إذا كانت على لسان فنان بحجم وقيمة محمد صبحى، فيجب أن نفكر فيها مرارًا وتكرارًا.. فالرجل يحذرنا من هذه النماذج التى لا يخلو منها برنامج بمناسبة أو بدون مناسبة.. وأنت على كثرة تواجدهم ورغيهم الفاضى لن تخرج منهم أو من يحاورهم.. إلا بالسطحى والمستفز. يقول لنا صبحى: احذروا نجوم التجارة.. فإنهم يحاولون السيطرة على المشهد كله.. وحضورهم هذا المدروس والفاحش.. الهدف منه التغطية على نماذج أخرى.. نذرت نفسها وعلمها وجهدها لصالح الوطن، وهم يجاهدون للبحث عن بقعة ضوء.. لعلهم فى نهاية النفق يعثرون على من يمد لهم يد العون والدعم.. ويأخذهم إلى المساحة التى تليق بهم فى صورة الوطن.ما قيمة أن نعرف عن هذه الفنانة التى بلغت السبعين ومتى دخلت إلى موسوعة «جينس» بأول «بوسة» فى حياتها.. وما قيمة أن يتباهى هذا الفنان الكبير بأن قلبه قد تحول إلى دفتر من كثرة مغامراته ونزواته وأغلبها خارج نطاق المشروع والمعقول.. وماذا يفيدنا لو أخبرتنا الست الراقصة بأن ابنها الأمريكانى يفخر بها وبشغلها.. وخذ من هذه النوعية الكثير.. وكأن هؤلاء الذين ينتمون إلى الفن.. عجينة أخرى غير البشر.. لا ينقصنا إلا التلصص على أفعالهم الخاصة.. بحجة أن الجمهور عايز كده.. والجمهور والله العظيم يقول لكم ارحمونا.. فالشباب الذى يبحث عن فرصة عمل وحياة كريمة بكفاح مشرف.. لن يتقدم وينجح ويجتهد وهو يرى هؤلاء فى دنيا غير الدنيا وعالم غير العالم حتى لو سقطت إحداهن بالبراشوت من أعلى ومعها من يعتليها حفاظا على حياتها الثمينة باعتبار حضرتها ثروة قومية. وتخرج فنانة «بنت امبارح» من سجنها بسبب المخدرات، ثم نراها على الشاشة فى دور «حشاشة».. ويتم القبض على أخرى فى قضية دعارة.. لكى ترتفع أسهمها.. والراقصة النووية المستوردة التى أهانت علم مصر.. تحولت إلى مسخرة فى كل فيلم.. من هذا الغثاء الفنى الذى نرى نجومه من أشباه الرجال وإن أمسكوا بالأسلحة البيضاء والسوداء.. وهذا العرى الفاضح والكلام المنحط.. وفى هذا اختلطت حرية الإبداع لمفكر قد تختلف معه فيما يقول، ولكننا نحترم اجتهاده، وهذا التطاول على الدين وعلى أهل البلد وحراسها.. ويسمون سفالتهم هذه «حرية إبداع».. حتى إن بعض الملاحيس أطلقوا على الفعل الأحمق لفنان مفعوص لم يطلع من البيضة بعد.. وزميل ملحوس آخر له أطلقوا على فعلهما السافل مع رجال الشرطة على أنه «حرية تعبير».. فهل رأيت تضليلا وكذبا وجهلا أكثر من هذا. وفجأة تتنصل القناة التى تذيع البرنامج وينتمى «العيلين» إليها من هذا التصرف وتعلن أن البرنامج له جهة إنتاج، فهل كانت لديهم الشجاعة الإعلان عن اسم الشركة الأمريكية اليهودية المنتجة.. وأن يقولوا بأنها نفس الشركة التى كانت تنتج ل «ماسخ يوسف» برنامجه المستفز وهى أيضًا التى ساهمت فى تمويل وإنتاج مسلسل «حارة اليهود» وأدخلوا على الإنترنت وابحثوا عن اسم الشركة ستعرفون الكثير.. وكيف أنها استبدلت الخواجة «ماسخ».. بهذه العروسة.. التى اغتالت البراءة ممثلة فى العرائس التى ترتبط غالبا بالأطفال.. وظهرت «فاهيتا» ورغم ثقل ظلها ومن يكتبون لها ما تردده.. ولاحظ أن أغلب ضيوفها من العاريات «والمسخسخات» وهواة الشهرة بأى ثمن. والآن يجب أن نسأل أنفسنا: ماذا ننتظر من عيال تربية «أبلة فاهيتا»؟.. ثم يخرج من يدافع عن هذه البزاءات التى أهانت شعبًا بأكمله.. وياليتهما توقفا عند الفعل، بل قاما بكل سفالة ووقاحة بتصويره وعرضه.. وكأنهما يعرفان مقدما أن «أبلة» عندها حصانة أمريكية هى ومن يعمل معها! ثم نجد أحد الزملاء فى نفس القناة يخرج لنا ليقول لنا لا يجب أن نتوقف أمام هذه الفعلة، لأن هناك ما هو أهم! ويا زميلنا الفاضل.. ماذا يبقى لنا فى وطن تهان كرامة رجاله وشعبه وما هو الأهم عند سيادتك؟ ثم ما هو الأهم إذا كان هذا التهريج منهجكم أو بمعنى أدق بضاعتكم.. إلى جانب ما تقدمونه فى أكاديمية الملاحيس التى يختلط فيها الحابل بالنابل.. وأنتم تقدمون النسخة العربية من برنامج التلصص وكسر الخصوصية «الأخ الأكبر» ولولا الملامة لدخلنا مع ملاحيس الأكاديمية إلى الحمام.. ألا ترى يا عم الزميل وقد نزلت ضيفا على أبلتك بعد رجوعك من الحج وأحرجتك وأنت تنظر إلى «السمانة» ألم تتوقف أمام الست البلبوصة.. أو «الميس» التى تقدم البرنامج وتتحدث عن طلابه كأنهم يقدمونه من وكالة «ناسا».. خيبة الله عليها وعلى أكاديمتكم! وهل بهذه النوعية الهابطة يمكن أن ينهض الشباب ويعمل ويتحمس وأنتم تتحدثون عن إحباطاته وتراجعه.. ثم تقدمون له سمومكم فى أوانى مزخرفة وبراقة وخادعة. وهل الوطن ليس فيه إلا المغنى ولاعب الكرة وممثلة تستعرض خفة دمها والمطعم الخصوصى معها يقدم للضيوف الأكابر ما لذ وطاب وهناك فى العشش والعشوائيات من يبتلعون الحسرة والهواء.. على حياتهم التعيسة.. مقابل هذه الفخفخة الاستعراضية التى تعيشها هذه الفئة دون غيرها فى شكل أقل ما يوصف به أنه مدمر للعدالة الاجتماعية التى تتشدقون لها. لقد تصرف أشرف زكى نقيب الممثلين بحسم وأعلن إبعاد الولد عن النقابة.. ومع أن والده قد اعتذار عن سوء تربيته لابنه.. معترفا بجريمته.. لكن لن تتوقف مثل هذه المهازل ما لم يتم غلق ماسورة الهلس الرئيسية وتطهير الإعلام.. ومقاطعة الشركات التى تعلن عن منتجاتها فى برامج مشبوهة ومستفزة لعموم الشعب الذى يريد أن يغسل وجهه بالماء الطهور والفعل الجسور.. فهل ينفع الركض وأنت على الطريق الخطأ؟ وهل سمعت عن أمة نهضت وارتفعت إلى السماء وأخلاقها فى الحضيض؟ ولكن هيهات فمصرنا محروسة لأن الرجل العفيف الشريف المخلص الواحد يعادل أمة لو كانوا يفقهون.