يتعامل الأطفال مع المحيطين بهم بحساسية مفرطة من ناحية العواطف والانفعالات والمشاعر ويقاس تقدم المجتمعات بقدر اهتمامها برعاية وتنشئة أطفالها. يقول د. جمال شفيق أحمد أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس ومقرر لجنة قطاع الطفولة ورياض الأطفال بالمجلس الأعلى للجامعات إن العوامل الوراثية والبيئية أثناء مرحلة الحمل والعوامل البيئية فيما بعد مرحلة الولادة هى أهم المخاطر التى تواجه الأطفال، مشيرًا إلى أن العوامل الوراثية هى نتيجة اختلاف بين الأبوين مما قد يؤدى إلى عدم نضج خلايا الدم، وكرات الدم الحمراء عند الجنين، وتلف المخ أو الضعف العقلى أو موت الجنين أو الاجهاض المبكر، بينما العوامل البيئية أثناء مرحلة الحمل هى: غذاء الأم الذى يعد مصدرًا للجنين ونقصه خاصة البروتينات والفيتامينات يؤدى إلى نقص جسمى لدى الجنين مثل فقر الدم أو الضعف العام وتأثر الجهاز العصبى والضعف العقلى والاضطرابات النفسية وضعف المناعة، مشيرًا إلى أن مرض الأم يؤثر على الجنين تأثيرًا شديدًا، فإذا تعرضت الأم الحامل للإصابة بمرض خطير مثل إصابتها بالزهرى يؤدى ذلك إلى إصابة الجنين بالضعف العقلى أو الصمم أو العمى، وإذا تعرضت الأم الحامل للإشعاع فإن ذلك يؤذى الجنين ويؤثر على جهازه العصبى مما يؤدى إلى الضعف العقلى أو التشوه الجسمى. إضافة إلى الحالة النفسية للأم الحامل من الشعور بالخوف والغضب والتوتر والقلق مما قد يؤدى لإثارة الجهاز العصبى واضطراب بإفراز الغدد وتغير التركيب الكيميائى للدم مما يؤثر على نمو الجنين، مؤكدًا أن عمر الأم المناسب للحمل هو من 20 - 35، حيث إن الحمل عند السن أقل من 20 سنة يؤدى إلى عدم نضج للجهاز التناسلى للأم. وعن العوامل البيئية فيما بعد مرحلة الولادة قال د.جمال شفيق مثل إصابة الأطفال بالأمراض المزمنة، حيث تؤكد تقديرات الدراسات الوبائية للأعراض المزمنة لدى الأطفال حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية بأنها لا تقل عن نسبة 15% من مجموع الأطفال فى البلاد المتقدمة كحد أدنى ولكنها ترتفع لتصل فى بعض البلدان النامية إلى نسبة 40% إضافة إلى أن نسبة حوالى 10% من عدد الأطفال المصابين يعانون من حالات حادة ومستمرة. لافتًا إلى أن الإصابة بالسموم هى السبب الثالث فى وفيات الأطفال وفى نسبة التردد على أقسام الطوارئ بالمستشفيات، مطالبًا بوقف تناول الأدوية كالاسبرين وأدوية الضغط والمهدئات والمقويات، حيث إنها فى مقدمة السموم التى تسبب الموت للأطفال، أيضًا الأنواع الجديدة من الأدوية طويلة المفعول وبطيئة الامتصاص قد تخدع ولا تظهر بوضوح الصورة الإكلينيكية للتسمم. وأوضح أستاذ علم النفس أن هناك نتائج مترتبة على حوادث الغرق والتى تؤثر بدورها على الجهاز العصبى والتنفسى والدورى للطفل، حيث إن حالات الغرق أو الموت المفاجئ التى تحدث بسبب هبوط فى الجهاز الدورى نتيجة الغمر بالماء البارد، لافتًا إلى أنه يجب الحذر عند تعليم الأطفال السباحة تحت سن الخامسة حتى لا يصابون بالإجهاد أو التسمم المائى, وحذر من أماكن اللعب وسقوط الأطفال، حيث يصاب الآلاف من الأطفال سنويًا خلال ممارستهم للعب فى النوادى، مؤكدًا أن أخطر الأدوات فى هذه الأماكن هى المراجيح وأجهزة التسلق، محذرًا أيضًا من خطورة واستخدام (المشايات) حيث تؤدى لحوادث وارتطام وانقلاب وإصابات وكسور بالرأس، وتطرق إلى خطورة استخدام (المشايات) فى تأخير نمو ملكات التوازن الطبيعى وبسط حركات الانعكاسات ورد الفعل التى تحمى الطفل من السقوط، وختم تحذيراته بتعرض الطفل للأضرار الجسمية أو العقلية أو الاعتداء الجنسى أو إساءة معاملته من الشخص المسئول عن رعايته أو إهماله بحيث يؤدى إلى أضرار بالطفل وتهديد صحته وسعادته.