هل تنهى محادثات ثلاثة أيام فقط خلافات دامت 13عاما بين أفغانستان وجارتها اللدود باكستان؟ خاصة مع اقتراب انسحاب القوات الدولية من أفغانستان وحاجة كابول لإسلام آباد فى مواجهة طالبان. يعتبر محللون أن اختيار الرئيس الأفغانى أشرف غنى لإسلام آباد لتكون وجهته لأول زيارة خارجية منذ توليه منصبه فى سبتمبر الماضى مؤشرا مهما على تحسن العلاقات بين البلدين، وهو ما أقر به «غنى»، مشيرا إلى أهمية العلاقات الجيدة مع باكستان خاصة مع اقتراب إكمال القوات الدولية انسحابها من أفغانستان مما يضع على عاتق إسلام أباد مهمة التصدى لمسلحى طالبان. وأشار مسئولون باكستانيون، إلى أن أحد أهم أهداف زيارة الرئيس الأفغانى لإسلام آباد يتمثل فى حض باكستان على تسهيل عقد محادثات مباشرة بين الحكومة الأفغانية وطالبان لوضع حد للهجمات التى تشنها، وهو ما تعهد به رئيس الوزراء الباكستانى نواز شريف من دعم الرئيس الأفغانى فى مساعيه لجلب حركة طالبان لطاولة المفاوضات وذلك خلال الزيارة التى قام بها الرئيس الأفغانى خلال الأيام الماضية والتى اتفق فيها الجانبان على عدم السماح لأى شخص باستخدام أراضيهما ضد الآخر. كما اتفق الجانبان على زيادة التجارة بين البلدين إلى أكثر من الضعف ليصل إلى 5 مليارات دولار بحلول 2017 إضافة إلى تبسيط البروتوكولات الجمركية بين البلدين..إضافة إلى العمل معا على خط كهرباء (كاسا-1000) وخط أنابيب الغاز الذى تشارك فيه تركمانستانوأفغانستانوباكستانوالهند والبالغة تكلفته 7,6 مليار دولار حيث يهدف خط الأنابيب الذى يبلغ طوله 1800 كم إلى الربط بين حقول الغاز وسط آسيا وبين الأسواق المتعطشة للطاقة فى باكستانوالهند. وظل التوتر والشك المتبادل بين كابل وإسلام آباد سيد الموقف خلال ال13 عاما الماضية، حيث يتهم كل منهما الآخر باستضافة وتشجع متمردين معادين لها يعبرون الحدود وينفذون هجمات إرهابية، وكان الرئيس الأفغانى السابق حميد كرزاى اتهم باكستان مرارا وتكرارا باستخدامها المتطرفين لتحقيق أهدافها الخاصة فى أفغانستان. وتعد باكستان واحدة من ثلاث دول فقط كانت تعترف بنظام طالبان الذى أطيح به من السلطة فى أفغانستان عام 2001 بعد الغزو الذى قادته الولاياتالمتحدة، ومنذ ذلك الحين استخدم مقاتلو طالبان المناطق القبلية فى باكستان كقاعدة لشن هجمات تستهدف القوات الأفغانية وحلف الناتو. ورغم زيارات كرازاى المتكررة إلى باكستان إلا أن العلاقات بين البلدين لم تشهد تحسنا خلال السنوات ال13 التى قضاها فى السلطة حيث تتهم باكستان كابل بأنها لا تبذل ما يكفى من الجهود لإغلاق قواعد المسلحين على أراضيها والتى ينطلقون منها لمهاجمة أهداف باكستانية، كما تبدى باكستان قلقا بشأن نفوذ خصمها اللدود الهند فى أفغانستان، حيث تخشى محاصرة حدودها الغربية. وتعول حكومة نواز شريف الآن على هدوء حدودها مع أفغانستان وتنمية العلاقات التجارية بين البلدين والوصول إلى أسواق دول وسط آسيا بينما تعول أفغانستان على التعاون الباكستانى معها للحصول على الاستقرار والسلام بعد انسحاب القوات الأجنبية من البلاد. ويرى محللون أن الجيش الباكستانى لا يزال يعتبر قريبا من المتمردين الأفغان لذا فإن دوره ما يزال حاسما لإعادة السلام إلى أفغانستان بعد نزاع مستمر منذ 13 عاما. واعتبر سفير الولاياتالمتحدة فى إسلام آباد ريتشارد أولسون أن باكستانوأفغانستان أمامهما فرصة تاريخية لتناسى التوترات الماضية وإعادة بناء علاقة جيدة تشجع السلام فى المنطقة.