عاشت مصر يوما عظيما سيظل فى ذاكرة الشعب تتوارثة الأجيال كما كان بناء السد العالى، ليثبت المصريين للعالم أنهم قادرون على العطاء والإعجاز، لتؤكد الأجيال الناهضة انها قادرة على حفظ تاريخ الأجداد، وقدرتهم على رسم مستقبل الابناء والاحفاد، فقد كان احتفالا أسطوريا بافتتاح قناة السويس الجديدة حضره أكثر من أربعة آلاف شخصية وأكثر من سبعين دولة، و مشاركة دولية عالية المستوى، حيث شارك فى الحفل الرئيس الفرنسى، فرانسوا هولاند، ووزير الدفاع الفرنسى، جان إيف لود، والرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، والأمير صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت، والملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، والرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى، والعاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى، ورئيس الوزراء الإثيوبى هيلا مريام ديسالين، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، والدكتور سلطان بن محمد القاسمى حاكم الشارقة، الشيخ خالد الفيصل أمير مكةالمكرمة.فى الثامنة والربع صباح الخميس الماضى كانت أولى خطوات المشاركين فى الاحتفال بتحقيق الحلم، حيث وصل كافة المدعويين ووسائل الإعلام إلى مسجد المشير طنطاوى بمدينة نصر، مكان تجمع الضيوف المحدد حضورهم لحفل افتتاح قناة السويس الجديدة، وتم استقبال الجميع فى « قاعة السلام» الملحقة بالمسجد حيث تمت مراجعة الدعوات والأوراق الثبوتية ضمن إجراءات تأمين حفل الافتتاح وفى العاشرة والنصف وخمس دقائق وهو الموعد المحدد تحركت الأتوبيسات التى تقل الحضور متجهين إلى قناة السويس فى مجموعات تتقدمها سيارات قوات التدخل السريع والقوات الخاصة والشرطة المدنية وذلك فى إطار خطة تأمين الوفود المشاركة فى الاحتفال وعدم حدوث ما يعكر صفو الحدث . وكان علم مصر يرفرف على كافة شوارع مصر وبامتداد طريق مصر الإسماعيلية الصحراوى وأعلى المبانى ليجدد الروح والفرحة لدى الشعب المصرى . انطلق ركب المدعوين من محور المشير طنطاوى متجها إلى الطريق الدائرى ومنه إلى محور الفريق سعد الدين الشاذلى ثم إلى طريق القاهرةالإسماعيلية الصحراوى. وقد قام مجموعة من الشباب المتطوعين من طلبة الجامعات المصرية يرتدون زى الكشافة البحرية بمرافقة الضيوف وصل المدعوين فى الساعة الواحدة ونصف إلى المنصة الرئيسية بمنطقة نمرة 6 فى القطاع الأوسط وعلى الضفة الشرقية للقناة الجديدة بعد أن عبروا كوبرى السلام. وفى الثالثة عصرا تحرك الملوك والأمراء والرؤساء، الذين لم يرافقوا الرئيس السيسى، على يخت المحروسة من مقر إقامتهم بجزيرة الفرسان بالإسماعيلية فى الثالثة والربع متوجهين لمقر الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة عن طريق اللانشات البحرية. كانت وفود الملوك والأمراء والرؤساء، الذين لم يصاحبوا الرئيس السيسى على يخت المحروسة قد بدأوا التحرك من مقر إقامتهم المؤقتة بجزيرة الفرسان تجاه مقر الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة عن طريق اللانشات البحرية، وسط حراسة أمنية مشددة حلقت تشكيلات جوية مصرية، فوق الموكب البحرى للرئيس السيسى الذى يستقل يخت المحروسة بقناة السويس فى طريقه للمنصة الرئيسية لحفل افتتاح قناة السويس الجديدة، وتسير فرقاطة أمام اليخت وفرقاطة خلفه، ولنشات قطر ولنشات تأمين وطائرات إسعاف وطائرات «أواكس» المخصصة للتشويش. ورافقت قوارب حربية اليخت الملكى «المحروسة»، الذى استقله الرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث سارت 5 قوارب على يمين المحروسة و5 على اليسار. كما رافقت المحروسة فرقاطة «فريم» الفرنسية والتى تسلمتها مصر لتعزيز أمن قناة السويس الجديدة. فيما حلقت فى سماء القناة العديد من المروحيات الحربية وطائرات الاستطلاع لتأمين حفل الافتتاح. وقد حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على التلويح للمواطنين المشاركين فى حضور حفل الافتتاح وتحيتهم. ورافق الرئيس على متن اليخت عدد من المواطنين الذين حملوا الأعلام المصرية. توجه الرئيس إلى صالون الاستقبال الرئاسى عقب الجولة البحرية التى أجراها فى المجرى الملاحى لقناة السويس الجديدة على متن اليخت المحروسة، وذلك لاستقبال ملوك ورؤساء وأمراء الدول الشقيقة والصديقة ورؤساء الحكومات المشاركين فى الاحتفال، كما تم التقاط صورة تذكارية للسيد الرئيس ومختلف زعماء العالم المشاركين فى الاحتفال الذى شهد مشاركة دولية مكثفة. وتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، بالتحية للمشاركية فى حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، قائلاً «مبروك عليكم، كما ظهر المشير محمد حسين طنطاوى وزير الدفاع الأسبق، فى حفل افتتاح قناة السويس الجديدة بجوار الفريق أول صدقى صبحى وزير الدفاع والإنتاج الحربى الحالى، حيث دار حديث جانبى بين وزيرى الدفاع الحالى والأسبق، حيث وقف الرئيس عبد الفتاح السيسى أمام المشير محمد طنطاوى وصافحه قبل صعوده إلى المنصة الرئيسية، لبدء مراسم افتتاح قناة السويس الجديدة. وشارك بالحفل زعماء وملوك العالم والوفود العربية والأوروبية والإفريقية والآسيوية فى حفل افتتاح قناة السويس الجديدة اليوم بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسى. كما شارك المستشار عدلى منصور، رئيس مصر السابق، والدكتور كمال الجنزورى، رئيس وزراء مصر الأسبق، والشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والبابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، واللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، وعمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، وسامح شكرى وزير الخارجية وكامل الوزيرى، رئيس الهيئة الهندسية، وحسب الله الكفراوى، ومحمود أباظة وهشام رامز، محافظ البنك المركزى. كما حضر الافتتاح الدكتور مجدى يعقوب، والدكتور أحمد زويل، ولفيف من كبار الإعلاميين والوزراء، فى حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، كما شهد الحفل مشاركة وزراء التموين والصحة والتخطيط، والاستثمار، والكهرباء، بالإضافة للسفير علاء يوسف، المتحدث باسم الرئاسة، بالإضافة لزعماء وملوك العالم والوفود العربية والأوروبية والأفريقية والآسيوية، والشيخ سلطان الجابر، وزير الدولة الإماراتى، والذين حضروا لحفل الافتتاح بدعوة من الرئيس السيسى. وقد توجه الرئيس عقب ذلك إلى المنصة الرئيسية للاحتفال حيث أدى حرس الشرف التحية وعزفت الموسيقى السلام الوطني، فى مستهل وقائع الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة. وقد ألقى الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس كلمةً دعا فى نهايتها الرئيس لتوقيع وثيقة تشغيل القناة الجديدة. أكد الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، أن الشعب المصرى سطر رحلة كفاح جديدة من أجل الوطن ومستقبل شعوب العالم بإتمام إنجاز قناة السويس الجديدة كما فعل أجداده فى القرن قبل الماضى. وقال مميش، خلال كلمتة فى حفل الافتتاح لقناة السويس، إن شعب مصر العظيم مصر مهد الحضارة وأرض المحبة والسلام قناة السويس رمز التحدى والكفاح فى شريان الحياة لمصر وللعالم. واستشهد مميش ببيت أبو القاسم الشابي»إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر.. ولا بد لليل أن ينجلي.. ولا بد للقيد أن ينكسر»، فها هو الشعب المصرى أراد الشعب فى 25 يناير و30 يونيو، وأشرقت شمس الحرية وانكسر قيد التعصب والتخلف وانطلقت مصر بطوائفها وجيشها العظيم وشعبها الذى التف حول قائده، ها نحن اليوم نحتفل بأولى خطوات أو مشروع قومى عملاق فى مصر فى القرن الواحد والعشرين ليكون شرانا للحياة لمصر وللعالم فهو إنجاز غير مسبوق. وتابع رئيس هيئة قناة السويس، «طبقا لأومر الشعب وأوامر الرئيس ضرب العمال مثالا للجدية والانضباط فقد وعدنا فأوفينا الوعد وعاهدنا ووفينا العهد وها نحن اليوم نسلم الهدية لمصر وللعالم أجمع». ووجه مميش رسالة قائلاً: «كانت لتوجيهاتك المستنيرة ودعم الشعب والحكومة طوال مدة تنفيذ المشروع أكبر الأثر على سرعة الإنجاز فى الوقت المحدد، كان التحدى شعارنا وتشابكت الأيدى وتعانقت العقول لإنجاز العمل فى الوقت المحدد». واستطرد ممشيش قائلا : منذ لحظة تفجير الساتر الترابى لم يتوقف العمل حتى عبور أول سفينة لتجربة القناة، إنهم المصريين الأكفاء الذين واصلوا العمل ليلا ونهارا ونعدكم أن لا نتوقف عند هذا الإنجاز، وكان الأمر أن نبدأ من غد، تنفيذ مشروع تنمية قناة السويس.. فلا وقت لنضيعه فمصر تنتظر الكثير من أبنائها فلنحمل معاول البناء ونترك معاول الهدم فمصر لا تهدم إلا على أجسادنا. ووجه مميش الشكر لكل من شارك فى عملية الحفر وإتمام المشروع قائلا: «كل الشكر لمن شارك بالعمل، كما انجلى روح الوحدة الوطنية خلال مراحل العمل.. أتوجه بالشكر للقوات المسلحة والعاملين بهيئة قناة السويس وشركات التكريك فى المشروع». واستطرد: «سيادة الرئيس لقد كان حلم فخاطر فاحتمال فأضحى واقعا. وفقكم الله لما فيه خير مصر والمصريين فسر على بركة الله فشعب مصر يساندك ولا أستطيع إلا أن أقول تنفذ يا أفندم كما أخبرنا سيادتكم العام الماضي.. ها نحن بعد مرور عام للتوقيع على وثيقة أمر بدء تشغيل قناة السويس الجديدة. وألقى الرئيس كلمة افتتاح قناة السويس الجديدة وقد تزامن مع انتهاء كلمة الرئيس ظهور قافلتى الشمال والجنوب بالقناتين الجديدة والقديمة، وقيام طائرات «الرافال» و»إف - 16» بالعروض الجوية. وقد تم اختتام مراسم الاحتفال بالضفة الشرقية للقناة الجديدة، على أن يتم الالتقاء مجدداً بالحفل الفنى بالضفة الغربية لقناة السويس. عقب انتهاء الجزء الأول من الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة، الخميس 6 أغسطس 2015، عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، عدة لقاءات ثنائية مع عدد من رؤساء الدول، والحكومات الذين حضروا حفل الافتتاح. حيث قدموا جميعا للرئيس وللشعب المصرى التهنئة بمناسبة افتتاح القناة الجديدة وإنجازها خلال عام واحد فقط، معتبرين ذلك أمراً غير مسبوق، ومنوهين إلى ما تمثله القناة من إضافة إيجابية ستساهم فى تعزيز حركة التجارة الدولية وستزيد من معدلات التبادل التجارى والتواصل الحضارى بين الدول والشعوب. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية، بأن تلك اللقاءات شملت اجتماعا ثنائيا مع الرئيس الفرنسى «فرانسوا أولاند» على متن «لنش بحري»، حيث تم خلال اللقاء استعراض سبل تعزيز ودعم العلاقات الثنائية بين البلدين والتى تشهد فى المرحلة الراهنة تنامياً ملحوظاً فى كافة المجالات، وهو التنامى الذى انعكست ملامحه فى العديد من أوجه التعاون القائم بين البلدين فى شتى الأصعدة. كما أعرب الرئيس عن تقدير مصر، حكومةً وشعباً، لحرص الرئيس «أولاند» على المشاركة شخصياً فى حفل افتتاح القناة الجديدة، تدعيما لأواصر الصداقة بين البلدين، وانعكاسا للدور التاريخى لفرنسا فى حفر قناة السويس التى جاءت بناء على مقترح فرنسي. وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس التقى برئيس الوزراء الروسى «ديمترى ميدفيديف» الذى نقل إلى الرئيس تحيات وتهنئة الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين» بافتتاح القناة الجديدة، مشيداً بعزيمة الشعب المصري، وإرادته القوية التى مكنته من إنجاز مثل هذا المشروع الضخم فى فترة زمنية وجيزة. وأوضح رئيس الوزراء الروسى أنه لمس بنفسه مدى سعادة وفخر الشعب المصرى بهذا الانجاز الرائع من خلال الاحتفالات الشعبية التى شاهدها فى الشوارع والميادين المؤدية إلى مقر الاحتفال. كما شهد اللقاء استعراضا لمختلف جوانب العلاقات الثنائية التى يثمنها البلدان كثيرا، وسبل تعزيزها وتنميتها فى مختلف المجالات، وتم الاتفاق خلال اللقاء على تعزيز التعاون بين البلدين فى المرحلة المقبلة والوصول بالعلاقات الثنائية إلى مستويات أرحب من التعاون الاستراتيجى. وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس التقى كذلك مع رئيس وزراء اليونان اليكسس تسيبراس، حيث تم التباحث فى سبل تطوير العلاقات والتعاون بين البلدين سواء على المستوى الثنائى أو المتوسطى. كما تم الاتفاق على زيادة مشاركة الشركات اليونانية فى المشروعات الكبرى التى تدشنها وتنفذها مصر فى مرحلة البناء الراهنة بما يدعم التعاون الاقتصادى والاستثمارى بين البلدين. كما وجه رئيس الوزراء اليونانى الدعوة إلى الرئيس لإجراء زيارة إلى اليونان تدعيماً لأواصر علاقات التعاون التى تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين، موضحاً أنه سيتخللها عقد قمة ثلاثية بين زعماء مصر وقبرص واليونان، وذلك فى إطار آلية القمة الثلاثية التى تجمع بين الدول الثلاث وأهمية الحفاظ على دورية انعقادها تعزيزاً للتعاون المتوسطى ولاسيما فى منطقة شرق المتوسط، واستمراراً للتباحث والتشاور بين الدول الثلاث فى العديد من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأشار المتحدث الرسمى إلى أن الرئيس التقى عبد القادر بن صالح، رئيس مجلس الأمة الجزائري، الذى سلم الرئيس رسالة خطية من الرئيس الجزائرى «عبد العزيز بو تفليقة»، عبر خلالها عن فخره واعتزازه بافتتاح قناة السويس الجديدة معتبرا إياها انجازا عظيما ستكون له آثاره الايجابية على مصر والعالم بما ستتيحه من تيسير لحركة الملاحة البحرية الدولية، فى ظل النمو المضطرد والمتوقع لحجم التجارة العالمية، وما يفتحه من آفاق واعدة للاقتصاد المصري، ويؤهل منطقة القناة لتصبح مركزا تجاريا ولوجستيا عالميا. كما أعرب الرئيس الجزائرى فى رسالته عن الاعتزاز والارتياح لمستوى علاقات التعاون القائمة بين البلدين فى كافة المجالات، مؤكداً حرص الجزائر الدائم على تعزيزها والارتقاء بها إلى آفاق أرحب، بما يساهم فى الحفاظ على الأمن والاستقرار فى البلدين والمنطقة العربية. وقد أكد الرئيس على عمق علاقات الأخوة والتعاون التى تجمع بين مصر والجزائر، وأهمية العمل على تعزيزها وتنميتها فى مختلف المجالات بما يساهم فى تحقيق مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين والأمة العربية.