كتير .. كتير قوى قوى بتوه وأتوه ومش عارفه ليه بتوه وإيه اللى يخلى إنسانة زيى تتوه وعلشان إيه ومهما كانت الأسباب هذا لب الموضوع .. أهدافى فى الحياة مشروعة ومعروفة والخط اللى أنا رسماه لنفسى واضح ولا فيه أى غموض. . ولكن تهت تهت كتير تهت فى قلب الحياة ومع الحياة تهت مع الناس وبالناس تهت وشبعت توهان وأنا عارفة إنى تائهة وفاهمة إنى أنا فى عمق توهانى ولكن لا أعرف أخرج من التوهة بسرعة.. ولما ارجع لنفسى أدرك اننى أستيقظت خلاص.. وألوم نفسى وأجلدها وأحاسبها بسياط الندم وسياط الغضب وسياط الحزن على الوقت اللى راح من العمر.. دون تحقيق شىء يذكر. أسأل نفسى ليه أنا كنت تائهة وعلشان إيه.. هل التوهة دى كانت من أجل شىء يستاهل ولا وقت ضائع وانتهى. هى تسير إلى جوارى وأنا أحدثها عن شجونى وأحزانى وغضبى وهى تستمع بأنصات وكأنها تستوعب الدرس المستفاد من كل ما عانيت وكل ما جاهدت.. ردت علىٌ لماذا أنت غاضبة يمكن تكونى تهتى فترات عطلتك عن تحقيق بعض الأهداف، أخرتك شوية سنين لكن انت استطعت ان تفعلى أشياء فى سنين قليلة تأخذ من آخرين سنوات طوال.. قلت لها إذا كان الذكاء نعمة فهو كان بالنسبة لى نعمة ونقمة ربما لو إنى بنصف ذكاء لم يكن كثيرا من الناس انتبهوا لى لسرقة أحلامى أو المساهمة فى توهانى أو السعادة كل السعادة لأنى تائهة ولا دراية بما يحدث حولى.. ربما لأن أى نجاح كنت أحققه كان مبهرا لدرجة أنى مفروض بعده أتوه شوية وكأنى مفروض أنجح بالتقسيط . نعم أنا أعلم جيدا أنى أحيانا بتوه من أجل بعض الناس التى يجب أن أكون إلى جوارهم وأنسى نفسى شوية وهذا شىء لم يضايقنى لكن أنك تتوه وتنسى نفسك وتعيش فى مشاكل الآخرين وأحزانهم وعذاباتهم وتنسى مستقبلك وتنسى حياتك وتنسى همومك حتى. هذا شىء ليس له مكان فى هذه الحياة الآن .. من يفعل ذلك من أجلك حتى لو كان ابنك أو بنتك أو حتى أعز أصحابك .. الناس الآن كلها تلهث وتجرى من أجل لقمة العيش التى أصبح الحصول عليها فى منتهى الصعوبة الآن. ويضربون بعض بالأكتاف. ياه من الندم الذى يقتل الإنسان والغضب الذى يشل حركته .. الندم إحساس بغيض ومرير هل جربته.. جربت أنك تشعر أنك حبيت إنسانًا لم يكن يستحق مشاعرك. ولا اهتمامك ولا حتى دموع من أجله سالت على خدودك وألهبتها بملحها.. وتهت فى حبه وتهت مع مشاعرك اللى فى النهاية اكتشفت أنك مخدوع وأن مشاعرك اللى أنت صدقتها وأن الرجل اللى أنت وضعت فيه كل ثقتك كان كذباية مائلة وخائبة، والعمر انسرق منه شوية سنوات.. سنوات إيه ده عمر بحاله راح فى غمضة عين على الفاضى.. وخرجت من التجربة وأنت الخاسر حتى جهدك انسرق واتحبست أنت وانسجنت مع ذكريات الندم والغضب والحزن.. ما هى دى برضه كانت توهة؟ أحيانا ناس تتوه معاهم لكن يستاهلوا أنك تتوه من أجلهم وتبقى سعيد أنك معاهم لكن النهاية هم مش شاعرين بيك ولا عارفين إن التوهة معاهم ليست فى مصلحتك وأنها معطلاك عن حقيقة دورك فى الحياة وأنهم أخذوك من أشياء مهمة كان يجب أن تفعلها وتحصل عليها ولا تجد التقدير والتوهة هنا برضة ليس فيها مصلحتك إلا احساسك بالعطاء وربما تشعر ببعض السعادة التى لا تدوم. ولما ارجع من أى توهة؟ أقول خلاص لن تتكرر ولامرات أخرى، لكن تعود التوهة مرة أخرى مرات تنتهى سريعا ومرات تأخذنى لسنين وصعب افوق منها. لكن تقول إيه.. فى ناس كده دائما ليس لهم نصيب من الحلو من طعم الحلاوة فى الحلق. ليس لهم غير المرارة، المرارة التى ترشفها قطرة قطرة وأنت مش عارف أيه ده وليه ده. قلت لها يا ست أنا جيت الدنيا دى ليه ونحن سائرين فى الطريق اللى كان طريق واحد بالنسبة لنا أنا وهى، لكن الأيام والطمع والحسد طبعا فرق بيننا .. قلت لها أنا لا أعلم لماذا أنا بالذات اللى قدرى بينكم صار هكذا، طيب أنا فى هذه الدنيا ليه إذا كنت لم أفعل فيها شيئًا حقيقيًا أو حتى شيئًا تمنيته ما الضرورة أصلا لوجودى فى الحياة إذا لم يكن لحياتى معنى مهم .. نظرت لى نظرتها اللى تعودتها منها وهى فى حالة مفاجأة ثم قالت علشان الناس اللى حولك هذا هو دورك فى الحياة أن تفعلى لهم كل ما أرادوه وكل ما تمنوه وتتوهى بينهم وتنسى نفسك وتنشغلى بهم وتنسى اهتماماتك وتتوهى وتنسى أنك يجب أن تاخذى منهم بعض ما فعلت من أجلهم . وتتوهى وتنسى أيضا أنك صاحبة كل ما حصلوا عليه.. قلت لها والله لم أسأل ابدا ماذا حصل وماذا لم يحدث وماذا عندهم وليس عندى ولم أتمنى أى شىء من أحد منهم .. لكن أنا أرثى لحالى لماذا اتوه وأنسى أن دورى ليس هذا ولا ذاك وانما كان يجب أن أكون بقدر ما كانوا وبقدر ما فعلت لهم وهم تناسوا وتهت أنا وهم يعلمون أننى تائهة ولم يكلف أحد خاطره ليقول لى قف ضوء أحمر نوبة صحيان من فضلك كفاية اذهبى وأنت من الطلقاء.. قالت وماذا بعد؟ هززت رأسى، وهل هناك بعد يا سيدتى؟ العمر سار وسار وأقتربت الشيخوخة . هل يمكن البداية من جديد؟ هل الحياة حقيقة تبدأ بعد الستين، بعض الشعراء نبغوا بعد الستين، أعظم المؤلفات لبعض الأدباء والروايات كانت بعد الستين. أعظم المؤلفات الموسيقية والألحان أيضًا بعض الستين لما القنوط لما كان فى الماضى، اتركيه ذهب بما فيه من خير وشر واستقبلى الحياة والعمر القادم بنوبة صحيان وانت فى منتهى اليقظة والاستعداد للعمل بتفاؤل بنت العشرين ليه لا.. كل شىء ممكن يأتى مرة أخرى كما جاء من قبل وأنت تائهة لكن الآن الموضوع مختلف .. فى نوبة صحيان.