تنتظر مدينة الموصل العراقية تحريرها من احتلال داعش بعمليات مشتركة بين القوات الأمريكيةوالعراقية والبشماركة وتعد عملية تحرير الموصل الدليل الوحيد الذى سيبرئ إدارة الرئيس أوباما من اتهامها بدعم داعش، فبعد سقوط الموصل فى يونيو الماضى والذى اعتبر أخطر حدث شهدته العراق منذ سقوط نظام صدام وضعت الولاياتالمتحدة خطة بالاشتراك مع القادة العراقيين لتحرير الموصل ومن المنتظر أن تواجه العملية عددًا من التحديات على رأسها عدم جاهزية الجيش العراقى والاختلاف فى المذهب بين أهل الموصل والقوات المشاركة فى تحريرها. وسيشارك فى عملية التحرير، بالإضافة إلى القوات الأمريكية 12 لواء عراقيًا أى ما بين 20 إلى 25 ألف مقاتل عراقى وبشماركى. ويرى المحللون أن داعش تحارب فى الفترة الأخيرة على ثلاث جبهات الأولى ضد القوات العراقية والكردية وضد القوات الجوية الأمريكية من جهه ثانية والنظام السورى من جهه ثالثة وهو الأمر الذى يراه البعض تحالفا ضمنيا بين الولاياتالمتحدة وسوريا ضد داعش. ومن المقرر فى حالة استرداد الموصل أن يديرها ضباط شرطة عراقيون سابقون من أبناء المدينة وقوات العشائر، ولواء من قوات مكافحة الإرهاب العراقية الذى ستدربه القوات الخاصة الأمريكية. وتواجه خطة استرداد الموصل عدة تحديات على رأسها احتمال أن يكون الكثير من الشوارع والمبانى مفخخة كذلك عدم قدرة الاستخبارات الأمريكية على التكهن إذا كان مقاتلو داعش سيرابطون فى المدينة للدفاع عنها أم سيخشون من التعرض للحصار، مما قد يدفعهم إلى الهروب. وصرح رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى أن القوات العراقية تخطط للهجوم على الموصل خلال الأشهر القليلة القادمة إلا أنه لم يحدد موعد الهجوم انتظارا لإنهاء الاستعدادات الفعلية على الأرض. وفى نفس الإطار، صرح رئيس مجلس النواب العراقى د. سليم الجبورى بعد لقائه مع قائد القوات الأمريكية لويد اوستن أن حسم معركة الموصل بمحافظة نينوى شمال غرب العراق من قبضة داعش أصبح وشيكا، خاصة بعد تحقيق انتصارات فى عدة أماكن. وأشار إلى ضرورة تأمين المناطق التى يتم تحريرها من داعش وإعادة إعمارها وتوفير الخدمات الأساسية لسكانها وهى محافظات الأنبار ونيونى ونينوى وصلاح الدين. وأثار إعلان الولاياتالمتحدة عن موعد معركة الموصل على الرغم أنه لم يتم استكمال التحضيرات الضرورية عددًا من التساؤلات حول مدى مصداقية الولاياتالمتحدة فى القضاء على داعش فى الوقت الذى شددت فيه رئيسة اللجنة الفرعية للمخصصات المالية للعمليات الخارجية فى مجلس النواب الأمريكى كاى جرانجر على ضرورة إعطاء الأولويات لتقديم أسلحة للأردن والأكراد العراقيين لقتال داعش وقد طرح الخبراء الأمريكيون عددًا من الأسباب للإعلان عن موعد العملية مسبقا منها زعزعة عزيمة مقاتلى داعش مما قد يدفع بعضهم للهرب مما يسهل مهمة القوات العراقية والبشماركة ودفع أهل الموصل للثورة ضدهم ومد يد العون للقوات البرية العراقية ضد داعش ورغم ذلك فقد أقر الخبراء أن هذا الأمر لن يمكن القوات المشاركة فى تحرير الموصل من يد داعش، كما أكدوا أن مقاتلى داعش لن يفروا، بل توقع البعض أنهم سوف يقومون بشن هجمات ضد القوات العراقية. تنتظر الموصل تحريرها من يد داعش فهل تنجح الاستراتيجية الأمريكية فى اختبار الموصل حتى تثبت للعالم أنها ليست داعمة لداعش؟.