سريعا انطلقت معركة تحرير الأنبار التى سقطت فى براثن تنظيم داعش منتصف الشهر الماضى، إذ بدأت القوات العراقية ومعها قوات الحشد الشعبى تساندها العشائر بالأنبار خوض غمار المعركة الشرسة حيث تقدمت القوات الأمنية فى الأنبار من ثلاثة محاور باتجاه مركز مدينة الرمادى فيما بدأت القوات الأمنية والحشد الشعبى عملية واسعة النطاق ضد التنظيم فى قاطع صلاح الدين بالتزامن مع وصول قوات أخرى إلى مشارف ناحية الصينية فى قضاء بيجى. وبحسب قاده عسكريين فإن خطة تحرير الأنبار تتركز على خنق أعضاء التنظيم وحصارهم من كافة الاتجاهات لقطع كافه وسائل الإمدادات لهم فالقوات الأمنية تقدمت من محاور حى الجامعة والخمسة كيلو واطراف الرمادى باتجاه مركز المدينة كما تتقدم قوات الحشد الشعبى بمساعدة من العشائر العراقية من الجهة الجنوبية الغربية لمدينة الرمادى وتم تحرير أجزاء كبيرة من مجمع التأميم الذى يشرف على مناطق واسعة من الرمادى وساعد تقدم القوات فى تحرير مناطق واسعة فى أطراف الرمادى ولم تتبق إلا بعض المناطق ومركز المدينة فهناك ثلاث مناطق فقط تفصل القوات الأمنية والحشد الشعبى عن تطهير كامل ناحية الكرمة التابعة لقضاء الفلوجة شرق مدينة الرمادى فالقوات تطوق الكرمة تمهيدا لانطلاق العمليات العسكرية لتطهير المنطقة بالكامل فضلًا عن السيطرة على طرق استراتيجية ومناطق واسعة فى صلاح الدين وصولا إلى الأنبار. وشدد قائد شرطة الأنبار هادى رزيج على أن عمليات تحرير الرمادى تسير بانسيابية عالية صوب تحقيق أهدافها وفق خطط مرسومة لاقتحام مركز المدينة مبينا أن القوات المشتركة تحاصر الرمادى من محاور عدة وأغلقت جميع منافذ هروب الدواعش وتدمير 130 محطة اتصال متنقلة لهم مع تواصل عملية إعادة تأهيل الشرطة المحلية للسيطرة على الأرض المحررة. وأعطى التقدم الواضح والسريع للقوات الأمنية بمساندة شعبية اليقين الكامل لمنسق التحالف الدولى لمحاربة «داعش» الجنرال جون آلن بتأكيده قرب استعادة هذه القوات لمدينة الرمادى مرجحًا أن تستعيد القوات العراقية السيطرة على مدينة الرمادى فى وقت قريب، لافتًا إلى أن هناك مجموعات من القوات العراقية تتقدم حاليًا باتجاه الرمادى رافضا تشبيه ما حدث فى الرمادى بما حدث فى الموصل، مذكرًا أن القوات العراقية صمدت فى الدفاع عن الأنبار 18 شهرًا لكن نقص الإمدادات جعلها تجرى انسحابا تكتيكيا من المدينة بعد موجة من الهجمات الانتحارية ورأى أن استراتيجية الولاياتالمتحدة فى التصدى لعصابات داعش لم تفشل على الرغم من سيطرتها على مساحات فى كل من سورياوالعراق. وفى سياق متصل أعلنت لجنة الأمن والدفاع النيابية بمجلس النواب العراقى أن التحقيق فى سقوط الأنبار سيشمل القادة الأمنيين مهما علت رتبهم وأن الحكومة عازمة على محاسبة المتخاذلين والمتسببين فى سقوط الأنبار لا سيما وأن هناك الكثير من الطروحات والشكوك بوجود تواطؤ من قبل بعض الجهات الأمنية وبعض القادة الميدانيين الموجودين فى الأنبار وطالبت اللجنه الحكومة بفتح تحقيق بشأن الأسباب التى أدت إلى انسحاب القوات فى الأنبار وأسباب الخروقات الأمنية وتزويد اللجنة بنتائج التحقيق وسيتم استدعاء قائد العمليات وقائد الشرطة الاتحادية فى الانبار إضافة إلى مسئولين فى الحكومة المحلية من أجل الاستفسار عن الأسباب التى أدت إلى حصول الانهيار الأمنى فى الأنبار. وجاء سقوط الرمادى ليعزز الاعتقاد بأن الحشد الشعبى هو القوة الأكثر قدرة على محاربة ذلك التنظيم المتطرف لاسيما بعد سلسلة الانتصارات التى حققها ضد داعش وآخرها معركه تحرير تكريت وليثبت فشل الاستراتيجية الأمريكية فى محاربة داعش ويرى مسئوليين عراقيين أن الأمريكان أصروا على اعتقادهم بأن قبائل الرمادى بإمكانها محاربة مسلحى «داعش» مع دعم من الجيش والشرطة لهم رافضة فى الوقت نفسه إرسال فصائل الحشد الشعبى إلى الرمادى خوفاً من نشوب حرب طائفية فى تلك المدينة حسبما تدعى. ودوليا جاء تقدم تنظيم داعش وسيطرته على مناطق كبيرة بالعراقوسوريا إلى عقد التحالف الدولى ضد تنظيم الدولة الإسلامية اجتماعا فى باريس ضم 24 وزير وممثلا عن منظمات دولية برئاسة لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسى لوران لمراجعة استراتيجيته بعد النكسات فى العراقوسوريا وللتشديد على الحكومة العراقية بضرورة انتهاج سياسة جامعة للأطياف خاصة تجاه الأقلية العربية السنية ويرمى اجتماع باريس أيضا إلى تمرير رسالة قوية للحكومة العراقية بضرورة إشراك أوسع للسنة والأكراد فى مراكز القرار والقوات الأمنية. وقال منسق التحالف الدولى لمحاربة تنظيم داعش الجنرال جون آلن إن الولاياتالمتحدة ستضاعف من جهودها لإنجاح الحملة التى يشنها التحالف ضد داعش مؤكدًا «الالتزام» بمساعدة العراقيين لهزيمة التنظيم وأكد تأييد جهود حكومة حيدر العبادى الرامية لاستعادة الأراضى العراقية.