ٍٍْْْْ{وهزي اليك بجزع النخلة تسقط عليك رطبا جنيا } قرآن كريم أنزله رب العالمين فى سورة مريم ولم يكن فيه ذكر النخلة وثمرها إلا تكريما وتشريفا وإعلاما.. النخلة كانت أنيسًا وظلاً على مريم البتول وثمرها كان مائدة كاملة تقتات بها فى حملها بالسيد المسيح، ومن يومها وربما قبلها عرف الناس قيمة البلح الغذائية والاقتصادية فزرعوه وتوسعوا فى زراعته.. وفى مصر أيضا اشتهر البلح واحتفل زارعوه بموسم حصاده وغنوا له.. وغنى الشاعر معهم «يا بلح إبريم يا سمارة.. سواك الهوى فى العالى هويت».وهناك تصنيفات للبلح حسب الاستهلاك وحسب طبيعة المكان والجغرافيا ودرجة حرارة الجو.. فالبلح الحيانى ينتشر فى البحرى والإسكندرية.. والزغلول والسمانى فى البحيرة.. وبلح الأمهات فى الجيزة والفيوم.. وبلح بنت عيشة فى الشرقية ودمياط. وهناك أيضا أصناف لا توكل ثمارها على حالتها بل تجفف وتصنع لعدة شهور ومنها العمرى بالشرقية وشمال سيناء.. والسيوى بالواحات والوادى الجديد والجيزة والفيوم. والعجلانى الموجود بالشرقية.. والحجازى الأبيض بالواحات والوادى الجديد ومن هذا الصنف الأخير يتم تجفيف البلح وتسويقه فىالمناسبات ومنها شهر رمضان ويزرع فى الأماكن الأكثر حرارة مثل أسوان ومنها بلح البر تمودا والجنديلة والملكابى والشامية. موسم الأفراح يقول أحد المزارعين بقرية المرازيق بالبدرشين إن القرية كلها تعمل فى زراعة وتجفيف البلح.. ويوم حصاده تقام الأفراح والليالى الملاح وجنى البلح الذى يبدأ فى شهرى سبتمبر وأكتوبر من كل عام ويشارك فيه أطفال وسيدات القرية يعتبرونه عيدا سنويا بتلك المناسبة. لا مثيل له ويرى د.نادر نور الدين الأستاذ بكلية الزراعة جامعة القاهرة.. أن البلح الأحمر والأصفر ليس لهما مثيل فى العالم ومصر تمتاز عن غيرها بهذين الصنفين بسبب درجة الحرارة المعتدلة ونسبة الرطوبة المعتدلة تجعل من تلك الصنفين الأحسن والأجمل على مستوى العالم بما يحملانه من فوائد كثيرة مثل السكريات والمعادن فالرطوبة هى التى تحدد وجودهما ومصر بدرجاتها ال 40 تختلف عن الخليج بدرجاتها ال 55 التى لا تملك وجود مثل هذه الأصناف. لكنه أضاف أن هذا العام قل الإنتاج كثيرا بسبب درجة الحرارة العالية فى أغسطس الماضى والتى تساوينا فيها مع الخليج فاستوى البلح سريعا وقلت نسبة إنتاجه بسبب درجة الحرارة غير الطبيعية.