تلاحقت الأحداث فى اليمن خلال الأسابيع القليلة الماضية وتسارعت خلال الاسبوع الماضى بعد إعلان جماعات الحوثيين سيطرتهم على عدن وخروج الرئيس الشرعى عبدربه منصور هادى منها إلى مكان آخر، ووسط تزايد المخاوف من سيطرة الحوثيين على الدولة اليمنية وتقسيمها بدعم من الرئيس المعزول على عبدالله صالح وبعض ميليشياته، كان طلب الرئيس الشرعى لليمن عبد ربه منصور هادى لدول مجلس التعاون الخليجى بضرورة التدخل العسكرى العربى لإنقاذ اليمن بمثابة الغطاء القانونى للتدخل العسكرى العربى حفاظا على اليمن السعيد. وكانت المملكة العربية السعودية قد أعلنت أسماء بعض الدول المشاركة فى العملية العسكرية التى أطلقتها باليمن ضد جماعة الحوثى، تحت اسم «عاصفة الحزم»، مؤكدة مشاركة الأردن والسودان والمغرب ومصر وباكستان، إلى جانب جميع الدول الخليجية باستثناء سلطنة عُمان. وكان البيت الأبيض قد أصدر بيانا بالتزامن مع بدء الضربات الجوية فى اليمن، أعلن فيه موافقة الرئيس باراك أوباما، على تقديم دعم لوجستى واستخباراتى لعملية «عاصفة الحزم» العسكرية فى اليمن، مؤكداً فى الوقت نفسه إدانة الولاياتالمتحدة بشدة للعمليات التى يقوم بها الحوثيون ضد الحكومة المنتخبة اليمنية، والتى تسببت فى «عدم الاستقرار والفوضى». وأوضحت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومى الأمريكي، برناديت ميهان، أن الولاياتالمتحدة «كانت على اتصال وثيق مع الرئيس عبد ربه منصور هادى والشركاء الإقليميين» مضيفة: «ردًا على تدهور الوضع الأمنى، فقد قامت دول مجلس التعاون الخليجى وحلفاؤها بعمل عسكرى للدفاع عن الحدود السعودية وحماية الحكومة اليمنية الشرعية.» وشددت المتحدثة على أن الولاياتالمتحدة «تنسق بشكل وثيق مع المملكة ودول مجلس التعاون الخليجى فى القضايا المتعلقة بالأمن والمصالح المشتركة» مضيفة: «ودعماً لإجراءات دول مجلس التعاون الخليجى.. وافق الرئيس أوباما على تقديم الدعم اللوجستى والاستخباراتى فى حين أن القوات الأمريكية لا تقوم بعمل عسكرى مباشر فى اليمن». قامت طائرات تحالف الدول الخليجية والعربية بقيادة المملكة العربية السعودية بقصف المواقع العسكرية والقيادية للحوثيين ضمن عملية «عاصفة الحزم» التى تستهدف دعم الشرعية فى اليمن وإنهاء التمرد فى البلاد. وشملت العمليات كافة أنحاء تواجد الحوثيين فى اليمن، وقد أدت إلى إغلاق أجواء البلاد وموانئها تماما. وشاركت فى الحملة بحسب مصادر عسكرية سعودية فى تصريحات ل «أكتوبر» نحو 189 طائرة من دول خليجية وعربية. وأشرف وزير الدفاع السعودى الأمير محمد بن سلمان على الضربة الجوية الأولى على معاقل الحوثيين، والتى نتج عنها تدمير الدفاعات الجوية الحوثية بالكامل وقاعدة الديلمى وبطاريات صواريخ سام و4 طائرات حربية، دون أى خسائر فى القوات الجوية السعودية. أما الأهداف التى تمت بموجب «عاصفة الحزم»، فشملت مواقع فى العاصمة صنعاء وفى عدن وصعدة شمالا ومحافظات لحج وأبين وغيرها. وطال القصف الجوى دار الرئاسة اليمنية التى اشتعلت فيها النيران جراء القصف، وغرفة العمليات المشتركة فى صنعاء، بالإضافة إلى معسكر السواد والشرطة العسكرية والقوات الخاصة وقوات الاحتياط ومنطقة الجراف بصنعاء. حظر جوى وبحرى وأفادت المصادرالعسكرية السعودية بأن الضربات الجوية على مواقع ومعاقل الحوثيين سوف تستمر وأن الطائرات تقوم بطلعات من عدة مطارات عسكرية بالمملكة وتشارك فيها أيضًا طائرات من التحالف. وأضافت أن «عاصفة الحزم» فرضت حظرًا جويًا على أجواء اليمن، بينما حذرت الرياض السفن من الاقتراب من الموانئ اليمنية. وأشارت إلى أن القوات السعودية قامت بإنشاء ساتر على طول الحدود مع اليمن بالتزامن مع الضربات الجوية. وأوضحت أن العملية العسكرية مستمرة، وأنه لا توجد مؤشرات على اقتراب توقفها، وأنها تحظى بقبول شعبى. وقالت المصادر إن السعودية بدأت ما يسمى «عاصفة الحزم» بحدود منتصف ليل الأربعاء الماضى بحسب التوقيت المحلى السعودي،وعقب صدور البيان المؤيد لذلك من مجلس التعاون الخليجى، حيث قامت الطائرات السعودية بقصف قواعد جوية فى اليمن، وتحديدًا بالقرب من صنعاء، حيث هزت انفجارات ضخمة مناطق بالقرب من مطار صنعاء. وأوضحت أن تحالفا من 10 دول يشارك فى العملية العسكرية فى اليمن جاء بموافقة الولاياتالمتحدة وأطراف دولية، كما جاء بعد مشاورات عدة. من جانبها اتهمت مصادر سياسية سعودية الحوثيين بإفشال جميع المساعى السياسية، مؤكدة أن الحوثيين يسيطرون على الكثير من الأسلحة الثقيلة وبإمكانهم السيطرة على صواريخ بالستية، موضحة أن التدخل العسكرى فى اليمن يهدف لمنع انهيار البلاد. الأمن القومى من جانبه قال اللواء نصر سالم الخبير الاستراتيجى ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية أن إيران لا يمكن لها أن تتدخل فى العمليات لأن لديها جبهتين مفتوحتين أحداهما فى سوريا والأخرى فى العراق وهى الجبهة الشمالية والشمالية الغربية وهما الأهم والأخطر بالنسبة لإيران فى الوقت الحالى. كما أن دخول إيران فى المواجهة الآن مع العرب يعد بمثابة انتحار، خاصة فى ظل الدعم الكامل من الدول الكبرى لهذه العمليات وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية والتى تقدم دعما لوجستيا واستخباراتيا ومعلوماتيا، كما أن دول حلف الأطلسى بالكامل تساند العمليات العسكرية التى تقودها المملكة العربية السعودية وروسيا أيضا. إذًا إيران سوف تجد نفسها فى مواجهة الجميع. وأضاف اللواء نصر سالم أن المشاركة فى هذه المعركة من قبل مصر تأتى فى إطار الحفاظ على الأمن القومى العربى والمصرى كما يمنع هذا خطرًا حاليًا وهو توسع الحوثيين وتقسيم اليمن وخطرًا قادمًا وهو السيطرة على مضيق باب المندب وهذا تهديد للامن القومى المصرى. وأكد مستشار أكاديمية ناصر العسكرية أن العمليات العسكرية الجوية الحالية رفعت الروح المعنوية لدى القبائل العربية اليمنية التى كانت فى مواجهة الحوثيين وميلشيات على عبدالله صالح. وحول إمكانية قيام قوات عربية بعمليات برية فى اليمن أكد اللواء نصر سالم أنه ربما يحدث ذلك إذا استدعى الأمر ولكن فى الوقت الحالى أعتقد أن العمليات تسير بشكل ناجح والعمليات الجوية تحقق نجاحًا قويًا والدليل أن العناصر الإيرانية الموجودة فى اليمن باتت تستغيث بإيران تطلب نجدتها لإخراجها من اليمن عقب الضربات الجوية مباشرة. وحول حجم المشاركة المصرية فى العمليات أشار إلى أن حجم المشاركة يأتى وفق تقدير ودراسة موقف استراتيجى مفصل لمسرح العمليات على الجبهة المصرية وفى كافة الاتجاهات وتحديد حجم القوات المطلوبة والمشاركة فى العمليات سواء على الاتجاه الاستراتيجى الشمال الشرقى أو الاتجاه الغربى ومن ثم يتم تحديد حجم القوات التى يمكن لها أن تشارك فى العمليات العسكرية باليمن. ولكن من المؤكد أن مصر تشارك عسكريا فى عملية عاصفة الحزم ولكن حجم القوات المشاركة بالضبط لم يعلن بعد.