يقوم بمهتمه التعليمية ويقتسم وقته بين مالي وإداري ومتابعة المزرعة ، مما يعوق العملية التعليمية ، بالأضافة لعدم وجود أى منفذ لبيع منتجات المدرسة فى السوق التجارى لواحة سيوة ، بعد أن أخفقت المحاولات السابقة بتقديم طلب لمحافظ مطروح السابق لفتح منفذ بالسوق وكان الرد إن المدرسة مكلفة بدفع ايجار المنفذ !! . وهذا عائق جديد لتسويق منتجات الطلاب ،وحاليا الإكتفاء بمنفذ بيع صغير للزبادى والأيس كريم .
وطالب ناصر القائمين على مشروع تطوير التعليم الزراعى أن يكون التدريب العملى أكثر من الحصص النظرية ، وذلك نظرا لطبيعة البيئة الزراعية بواحة الخضراء ، ودمج طلاب المدرسة بالمجتمع الزراعى عن طريق زيارة مزارع تعليمية كبيرة ، ومركز بحوث الصحراء ،وإعطائنا مساحة للإشتراك بالمسابقات كباقى المحافظات الأخرى .
علاج العجز
وبالإنتقال الى إدارة سيوه التعليمية ، أكد مهدى ابراهيم على وكيل قسم التعليم الفنى ، بوجود عجز كبير بهيئة تدريس المواد الفنية خاصة فى قسم نجارة الأثاث ، فلايوجد أى مدرس نظرى نهائى للصف الثانى والثالث الثانوى بمدرسة سيوة الصناعية، أما العجز فى المواد العملية فيتم سد عجز المعلمين بضم الحصص وضم الفصل مجموعة واحدة داخل الورشة ،وفى سنوات سابقة كان يتم ندب مدرسين من مطروح بدون مميزات مادية.
وأضاف مهدى ، قمت بإبلاغ مديرية التعليم بمطروح بمعوقات العملية التعلمية الفنية أكثر من مرة و بالمطالبة بمعلمين مواد نظرية وعملية ،ولكن دون إستجابة ، والمعلم الذى يأتى الى سيوة ،يأتى فقط لتنفيذ تكليفه بالتعيين ،فتكون سيوة بالنسبة له محطة وظيفية فقط وبعد أنتهاء العام الأول يتم نقله الى محافظة أخرى،و بالإضافة الى عدم وجود أقسام فنية متنوعة بالمدرسة الصناعية يتم تراجع أعداد الطلبة المتقدمين للتعليم الفنى .
وطالب مهدى بوضع روشتة علاج أزمة المعلمين ،وهى توفير كافة المغريات سواء الماليةأو الإجتماعية من حوافز ومساكن قريبة مناسبة لهم وإمكانية اصطحاب أسرته معه ، وايضا تدريب كوادر من أبناء الواحة وتوظيفهم لتعويض العجز الإدارى والهيكل التعليمى .
سيوة قبلة سياحية
فرضت سيوه نفسها علي خريطة السياحة المصرية والعالمية لطبيعتها الأثرية والبيئية ليتوافد إليها ما يقرب من 30 ألف سائح سنويا،فقد زارها هذا العام 14 سفيرا من سفراء الدول الأجنبية ، وبها 27 فندق منهم فنادق عالمية تعد الأشهر والأغلى ثمنا كمنتجع “أدرار أملال” أو” سيدى جعفر ” كما يطلق علية أهالى الواحة المبنى على الطريقة ” السيوية البيئية ” الذى يتعدى ال650 دولار ثمن الغرفة فى الليلة الواحدة ، إلا أن الواحة الخضراء تفتقر للأيدى العاملة المدربة علميا وفنيا على أستقبال السائحين .
ومن جانبه كشف سليمان مسلم مدير إدارة سيوة التعليمية ، ان الواحة تفتقر لوجود مدرسة فنية فندقية “سياحة وفنادق” للبنين لتأهيل شباب الواحة لخدمة طبيعة الواحة الربانية والتي منحها الله لتلك البقعة السياحية بطريقة علمية ، فعدد الفنادق والمزارات يحتاج لثقل ا رشادى تعليمي وليس عشوائي .
وتفتقر أيضا المدرسة الصناعية قسم التبريد والتكييف ، فلا يوجد عامل فنى واحد فى الواحة ، يعمل علي صيانة أجهزة التكييف أو الثلاجات داخل الفنادق، فإذا تعطلت إحداهما فلا نجد من يقوم بصيانتها ، ولهذا نطالب بفتح أقسام جديدة وإنشاء مدرسة فندقية ، فالمنتج السياحى هو الأبرز لطبيعة الواحة .
موهبة ربانيه .. لحرف بيئية
لم تقتصر الزيارة علي مسئولي التعليم الفني بالواحة الخضراء فكان ل” أكتوبر “لقاء مع محمد عمران جيرى رئيس مجلس إدارة جمعية أبناء سيوه للخدمات السياحية والحفاظ على البيئة ، موضحا أن سيوه تمتلك مقومات للصناعات الحرفية مثل ” الخوص ، الجريد ، التطريز ، الملح ، الفخار ، الكرشيف ،النقش بالفضة ” هذه الصناعات تمثل ثقافة المجتمع السيوى وتعلن عن هويته ، ولهذا نطالب بتوفير أقسام لهذه الصناعات الحرفية بالمدارس الفنية للحفاظ عليها ، والاستعانة بمدربين من أبناء سيوة أو خارجها للتعرف على أحدث التقنيات ، مع فتح أسواق عالمية ومحلية لوضع تلك الصناعات الفريدة علي خريطة السوق العالمية ،فهنا أطفال تعمل وتتمنى التعلم .
قناديل الملح البلوري
ويقول موسى عيسى صاحب أول ورشة لتصنيع مصابيح الملح بالشرق الأوسط ، منذ نهاية التسعينات وانا أعمل على تصنيع مصابيح الملح وتصديرها إلى الدول العربية والأوروبية ، وانضمت تلك الصناعة ضمن الحرف البيئية للواحة التى تمتلك ملايين الأطنان من الملح الصخرى البلورى الأنقى عالمياً، وأطالب مسئولى التعليم الفنى بضم قسم داخل المدرسة الصناعية لتدريب وعمل الطلاب وفتح أسوق عالمية يكون أبطالها طلاب التعليم الفني، فتوافر المادة الخام والمدربيبن المحليين لا يكلف ميزانية وزارة التعليم شىء! .
” الكرشيف ” عنوان للتمييز
برغم التطور العمرانى والحضرى إلا أن الواحة الخضراء تتمسك بطبيعتها البكر فلم يطمس هويتها المعمارية والتراثية فى البناء منذ ألاف السنين وظلت تتحدى الزمن ، ليقول الفنان التشكيلى يوسف إبراهيم مصمم جدارية سيوه التى تحكى تاريخ قلعة ” شالى ” الأثرية بسيوه ،فمنذ العصر الفرعونى والبطلمى وحتى الأن والسيويين يستخدمون مادة ” الكرشيف ” فى البناء وهى مزيج من الملح والطين ،وتتكون من بلورات الملح المستخرج مباشرة من البحيرات المالحة بالواحة ، وهى مواد تناسب طبيعة المكان وتتناسب مع البيئة بخصائص عدة منها المحافظة على درجة حرارة المبنى صيفا وشتاء، بجانب الطمي ” الدبش الغشيم ” ورق شجر الزيتون وجزوع النخيل وليف النخيل ، وادخلت مؤخرا الأسمنت الأبيض ، وايضا تم بناء المنتجعات السياحية والمنشأت الحكومية الحديثة بالواحة بذات الخامات ومنها “متحف البيت السيوى، وفرع بنك القاهرة ،المبنى الإدارى لمحمية سيوة،وعدد من المبانى الحكومية ننفرد بتشييدها.
وأضاف ابراهيم أن هناك جهود تبذل للحفاظ على الطابع المعمارى و ذلك بمشاركة جامعة شتوتغارت الألمانية وجامعة عين شمس متمثلة بكليتى الهندسة والفنون الجميلة ، مضيفا أن الحفاظ على عمارة سيوه سوف يكون له مردود إيجابى على المستوى الإقتصادى بزيادة أعداد التوافد السياحي .
نطالب بقسم تشيد وبناء وزخرفة
وأوضح إبراهيم أن قلة العاملين بمجال البناء التراثى البيئى أصبح يهدد إدراك ووعى الأجيال القادمة من أبناء الواحة ، فأصبح عدد العاملين بالبناء بالكرشيف لا يزيد عن أصابع اليد الواحدة ، ومن هنا أطالب بأنشاء قسم تشييد وبناء وزخرفة داخل مدرسة سيوة الفنية الصناعية ،ويتم تدريس منهج علمى ممتزج بتعليم مكونات البيئة وأساليب التطوير التى تمزج بين الحداثه مع الأصاله التراثية المحلية للواحه ،والتفكير خارج الصندوق بالإستفادة بخبراء البناء الموجودين حاليا من أهالى الواحة قبل رحيلهم ، فلابد ان تتناسب الأقسام الفنية مع طبيعة الواحة البيئية والتى تميزها عن أى مكان أخر فى العالم.
غير مقبول ونحن فى عصر الثورة الرقمية وأهتمام الدولة بتطوير العملية التعليمية ككل والإعتماد على التابلت بدلا من الطرق التقليدية فى التعلم ،وغير مقبول أن توجد بقعة فى أرض مصر تهمش تعليم الفتيات والنساء ،وبرغم وصول المرأة المصرية لأعلى المناصب القيادية ، وهذا ما كشفت عنه “أكتوبر” بجولتها داخل الواحة ، فتقول سامية. م أحدى فتيات الواحة ، نحن بنات واحة سيوة محرومات من مواصلة التعليم والإلتحاق بالمرحلة الثانوية الفنية ، ويتم إجبارنا على الإكتفاء بالمرحلة الإعدادية فقط ،لعدم وجود أقسام خاصة للفتيات ، بسبب تقاليد وأعراف الواحة تنفيذ مبدأ عدم الإختلاط ،ولذلك نطلب من الرئيس تحقيق حلمنا ، بفتح قسم خاص للبنات للملابس الجاهزة والتطريز وتكون هيئة التدريس من المعلمات، لنتمكن من الحصول على الشهادة الثانوية وأيضا تعلم مهنة تناسب طبيعة الواحة تدر دخل مادى علينا .
وحدة الصناعات البيئية خاوية على عروشها
مبنى متميز على مساحة كبيرة ومجهز بماكينات حياكة ونول يدوى كبير ، وورشة كبيرة للتطريز وأخرى للمشغولات الفضية ،إلا انه شبه خالى من القوة البشرية والسبب عدم توافر الايدي العاملة والعقم الفكري الإداري ، فهو وحدة الصناعات البيئة داخل واحة سيوه ، ليصف على سالم مدير الوحدة التى تم إنشاءها عام 2006 بهدف الحفاظ على التراث البيئى للواحة ، فكانت الوحدة مزار من ضمن البرنامج السياحى للوفود العربية والأجنبية لسيوه ، ومع توقف الدعم من المحافظة والذى ترتب علية نقص الخامات ، والرواتب الضعيفة للفتيات الذى يتراوح من 15 الى 20 جنيه يوميا ، ليتراجع المؤشر الإنتاجي بصفه عامة .
ويؤكد أن الوحدة تصنع نسيج الكليم والحياكة والتطريز والفضة ونقوشها ، حيث يتم إنتاج ما يقرب من 7.5 متر كليم علي مدي الشهر وكذلك قطعة أو قطعتين من الملابس المطرزة طوال اليوم بالوحدة وهي أقل معدلات الإنتاج نظراً لتوقف الدعم.
وطالب سالم بضرورة الاحتفاظ بهذا الصرح ،وذلك عن طريق إيدى عاملة مدربة ومتجددة ،وذلك من خلال إدراج الصناعات البيئة ضمن قاطرة التعليم الفنى بالواحة وخاصة قسم الملابس الجاهزة والتطريز ،وإبتكار طرق تسويقية جديدة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.