الملتقى الإعلامى العربى بدولة الكويت بدأ كمبادرة إعلامية عام 2003 بهدف خلق مناخ إعلامى عربى استراتيجى يلغى التناقضات العربية ويتفق على حد أدنى من التضامن فى محاولة لإدراك أخطار وآثار مظاهر النظريات النفسية والدعائية التى تُشن ضد الأمة العربية لفرض الأمر الواقع وتكريس الهيمنة الإعلامية للآخر، وهذا يتم من خلال ابتكار خطاب إعلامى متجدد يستطيع أن يقبل كل التيارات ويتفاعل معها ويفتح جميع الأبواب بشفافية تامة مع التأكيد على قيم الوحدة والمصلحة العُليا للأمة العربية والأمن القومى للوطن العربى ومحاربة عوامل التفرق والانقسام مع احترام الاختيارات الاجتماعية والسياسية لكل دولة عربية فى إطار من أخلاقيات وميثاق شرف يظلل الإعلام العربى ولا يحد من قدرته على التعبير والتطوير.. ويهدف الملتقى إلى تطوير الخطاب الإعلامى العربى وفتح الباب أمام جميع التيارات بلغة حوار راقية وبأدوات تكنولوجية حديثة لرسم رؤية متطورة للإعلام العربى ليس فقط باعتبارنا مستهلكين للمنتج الإعلامى ولكن أيضا كمشاركين فى خريطة الإعلام العربية والإقليمية.استطاع الملتقى فى دوراته السابقة أن يخلق مصداقية كبيرة للمناقشات والمحاور والتوصيات التى يخرج بها ليكون منبرًا يعبر عن طموحات وتحديات مستقبل الإعلام العربى، والملتقى الإعلامى العربى هو عضو مُراقب فى اللجنة الدائمة للإعلام العربى ومجلس وزراء الإعلام العرب بجامعة الدول العربية. وقد اختارت الهيئة التنفيذية للملتقى الإعلامى العربى فى دورته الثانية عشرة بدولة الكويت تحت رعاية الشيخ جابرالمبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الشهر الحالى قضايا التكنولوجيا المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعى والاتصال محورًا رئيسيًا، حيث انطلق الملتقى تحت شعار (إعلام التواصل.. وشبكات الاتصال) وشارك العديد من الإعلاميين والخبراء والمختصين فى جلسات ومناقشات تناولت العديد من المحاور المهمة حول الإعلام والتكنولوجيا ووسائل الاتصال والتواصل. qqq الملتقى الإعلامى العربى فى دورته الثانية عشرة دعوة لبحث تأثير وسائل التواصل الاجتماعى على أفكار وسلوكيات المجتمع، ولا شك أن الملتقى هذا العام قد تطرق إلى قضية إعلامية غاية فى الأهمية لما يشكله إعلام التواصل وشبكات الاتصال على أفكار وسلوكيات مجتمعاتنا وعلى الذهنية العربية فى المجمل وهو ما بدأ به حديثه ماضى الخميس الأمين العام للملتقى فى جلسة الافتتاح حيث أكد على أهمية شبكات الاتصال فى عالمنا المعاصر وأنها حلقة اتصال فاعلة بين المستخدمين للتعرف على آرائهم بشكل متواصل. وهو ما أكد عليه الشيخ سلمان الحمود وزير الإعلام ووزير الدولة للشباب فى كلمته فى افتتاح الملتقى منوها إلى أن التأثير الأكثر لوسائل التواصل الاجتماعى يكون على الفئات الشبابية حيث أثبتت الدراسات أنهم الأكثر تعاملاً واستخدامًا لوسائل الإعلام الجديدة.. لأنه فى ظل التحول الكبير الذى طرأ على صناعة الإعلام لم يعد بالإمكان اعتباره مجرد وسيلة لتوصيل خبر أو معلومة بل بوصفه قوة تثرى المعرفة وتؤثر فى اتجاهاتنا وتشكل منهجنا نحو الحياة ومتغيراتها إلى حد صناعة أنماط من السلوك الإنسانى تتفاعل مع محيطها الأسرى والمجتمعى سلبا وإيجابا.. وأشار الوزير فى كلمته إلى أن تلك الوسائل قد غيرت مضمون وشكل الإعلام الحديث، لكنها شكلت فى الوقت نفسه أخطر وسيلة اتصال وتواصل إعلامية لما تنقله من أفكار وثقافات بين المستخدمين أنفسهم. qqq وفى لقائى مع الشيخ سلمان الحمود وزير الإعلام الكويتى سألته كيف يكون للوزارة دور فاعل فى دعم هذه الميديا الجديدة المتمثلة فى شبكات التواصل الاجتماعى؟ أكد لى أن وزارة الإعلام الكويتية وإدراكًا منها بأهمية وخطورة وسائل التواصل وشبكات الاتصال قد واكبت التطور فى وسائل الإعلام الجديدة فبادرت إلى استحداث قطاع إعلامى جديد داخل الوزارة وهو قطاع (إعلام التواصل) الذى يمثل تجربة رائدة للمؤسسات الإعلامية بالمنطقة العربية من أجل وصول الخبر والمعلومة الحقيقية لمستخدمى هذا الإعلام الجديد.. مضيفا أن هذا القطاع من الميديا الجديدة سوف يكون على مستوى حديث فى عمله حيث يقوم برصد التفاعلات والآراء الموجودة على شبكات التواصل الاجتماعى للاستفادة منها فى توجيه العمل الإعلامى والاجتماعى والفنى.. qqq جلسات الملتقى تناولت الموضوع باستفاضة شديدة وشارك فيها إعلاميون وفنانون من مصر والعديد من الدول العربية. وفى الجلسة التى كان المتحدث فيها يسرى فودة والتى جاءت تحت عنوان: (عصف ذهنى - واقع ومستقبل الإعلام العربى) حدث مالا يحمد عقباه فالأستاذ يسرى عندما وجه إليه أحد الحضور سؤالا: لماذا أنت متغيب عن المشهد الإعلامى؟ كانت إجابته فض فوه: أنه لا يشرفنى أن أكون فى مشهد سياسى مصرى بهذا الشكل!! وقد انطلقت من مكانى لأرد عليه إلا أن زملائى من الإعلاميين منعونى حتى لا تحدث ضجة حول الموضوع تكون مثارًا للحديث داخل أروقة الملتقى.. وقمت بمغادرة القاعة وأثناء خروجى وجدت زملاء من الإعلاميين العرب الحاضرين يردون عليه مؤيدين لثوابت السياسة المصرية ويثنون على القيادة الحكيمة للرئيس السيسى فى هذه الفترة الحرجة فى تاريخ مصر فاكتفيت بشهادتهم ولم أرد إشعال الموقف أكثر من ذلك..! qqq وقد ركزت الوفود الإعلامية من مختلف الدول العربية على أهمية دور وسائل التواصل الاجتماعى فى عالمنا المعاصر.. من خلال جلسات المناقشة والتى جاءت عناوينها: (أخلاقيات وسائل التواصل – النوعية فى وسائل التواصل – التميز فى وسائل التواصل – المسئولين فى وسائل التواصل – فلسفة الصورة بألف كلمة). كما تضمنت الفعاليات جلسات حوارية حول تطور الإعلام فى ظل تطور التكنولوجيا ووسائل الاتصال – الصحافة بين الثابت والمتغير والإعلام وقضايا المجتمع. لا شك أن الملتقى الإعلامى العربى هذا العام قد استحدث عنوانا غير مسبوقا لجلساته.. والأكثر تميزا أنه ربط شبكات التواصل الاجتماعى – بالميديا الإعلامية كلها.. وأكد على أنها ميديا إعلامية جديدة دخلت حلبة المنافسة لا يجب إغفالها بل يجب النظر إليها والتأكيد دائما على أهميتها. شارك فى المناقشات من الوفد الإعلامى المصرى تامر أمين – عادل السنهورى مدير تحرير اليوم السابع – أحمد المسلمانى – صابرين - سامح الصريطى - والمصور الصحفى عادل مبارز وكاتب السطور. qqq وفى ختام الملتقى كان موعد اللقاء كعادته كل عام مع وزير الخارجية بدولة الكويت الشيخ صباح الخالد فى حوار مفتوح حول كل القضايا العربية والخليجية وما تعانيه منطقة الشرق الأوسط من الإرهاب المنظم.. بعد الحوار.. التقيت والشيخ صباح الخالد وكان سؤالى محددًا: كيف تقيّمون الدور المصرى فى عاصفة الحزم وأن مصر لم تتردد لحظة فى الوقوف بجانب أشقائها؟ كانت إجابته فورية وتلقائية حيث أجاب: بأن ذلك ليس مستغربا على أشقائنا فى مصر وهذا أملنا دائما فى أن يكون الدور القيادى والريادى فى مصر ركيزة واستقرارًا للمنطقة ونأمل أن يكون ما حدث فى مصر سحابة قد عبرتها تماما خلال السنوات الثلاث الماضية وأن تعود مصر إلى دورها الريادى. وفى قمة شرم الشيخ ترأست مصر القمة فى هذه الظروف واستطاعت أن تضع الأمور فى نصابها الصحيح وأن تضع البنية الملائمة للعمل العربى المشترك واستطاعت تفعيل معاهدة الدفاع العربى المشترك فى مواجهة جماعية لمخاطر الإرهاب – وهذا دور مصرى مُقدر بشكل كبير فى هذه المرحلة.. أستطيع أن أقول لك بكل صراحة إن أمن واستقرار المنطقة لا يقوم إلا من خلال دور مصر القيادى. qqq وقد حرص السفير المصرى فى دولة الكويت عبد الكريم سليمان على لقاء الوفد الإعلامى المصرى فى منزله وبحضور الزملاء الإعلاميين والصحفيين مديرى مكاتب الصحف والمجلات المصرية فى الكويت وعدد من الزملاء الصحفيين فى دولة الكويت. الحديث دار مع السفير عن الأوضاع السياسية والعلاقات الدبلوماسية والتاريخية بين مصر والكويت ووصفها وصفا، عندما قال إن العلاقة بين مصر والكويت – حكومة وشعبا – علاقة من نوع خاص تجد فيها الحب والتآخى والمودة الدائمة، مشيرًا إلى أن أعلى نسبة فى الجاليات موجودة فى الكويت هى الجالية المصرية التى أثبتت فعالياتها فى العمل هنا.. منوها إلى دور السفارة المصرية الدائم فى رعاية مصالح المصريين هنا ومحاولة تذليل العقبات التى تعترضهم كلما حدث ذلك ومؤكدًا دائما على مدى التعاون المشترك بين السفارة والحكومة الكويتية خاصة وزارة الخارجية فى إنهاء أى مشكلات تواجه العمالة المصرية فى دولة الكويت بكافة أنواعها. وإذ كان الملتقى من خلال مناقشته قد ركز على تأثير وسائل التواصل الاجتماعى على أفكار وسلوكيات المجتمع وما قاله وزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود من أن الدراسات قد أثبتت أن فئة الشباب هم الأكثر تعاملا وتفاعلا واستخداما لهذه الوسائل الجديدة – كان لابد أن أتعرف وأستمع إلى رؤية دولة الكويت حول الرعاية المقدمة للشباب وهنا كان لقائى الذى سعدت به مع الشيخ أحمد المنصور الصباح رئيس مجلس الإدارة والمدير العام للهيئة العامة للشباب والرياضة الذى التقيت به فى مكتبه من خلال دعوة كريمة للحديث حول دور الهيئة ومفهومها عن الشباب والرياضة فى دولة الكويت وهى الهيئة الرسمية المنوطة برعاية الشباب وتنمية مواهبهم، من خلال تطوير وتفعيل الأنشطة الشبابية والرياضية بجانب الاهتمام بالبحوث والدراسات التى تسهم فى الارتفاع بمستوى الشباب ثقافيا ورياضيا. والحقيقة منذ أن تولى الشيخ أحمد المنصور مسئولية الهيئة حرص على وضع أهداف محددة للعمل.. من خلال تنمية النشء فى إطار من القيم الدينية والخلقية وتنمية وتطوير برامج الشباب الرياضية.. وتدريب الشباب لإعدادهم للمساهمة فى مختلف خدمات العمل من خلال تنمية مواهبهم.. كذلك تهيئة كل السُبل لتنمية الشخصية وتعزيز روح الولاء للوطن والشعور القومى من خلال المنافسات الشريفة فى مجال الشباب والرياضة دوليا ومحليا. تحدث معى الشيخ أحمد المنصور عن لقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسى ووزراء الشباب والرياضة العرب خلال مؤتمر مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب فى دورته ال 38 بالقاهرة.. الأسبوع الأول من هذا الشهر – وقال: إن الرئيس السيسى رغم انشغالاته العديدة حرص على لقائنا لمدة قاربت من الساعتين. وهو اللقاء الذى أكد خلاله الرئيس السيسى على أهمية صياغة استراتيجية عربية لاستثمار طاقات الشباب العربى فى مختلف المجالات وعدم ترك الفرصة لملء أى فراغ لدى الشباب بأفكار هدامة أو مغلوطة.. مؤكدًا على أهمية تحصين عقول الشباب العربى.. منوهًا إلى تعاظم دور وزارات الشباب والرياضة فى المرحلة الراهنة فى ضوء حاجة الشباب العربى إلى جهود تلك الوزارات، إضافة إلى أهمية تبادل الزيارات بين الوفود الشبابية من مختلف الدول العربية بشكل منتظم للتعرف على خصوصية كل دولة وعاداتها وتقاليدها لتعميق أواصر العلاقات على المستوى الشعبى بين الشباب الذين يمثلون الأغلبية فى الشعوب العربية. الشيخ أحمد المنصور فى نهاية لقائه معى حملنى رسالة للمصريين: حافظوا على الرئيس السيسى، وقفوا بجانبه، فهو يريد الحفاظ على مصر، ومصر بدأت تعود فى عهد الرئيس السيسى إلى ريادتها - والحفاظ على مصر وأمنها واستقرارها هو حفاظ على الأمن العربى واستقراره - وهأنذا أنقل كلماته بالحرف الواحد مقدرًا مشاعره الصادقة.. ومقدرًا أيضا استقباله لى وحفاوة اللقاء الذى اختتمه بتقديم درع تذكارى لى يحمل نموذج سفينة شِراعية كويتية وتمثل جزءًا من تاريخ وحضارة دولة الكويت. وبدعوة من الزميلة الإعلامية المصرية بالكويت سهام عبدالغفار، كانت زيارتى إلى المقر الجديدة لقطاع الإعلام الخارجى الذى انتقل من مبنى وزارة الإعلام ليحتل طابقين فى برج الحمراء ويتم تجهيزه بكل وسائل التكنولوجيا الحديثة، وهو من القطاعات الحيوية والمهمة التى يفخر بها الإعلام الكويتى وهو القطاع المسئول عن تنظيم المؤتمرات التى تعقد فى الكويت والمسئول عن دعم الصحفيين والإعلاميين بكل ما يحتاجون إليه من مواد صحفية أو تليفزيونية أو وثائقية عن دولة الكويت. والقطاع ينقسم إلى جزءين - إدارة إعلام الدول العربية وهى المسئولة عن التواصل الدائم مع الصحفيين والإعلاميين فى المنطقة العربية، وإدارة إعلام الدول الأجنبية وتختص بالتواصل مع الإعلام الغربى والأمريكتين. وفى داخل إدارة إعلام الدول العربية كان لقائى مع الإعلامى مشعل الشهرى مراقب الإدارة العربية وهو من الشباب الذى دفع بهم الإعلام الكويتى لتولى مسئولية قيادية بهذا القطاع دار الحوار حول التطوير الذى حدث فى الإعلام الكويتى الفترة الماضية فى الفترة الماضية وخاصة فى مجال إعلام الدول العربية والذى أدى إلى نجاحات متلاحقة للمؤتمرات التى عقدت على أرض الكويت. التقيت أيضا بنماذج شابة كثيرة داخل هذا القطاع ومنهم الإعلامية ياسمين عبد الله الدمخى رئيس قسم الدعم الإدارى والمسئول عن الوفود الإعلامية والصحفية العربية التى تأتى للكويت من خلال المناسبات الوطنية والمؤتمرات والتواصل معهم لتقديم كل ما يحتاجونه من مواد إعلامية. qqq فى نهاية زيارتى لدولة الكويت وجهت لى قناة الشاهد الكويتية الدعوة لمدة ساعة على الهواء مع الإعلامى محمد الملا من خلال برنامجه (وجها لوجه) والذى يكتبه الإعلامى المصرى طارق الشاذلى، وهى من القنوات التى عندما تشاهدها تشعر أنك فى مصر من كثرة الأخبار التى تتحدث عن الشأن المصرى. دار الحوار حول مجريات الأحداث فى مصر.. سألنى: لماذا تهاجم الفضائيات الخاصة دائما الوضع فى مصر رغم رؤيتنا كإعلاميين عرب أن مصر قد بدأت انطلاقها فى مشاريع التنمية..؟ كانت إجابتى محددة: أن كثيرًا من القنوات الخاصة والمملوكة لرجال الأعمال هى نوافذ ومنافذ لإملاءات الغرب الذى لا يريد استقرار مصر، فى فترة الحكم العسكرى فى عهد المشير طنطاوى تم حجب جميع التمويلات الخارجية المشبوهة، وفى عهد الرئيس السيسى أغلق هذا الباب بالضبّة والمفتاح، وهناك جهات غير راضية عن استقرارك وانطلاقك فهل تصمت؟! بالطبع لا!! فهى تدخل إليك من خلال بعض القنوات التى تملك السيطرة عليها ومن خلال أشخاص بعينها لإثارة الفتن والقلائل لتهديد استقرار الوطن.