تشرق شمس 21 مارس لتبشرنا ببدء الربيع ويشع فى نفوسنا عيدان.. العيد الأول لأمنا مصر احتفالًا بإعادة اكتشاف قدراتها على أرض شرم الشيخ بشهادة العالم كله على عبقرية الزمان والمكان والحضارة والمكانة وشرعية النظام.. وعيد آخر هو عيد الأم؛ سوف نستمع إلى شادية متعها الله بالصحة حينما تشدو بإبداع نداء للأم من أعماقها بصوت فيه تضاريس الأحاسيس صدقًا وتفاعلًا لقدسية الأم.. فى هذا اليوم نجد منحة إلهية لنبى البشر ينبوع الحب بداية الأمل..هل هى كتاب تفسير الحياة..هل هى الصلاة.. إنها الأم.. الفنانة العظيمة شادية لم تغن لملك أو رئيس لكنها غنت لمصر وقدراتها سطعت على الشاشة أكثر حينما أدت دور الأم الكسيرة فى «أرجوك لا تسألنى من أنا» وفى «المرأة المجهولة» وفى أغنية «ست الحبايب يا ضنايا إنت». فكرة عيد الأم دعا إليها أيقونة الصحافة العربية والمصرية على أمين عام 1955 حينما كتب يحكى عن سيدة حضرت إليه تشكى ابنها وكيف سهرت لليالى على تعليمه وبعد وفاة والداه وتخرجه تخلى عنها ولم يعد يزورها.. وقال على أمين لقد أبكتنى هذه السيدة وقررت أن أزورها من وقت لآخر وأكتب لابنها أناشده أن يزور أمه.. وفى اليوم التالى لنشر هذه المقالة التى أحدثت دويًا هائلًا فى المجتمع مما دعا على أمين بعد 24 ساعة يكتب لماذا لا نجعل هنا فى مصر يومًا نحتفل فيه بأمهاتنا.. ونشكرهن ولو بكلمة رقيقة.. واقترح يوم 21 مارس مع بداية الربيع وتفتح الزهور وترك الأمر للقراء..ووافقت الأغلبية أن يكون بداية الربيع عيد الأم وبدأت المحلات التجارية ومحلات الورود تتجمل لهدايا عيد الأم.. وظهر جيل من الدعاه المستنيرين يتحدثون عن فضل الأم فى خطبة الجمعة.. بل إن الدولة عام 1958 أعلنت رسميًا أن وزارة الداخلية ستوزع 3 جنيهات لكل أم تضع مولودها فى هذا اليوم.. ونفس الشىء وزارة الأوقاف.. وقررت وزارة التربية والتعليم أن يأتى الطلاب بهداياهم للمدارس التى يقومون بتقديمها للأم.. ولكن على أمين كتب يطالب بإلغاء هذه الفكرة حتى لا يشعر الأطفال بالفوارق الاجتماعية والطبقية فتتأذى نفوسهم.. وفى الستينيات تم منع عيد الأم رسميًا باعتباره فكرة رأسمالية هدفها خلق رواج فى السوق.. لكن الفكرة صمدت رغم نفى على أمين وسجن مصطفى أمين وانتشرت فى العالم العربى ودول الخليج العربى.. وحاولوا أن يحولوا العيد لعيد الأسرة لكن سقطت المحاولات وبقيت الأم فى شموخها وفى احتفالها فى ضمير الشعب.. وحاول البعض أن يكون هناك عيد للأب.. لكن لم تلق الفكرة رواجًا.. وبقيت الأم وعيدها رمورزًا للعرفان والعطاء والتضحية.. فالأم مفتاح الحنان والجنة تحت أقدامها!!.