من الحلول الدبلوماسية إلى تشديد العقوبات وصولا إلى الحرب، تعددت الخيارات التى وضعتها الدول الغربية للخروج من الأزمة الأوكرانية، وذلك على خلفية النزاع المسلح فى شرق أوكرانيا والذى قد يتصاعد مرة أخرى بالرغم من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار خلال قمة مينسك نهاية الأسبوع الماضى. وبينما تستمر الجهود الدبلوماسية واللقاءات المكثفة لإيجاد حل سلمى للأزمة تتزايد الدعوات، خاصة فى الولاياتالمتحدة، لتسليح حكومة كييف. وقد علقت صحيفة «نيويورك تايمز» على الأصوات المتعالية فى الولاياتالمتحدة لتسليح أوكرانيا بأنها مخطئة وأن السير فى هذا الطريق سيكون خطأ يؤثر على أمريكا وحلف شمال الأطلسى وأوكرانيا نفسها وأوضحت أن إرسال أسلحة إلى أوكرانيا لن ينقذ جيشها بل سيقود إلى التصعيد. كما انتقد الكاتب الأمريكى ميشيل جيه توتين دعوة تسليح أوكرانيا مشيرا إلى أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين حقق بالفعل هدفه الأساسى الذى يريده وأنه لا يسعى للمزيد فى اللحظة الراهنة ولكن إذا ما تدخلت أمريكا ولو بشكل غير مباشر فإن بوتين سيقدم على المزيد لأنه يريد أن ينتصر فى أوكرانيا أكثر مما تريد أمريكا كما أنه أكثر استعدادا لنشر قواته بشكل مباشر أكثر من أمريكا. هذا فى الوقت الذى أكد فيه الرئيس الأمريكى باراك أوباما أنه لا يحق لروسيا إعادة رسم خريطة أوروبا بالقوة مشيرا إلى أنه لم يتخذ قرارا بعد بإرسال أسلحة إلى أوكرانيا لمساعدتها فى قتالها ضد الانفصاليين لكن هذا الاحتمال من بين الخيارات التى تتم دراستها إذا ما فشلت الجهود للتوصل لحل سلمى للأزمة. وقد أيدت بولندا ودول البلطيق مساعدة كييف عسكريا وهو ما حذرت منه المستشارة الألمانية انجيلا ميركل وقالت إنه لن يحل الأزمة. كما أعلنت بريطانيا واسبانيا والسويد رفضها تزويد السلطات الأوكرانية بالأسلحة، وكذلك أعلن رئيس الوزراء المجرى يانوس لازار عدم نية بلاده تسليح أوكرانيا وأن بلاده لن تدعم سوى الخطوات الهادفة إلى الحل السلمى للنزاع. وتأتى هذه التصريحات فى وقت يبذل فيه قادة روسياوألمانيا وفرنسا جهودا من أجل تسوية الأزمة الأوكرانية دبلوماسيا. وقد وصفت افتتاحية صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية هذه المحادثات التى تبذلها ألمانيا وفرنسا لإعادة إحياء اتفاق مينسك المبرم فى سبتمبر الماضى بأنها بالغة الأهمية نظرا لخطورة الوضع فى شرق أوكرانيا الذى ينذر بمواجهة بين الغرب وروسيا واعتبرت أن ما يحدث هناك ليس صراعا مدنيا بل هو حرب تحمل فى طياتها خطر التصعيد إلى حريق مدمر يعم الجميع ورأت أن اتفاق مينسك قاعدة أساسية لهدنة قد تمهد الطريق لتسوية أوسع.