«لا صوت يعلو فوق صوت المعركة مازال» هو التعبير المناسب للوضع فى اليمن فرغم عودة الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى إلى اليمن، وكذلك رئيس وزراءه خالد بحاح إلا أن الخيار العسكرى مايزال الخيار الأقوى فى القضاء على المتمرديين الحوثيين وحليفهم على عبد الله صالح وتعد معركة تعز هى البوابة التى ستحرر اليمن من أيدى المتمردين، لذا يترقب اليمنيون و العالم نتائج تلك المعركة لأنها تعد بوابة لدخول معركة صنعاء وتحرير اليمن نهائيا من تمرد الحوثى.. ومن جهة أخرى فإن عودة الرئيس اليمنى هادى أدت إلى ارتفاع وتيرة معركة تعز رغم موافقة السلطات الشرعية على الجلوس على مائدة المفاوضات.وتعتبر عودة الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى إلى مدينة عدن أحد المكاسب التى حققتها قوات التحالف العربى والقوات الموالية للشرعية فى مدينة تعز والمدن المحررة الأخرى وقد رافق هادى فى طريق عودته لعدن وزير الخارجية بالإضافة إلى عدد من المسئولين اليمنيين وذلك من أجل الإشراف المباشر على سير معركة تحرير تعز من سيطرة ميليشات الحوثى وقوات المخلوع صالح وقد عقد هادى اجتماعًا مع المسئولين الحكوميين فى قصر المعاشيق حول سير العمليات القتالية فى تعز بشكل خاص، وكذلك لبحث آليات عمل مؤسسات الدولة العامة والأجهزة الأمنية والمؤسسة العسكرية وعودة هادى تعنى عودة الشرعية لليمن وبداية إعادة ترتيب البيت اليمنى اذ من المتوقع أن يتم استئناف أعمال المؤسسات الحكومية والإشراف على إعادة أعمار البنية التحتية لليمن وزيارة هادى ليست الأولى حيث زار اليمن خلال شهر سبتمبر الماضى. كما زار رئيس الوزراء اليمنى خالد بحاح الأحد الماضى جزيرة سقطرى اليمنية، التى أعلن منها عودة حكومته إلى البلاد لممارسة مهامها إلا أنه لم يتحدد حتى الآن إذا ما كان بحاح ينوى العودة للإقامة فى عدن ثانى أكبر المدن اليمنية والذى صرح بتفاؤله بشأن العمليات العسكرية لاستعادة عدن وتعز. وأصبحت تعز والتى عانت من الحصار الحوثى منذ ستة أشهر مسرحًا للعمليات العسكرية حيث تعد البوابة الكبرى لتحرير اليمن من يد الحوثيين وقوات صالح وقد صرح أحمد اليافعى قائد المنطقة العسكرية الرابعة فى اليمن انطلاق عملية عسكرية واسعة، بالتعاون مع قوات التحالف العربى، لاستعادة كامل السيطرة على محافظة تعز الجنوبية، من ميليشيات الحوثى، ورفع كامل الحصار عنها وتمهيد الطريق إلى صنعاء، موضحا أن عملية الاستعادة ستتم عبر ثلاثة محاور وكانت قوات التحالف العربى لدعم الشرعية قد أرسلت تعزايزت عسكرية لتعز من محورين، وهما المحور الجنوبى والغربى، فيما أغارت طائرات التحالف على تجمعات ومواقع للحوثيين فى مناطق متفرقة من مدينة تعز. وفى مواجهات مع الجيش الوطنى والمقاومة وغارات طيران التحالف فى محافظة تعز قتل ما يقرب من 20 عنصرًا من المتمردين الحوثيين وقوات صالح، وقد تركزت الاشتباكات فى منطقة الضباب ومديرية المسراخ، كما استطاعت المقاومة والجيش الوطنى أن يحققا بعض التقدم فى نجد قسيم كما استعادت السيطرة على بعض المناطق. وتدور فى مأرب اشتباكات عنيفة بين رجال المقاومة وميليشيات الحوثى والمخلوع صالح على جبهتين منفصلتين الأولى فى منطقة الجدعان شمال المحافظة باتجاه معسكر اللبنات، والثانية فى جبهة صرواح التى تشهد اشتباكات وقصف متبادل أدت إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين. وتمكنت المقاومة الشعبية من استعادة السيطرة على معسكر العمرى شمال باب المندب، بعد معارك شرسة قتل فيها العشرات من الطرفين، حيث لجأت الميليشيات إلى زراعة كميات كبيرة من الألغام لإعاقة تقدم المقاومة فى تلك الجبهة، وفى الضالع قامت المقاومة الشعبية والجيش الوطنى باستكمال تطهير منطقة موريس بعد معارك عنيفة مع المتمردين تمهيداً لاستعادة مدينة دمت. كذلك أعلن حزب المؤتمر الشعبى العام فى محافظة إب اليمنية انشقاقه على المخلوع على عبدالله صالح وتأييده لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادى، ورفضه استمرار صالح فى تحالفه مع المتمردين الحوثيين معتبرا الرئيس هادى الرئيس الشرعى للمؤتمر الشرعى العام. وعلى صعيد آخر تشكل مفاوضات جنيف التى أعلن عنها مبعوث الأممالمتحدة بين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادى والحوثيين، المتوقعة نهاية الشهر الحالى، الفرصة الأخيرة للحوثى وجماعته لإلقاء السلاح والانسحاب من كافة المدن، أو مواجهة نهاية حتمية فى معركة صنعاء ويعد قبول هادى الانخراط فى المسار السلمى باستئناف المشاورات السياسية، إضافة إلى الترحيب السعودى بالمفاوضات، دليلا على النهج السلمى الذى تنشده الحكومة اليمنية، والقوى الداعمة للشرعية فى اليمن، وأن الخيار العسكرى كان الخيار الأخير لقوات التحالف. وكان المبعوث الدولى إسماعيل ولد الشيخ قد سلم الرئيس اليمنى هادى رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، يبلغه أن جماعه الحوثى قبلت رسميا بقرار مجلس الأمن رقم 2216 حيث يفتح القرار الباب لعودة المؤسسات الرسمية إلى الدولة، ويمهد لانسحاب الميليشيات من المدن بما فيها العاصمة، والتفاوض على حل سياسى. فى حين يرى البعض إن قبول الحوثى بالمفاوضات ما هو إلا مناورة سياسية من أجل كسب الوقت، خاصة بعد النجاحات التى حققتها قوات التحالف الموالية للشرعية وان التدخلات الخارجية الإيرانية تحول دون التزام الحوثى وصالح بأى اتفاق سياسى وأن الاختراقات التى أحدثها صالح داخل المؤسسة العسكرية ومنظمات المجتمع المدنى تزيد من صعوبة إيجاد آلية لتغيير الأوضاع على الأرض. ويرى البعض إن الشارع اليمنى منقسم على ذاته بين تيار مؤيد للمفاوضات رغبة فى إنهاء الأزمة فى اليمن، وتيار آخر يعتقد بأن لا جدوى من المفاوضات وأنه لا يمكن الوثوق بميليشيا الحوثى وصالح خاصة وأن التجربة السابقة أثبتت أن كلاهما غير جاد فى اى التزام سياسى .