اشتركت فى حرب 1967م وحرب الاستنزاف وبناء حائط صواريخ استعدادا لحرب 1973م وأسقطت أول طائرة فى 3 أغسطس 1970م من خلال حائط الصواريخ ثم اشتركت فى حرب 1973م فى مدينة بورسعيد حيث أسقطت 17 طائرة بهذه الكلمات بدأ اللواء أيمن حسب الله قائد الكتيبة 418 حديثه ل «أكتوبر» فى الذكرى الثانية والأربعين ليستعيد معنا شريط ذكرياته على جبهة القتال . يبدأ اللواء ذكرياته عن حرب أكتوبر بالحديث عن الظلم الذى وقع على الدفاع الجوى خلال حرب 1967م، لأنه لم يكن لديه العدد الكافى والإمكانيات الفنية التى تسمح له بمجابهة الطيران الإسرائيلى، وذلك بعد تدمير القوات الجوية المصرية وبعد سنة 1967م تم إنشاء دفاع جوى كقوة مستقلة وبدأ يجمع عناصر الدفاع الجوى من وسائل إنذار ووسائل القيادة والسيطرة والعناصر النيرانية من صواريخ ومدفعية. فى نهاية 1969 م لم يكن الدفاع الجوى حصل على الدور الكافى من كتائب الصورايخ وهى اللاعب الأساسى للدفاع الجوى لذلك لم يكن قادرا على توفير الحماية ضد العدو وفى يناير 1970م قام الرئيس جمال عبدالناصر بالسفر إلى الاتحاد السوفيتى لشرح الموقف وطلب منهم موقفًا محددًا من إمداد مصر بالأسلحة لبناء الدفاع الجوى المصرى فلم يكن لدى مصر دفاع جوى ولاقوات جوية ولاوسائل انذار وبالفعل جاءت نتائج تلك الزيارة حيث مدَّ الاتحاد السوفيتى مصر بما تحتاجه من أسلحة. فى أبريل 1970م اجتمع الرئيس جمال عبدالناصر بقادة كتائب الصورايخ وطلب منهم إنشاء حائط صواريخ وتعرف على المصاعب الخاصة بإنشاء حائط الصواريخ وكانت إسرائيل فى ذلك الوقت مصرة على منع وجود صواريخ فى الجبهة وقامت بتنفيذ عملية «بوكسير» إلا أن الدفاع الجوى المصرى بدأ فى عمل كمائن ونجح فى عمل ثلاثة كمائن أسقط فيهم طائرتين، أما الكمين الثالث فكان له فائدة فى نجاح الجيش المصرى فى اشتباكاته مع الجيش الإسرائيلى. فى ليلة 29 يونيو بدأ حائط الصواريخ فى التقدم نحو القناة مما اضطر العدو الإسرائيلى إلى الموافقة على وقف إطلاق النار وقبول مبادرة روجرز وبعد ذلك بدأ الدفاع الجوى فى ترسيخ دفاعاته للدفاع عن الجيوش الميدانية وبدأت القوات تتحرك بحرية أكثر بعد أن أصبح لها حماية جوية قوية. وخلال فترة وقف إطلاق النار وحرب الاستنزاف وحتى أكتوبر سنة 1973م استمر التدريب وتمت إعادة الدراسة للمواقف لمعرفة مواطن الضعف والقوة وبقيام حرب أكتوبر المجيدة استطاع الدفاع الجوى إجبار إسرائيل على إصدار تعليمات للطيارين بعدم الاقتراب من القناة نظرا للتأثير الشديد لإسقاط الطائرات الإسرائيلية. أما عن الكتيبة 418 التى تتم الاعداد لفيلم سينمائى يروى بطولاتها فقد كانت إحدى الكتائب المتميزة على مستوى الكفاءة والتدريب والتى كانت فى العمق مع بداية الحرب ونظرا لتركيز العدو الشديد على الدفاع الجوى ببورسعيد الأمر الذى أدى إلى تدمير عدد من كتائب الصواريخ يوم 8 أكتوبر وطبقا للتفكير المصرى قام قائد قوات الدفاع الجوى بتسكين منطقة بورسعيد بالصواريخ وإعداد الإحتياطى بمعرفة قائد الدفاع الجوى لدخول بورسعيد فى تحرك سرى حتى على أفراد الكتيبة حتى وصلوا إلى بورسعيد . وبوصولنا بورسعيد كانت المواقع شبه مدمرة لأنها كانت تحت قصف إسرائيلى استمر على مدى يومين متتاليين. بصعوبة استطعنا توزيع المعدات على المواقع بصورة تؤمن العمل وتحميه من القصف الجوى الإسرائيلى فى نفس الوقت. مع بداية يوم 11 أكتوبر 1973م تم أول اشتباك بالصواريخ وكان ناجحا واستطعت تدمير طائرتين بصاروخين الساعة 7:35 ونظرا، لأن عدد كتائب صواريخ بورسعيد كانت كتيبتين وهو دفاع ضعيف عن بورسعيد لذلك قرر قائد قوات الدفاع الجوى يوم 12 أكتوبر، استخدام ولأول مرة فى التاريخ مولدات الدخان لإخفاء الموقع عن العدو الجوى بحيث نستطيع رؤية العدو ولكن لا يستطيع العدو تحديد تفاصيل الموقع وتعتبر أحد الاستخدامات الذكية للدفاع الجوى فى حرب أكتوبر 1973م كدفاع سلبى عن الكتيبة والذى يعد تكتيكًا حديثًا. وبحلول يوم 13 أكتوبر كانت الكتيبة أتمت إسقاط تسع طائرات وفى صباح نفس اليوم والذى يعد من أصعب الأيام حيث جاء إنذار بقرب هجوم جوى وكان العدو عند نقطة القطع وكانت نقطة حصينة عند بورفؤاد إلا أنه أثناء المهاجمة استطعنا إسقاط طائرتين وادركت بعدها أنهم سيقومون بهجوم أشد وبالفعل قام العدو الساعة 8:55 بالهجوم على الكتيبة استخدموا خلال الهجوم وسائل التشويش والمشاغلة وكافة أنواع التكتيكات ونجح فى الوصول للكتيبة وإصابتها وأصبحت الكتيبة تعمل بربع قوتها من الناحية الفنية وبسدس قدرتها من ناحية إطلاق الصواريخ. فى الساعة 9:25 حاول العدو استطلاع قدراتنا على إسقاط الطائرات فحلقت طائرات للعدو إلا أن الدفاع الجوى المصرى إسقطها فى الحال رغم قدراتنا المحدودة إلا أننا استطعنا إسقاط ثلاثة طائرات بثلاثة صواريخ على الرغم من أن المدارس العسكرية والنظريات العلمية تؤكد أنه من الواجب لإسقاط طائرة لابد من اطلاق ثلاث صواريخ عليها إلا أنه بفضل مهارة قواتنا وكفاءة رجالنا استطعنا تحقيق العديد من الإنجازات، كما أسندت لنا مهمة أخرى هى العمل ككمائن على الجبهة لإسقاط الطائرات التى تحمل الصواريخ المضادة ضمن خطة للاستطلاع الجوى بالقوة. ومما لا شك فيه أننا استفدنا من حرب أكتوبر استفادة كبيرة حيث عادت الثقة بالنفس خاصة فى سلاح الدفاع الجوى فقد كان لإنشاء حائط الصواريخ دور مهم فى تعديل قواعد الاشتباك مع العدو وأصبحت لدينا استراتيجية فى الدفاع ويرجع ذلك إلى أننا أصبحنا نخضع كل معلومة أو سلاحًا يصل لنا إلى الدراسة لتطويعه لخدمة الجيش المصرى وقبل حرب 1973م كانت الثقة مزعزعة على أساس أن السلاح الإسرائيلى قوة جبارة ولكن بعد حرب 1973م استطعنا إعادة الثقة بأنفسنا أمام العالم كان هذا أحد أسباب النصر. والحقيقة أن حرب أكتوبر لم تستثمر كما يجب فى توعية الشباب عن الانتماء الوطنى وعن الإخلاص فيجب توعية الشباب ثقافيا لتنمية حب الوطن والإخلاص والتضحية وإنكار الذات والوفاء.