على الرغم من محاولات تحسين مستوى الأوضاع فى اليمن والوصول إلى هدنة شاملة إلا أن جماعة الحوثى وصالح مازالت تعمل فى تصعيد الأوضاع وعليه من المتوقع أن تشهد الأسابيع المقبلة تطورات جديدة لصالح الشرعية فى اليمن، حيث تظهر تحالفات جديدة مؤيدة لاستقرار اليمن واستعادة مؤسسات الدولة المخطوفة منذ سنوات لصالح شخصيات سياسية بعينها ويحاول المبعوث الأممى لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد من خلال مشاورات فى عواصم مؤثرة منها الرياض والقاهرة وصنعاء دعم فكرة اليمن أولا ومحاولة إنقاذها ويبقى التعامل مع الأطراف الإقليمية التى تدعم عدم استقرار اليمن.وكذلك دور الأممالمتحدة فى فرض عقوبات على الأطراف التى تعطل الحل فى اليمن وكان السفير عبد الله المعلم مندوب السعودية فى الأممالمتحدة، قد أوضح موقف المملكة بأنها مع تحسين الوضع الأمنى والمدنى واستقرار اليمن والهدن الإنسانية مع حق الرد ضد أية اختراقات يقوم بها جماعة الحوثى والمتحالفين معه. بدأت مهمة المبعوث الأممى إسماعيل ولد الشيخ أحمد بعقد مشاورات مع الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى، وكذلك عدد من العواصم حول إمكانية تنفيذ وقف شامل لإطلاق النار فى واستئناف العملية السياسية، بالتزامن مع إعلان قوات التحالف بقيادة السعودية هدنة إنسانية، من طرف واحد مدتها خمسة أيام وتنتهى اليوم. وقد شارك فى المباحثات نائب الرئيس، رئيس الوزراء خالد بحاح والتى ركزت حول بحث آلية لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولى 2216 الذى يلزم الحوثيين وحلفائهم بوقف العنف وتسليم المؤسسات للسلطة الشرعية والانسحاب من المدن التى سيطروا عليها تباعا منذ منتصف العام الماضى. وقد وجه هادى الدعوة للمبعوث الأممى لزيارة مدينة عدن التى أعلنت الحكومة اليمنية المدعومة من المجتمع الدولى تحريرها قبل أيام، للوقوف على حجم الدمار الذى لحق بالمدينة جراء «الحرب الظالمة من قبل المليشيات الحوثية». ولد الشيخ احمد، أعرب عن تطلعه لزيارة فى القريب العاجل وأن يتحقق السلام فى بعد وقف دائم لإطلاق النار والعودة للحوار فى إطار تطبيق قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة. وخلال لقائه مع الأمين العام لجامعة الدول العربية شدد البمعوث الأممى لليمن ولد شيخ على أهمية التوصل إلى هدنة دائمة فى حالة التزام جماعة الحوثى بها، ولكن لليوم ترفض الهدنة الإنسانية التى أعلنت قوات التحالف بدء سريانها من طرف واحد، ويقولون إنها لا تعنيهم. وأنهم لا يقبلون هذه الهدنة ولن يتعاملوا معها ب»إيجابية على الإطلاق». لذلك كان الموقف الرسمى للحكومة الشرعية فى اليمن أنهم يستمرون فى الهدنة وفى نفس الوقت يتعاملوا مع أعمال العنف التى يقوم بها جماعة الحوثى، وقد سبق لجامعة الدول العربية الترحيب بالهدنة الإنسانية التى دخلت حيز التنفيذ منتصف ليل الأحد- الماضى مطالبة جماعة الحوثيين باحترامها. وكذلك أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد اللطيف الزيانى الذى أعرب عن أمله فى احترام الحوثيين وحلفائهم للهدنة الإنسانية التى أعلنتها قوات التحالف العربى. وقال الزيانى قال خلال لقائه مع وزير حقوق الإنسان عز الدين الأصبحى إن احترام الهدنة سيتيح للمنظمات الإنسانية إيصال مساعدات الإغاثة إلى كافة المحافظات بعد إعادة تشغيل مطار وميناء عدن. إلى ذلك واصلت المملكة العربية السعودية إيفاد وصول سفينة إغاثة إلى ميناء عدن تحمل 4 آلاف طن من المساعدات الإنسانية المقدمة من مركز الملك سلمان، هى الأولى التى تصل إلى ميناء المدينة الرئيسى الذى تم تعليق نشاطه الملاحى، إثر اجتياح الحوثيين للمدينة فى مارس الماضى. وفى الأممالمتحدة اتهم مندوب اليمن لديها خالد اليمانى، ميليشيات الحوثيين وقوات الرئيس السابق على عبد الله صالح، بخرق كل الهدن الإنسانية التى تم الاتفاق عليها مؤخرا. وأكد اليمانى خلال جلسة لمجلس الأمن الدولى، أن الحكومة اليمنية سلمت كل دول المجلس تقريرا عن خروقات الحوثيين وقوات صالح للهدنة الإنسانية الأخيرة. وأضاف مندوب اليمن، أن تحرير مدينة عدن من الحوثيين وقوات صالح «شكل خطوة فى اتجاه عودة الحكومة الشرعية لمباشرة مهامها، ومباشرة الضغط على القوى الانقلابية، وناشد اليمانى مجلس الأمن «ممارسة المزيد من الضغط على الحوثيين، كى يحترموا قرار الأممالمتحدة 2216»، الذى يطلب من المتمردين الانسحاب من الأراضى التى احتلوها. يذكر أن الهدنة التى أعلنها التحالف العربى الذى تقوده السعودية، لم تصمد واستؤنف القتال فى عدة مناطق يمنية بين المتمردين الحوثيين وحلفائهم من جهة، وقوات المقاومة الشعبية المؤيدة للرئيس عبد ربه منصور هادى من جهة أخرى وكان وزير الخارجية اليمنى رياض ياسين قد أعلن أن الانتصارات التى حققتها المقاومة الشعبية، والقوات اليمنية، فى عدن تطبيق للقرار الدولى 2216، مطالبا إيران بالكف عن دعم الميلشيات ووقف تدخلها فى كل من اليمن والبحرين وسوريا. وأضاف ياسين أن طموح إيران يتمثل فى أن تجعل اليمن دولة تابعة، كما فى العراق ولبنان». وأشار إلى القلق من عقلية طهران المتمثلة فى الاستمرار بتصدير الثورة، موضحا أنها ستكون تحت المراقبة بعد الاتفاق النووى. وفيما يتعلق بانتهاك ميلشييات الحوثى وصالح للهدنة للمرة الثالثة على التوالى ، قال وزير الخارجية اليمنى إن الميلشيات تستغل الهدنة كل مرة، ولا تختلف عن تنظيم القاعدة وداعش وجماعة بوكو حرام. وأكد وزير الخارجية اليمنى على أن الحوار لا يفرض بقوة السلاح، ولن يكون هناك حوار سياسى فى اليمن، إلا بعد انسحاب ميليشيات الحوثى من المدن التى سيطرت عليها. على الصعيد الميدانى قال مصدر قبلى يمنى، إن المقاومة الشعبية أحرزت تقدماً كبيراً نحو المواقع التى كانت فى قبضة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق على صالح بمدينة أبين جنوبى اليمن. وأوضح أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الطرفين، استطاعت من خلالها المقاومة السيطرة على مدينة العين «ما يعنى قطعها طريق إمداد الحوثيين وقوات صالح الواصل بين محافظة البيضاء الواقعة وسط اليمن ومحافظة عدن الجنوبية». وأوضحت المصادر، أن عشرات القتلى والجرحى من الحوثيين سقطوا خلال تلك المواجهات، إلى جانب مقتل اثنين من رجال المقاومة وإصابة ستة آخرين. وأشارت المصادر إلى أن المقاومة أيضًا استطاعت السيطرة على عدد من الجبال الاستراتيجية المطلة على مدينة لودر ثانى أكبر مدن أبين، وحاصرت الحوثيين وقوات صالح بداخلها من جميع الاتجاهات.