هل تأكدت أن الله يحبك واطمأن قلبك؟ ولكن من أين جاء لك هذا اليقين؟ والإجابة حين يرفع العبد المؤمن راية العبودية لله منذ اللحظة الاولى من استيقاظه ومع بداية اليوم وكذلك يكون آخر ذكر له حينما يغمض عينيه ليلًا وهنا يستشعر حبه ورضاه.. وكلما التزم بالطريق المستقيم الذى جاء به النبى? طبقا لقوله تعالى M? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? چ چ چL ثم تأتى التقوى والإنفاق الخفى والذى جاء فى كتابه الكريم M? ? ? ? ? ? ? ? ?L والتقوى من أفضل وأقصر الطرق إلى محبته ووقاية من غضبه وعذابه..ونسأل أنفسنا هل نحن متقون؟ فما نعيشه من ارتفاع أسعار وغدر ذوى الأرحام والأصدقاء وزيادة وتيرة سوء الخلق من اختلاسات ورشاوى وسرقات وقتل ودعارة الحوار والجسد فى الفضائيات والشوارع.. يمثل بعدًا عن خشية الله. ونعرج إلى ركن قوى يعضد حب المولى لعبده كما جاء فى حوار لرجل مع رسولنا الحبيب ? فقال يا رسول الله أى الناس أحب إلى الله وأى الأعمال أحب إلى الله فقال ?: «أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم.. إلى آخر الحديث» وهى من الأعمال الشاقة على النفس البشرية فى صبرك ومثابرتك على سماع شكوى إخوانك من المسلمين ثم السعى لقضاء حاجتهم.. وإنها لنعمة جليلة يمنحها الله لعبده.. وطالما يصل إلى درجة السمو فى عبادته يفوز بحبه وإذا فاز نال حب أهل السماء والأرض كما قال ?: «إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدًا نادى جبريل إن الله قد أحب فلانًا فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادى جبريل فى السماء إن الله قد أحب فلانًا فأحبوه فيحبه أهل السماء ويوضع له القبول فى أهل الأرض». ولا يعنى هنا القبول فى أهل الأرض أن كل إنسان أحبه الناس هو محبوب عند المولى.. فقد يحب الناس صاحب المال أو صاحب الجاه أو من يتعامل معهم برياء.. والصحيح أن المولى يضع حبه فى قلوب عباده للمسلم الذى يتعامل معهم بإخلاص وصدق ولا يبتغى غير مرضاته، وينصحهم إلى خير الدنيا والآخرة ليس سعيًا منه ليقال عنه رجل البر والتقوى. فأفقر الناس قد يكون أحب إلى الله وخير عنده من ملء الأرض.. فرب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره، وهؤلاء جميعًا قد أحسنوا إلى الله لأنهم يعبدونه ويتقونه كأنه يراهم، وقال الله تعالى عنهم Mه ه ے ےL . ومن صفات العبد المحبوب إلى الله أن يكون مقسطًا وهو القائل: M? ? ? ?L وقال عنهم رسولنا ?: «إن المقسطين عند الله على منابر من نور على يمين الرحمن عز وجل» وإذا كان إمامًا عادلًا فكان من السبعة الذين يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله عندما تدنى الشمس من الرءوس.. ولا ننسى الشيم الأخرى الحميدة فى العبد المحبوب الصبر والتوبة والتطهر والتوكل وجاءت فى كتابه العزيز M? ? ?L M? ? ? ? ? ?M L? ? ? چL . ومن العلامات الخفية التى لايفطن لها الناس ابتلاء العبد فى نفسه وأهله وإن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم.. فمن رضى فله الرضا ومن سخط فله السخط.. وإنه لمنحة من الله لا يعلمها إلا أهل الصبر.. فليست كثرة المال والغنى والنفوذ دليلًا على محبة الله فإن الله يعطى الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب ولو كانت الدنيا تساوى عنده شربة ماء ما سقى منها كافرا قط.. فالأنبياء عانوا الفقر والجوع والمرض.. وابتلاء الله عز وجل لعباده لتمحيص إيمانهم فالدنيا دار ابتلاء وليست دار المقامة والنعيم حيث قال تعالى: M? ? ? ?L فالرجل يختبر زوجته على إخلاصها وكذلك الصديق وصاحب العمل فكيف بالخالق العظيم. وكل عبادتك وتسخير جوارحك لها من صلاة وزكاة وجهاد وذكر وصبر على البلاء ترجمة حقيقية لشكرك على نعمته.. وتذكر إذا كان هذا الملك لغير الله لشقينا من بخل وأنانية خلقه.. فتخيلوا لو أرادت أعتى الدول وعلماؤها أن يصنعوا بعض قطرات المياه لما سُقى منها إلا شرذمة.. فالحمد لله.. الملك له وحده.