ألبوم «القوافى» ومهرجان للفرق المتخصصة فيها بالأقصر أعاد نجاح أغنية تتر مسلسل «السبع وصايا» الذى عرض فى رمضان الماضى واثار حالة من الجدل بسبب غرابة قصته وأحداثه، الاهتمام من جديد بالموسيقى والغناء الصوفى، لدرجة موافقة وزارة السياحة على إقامة مهرجان للموسيقى الصوفية تشارك فيه العديد من الفرق المتخصصة فى هذا اللون من الغناء من المغرب والسودان وبعض الدول الإفريقية. واتجه العديد من نجوم الغناء لطرح أغنيات صوفية ضمن ألبوماتهم الجديدة، ومنهم المطرب محمد محيى الذى قام بطرح أغنيته المصورة الجديدة «القوافى» عبر قناته الرسمية على You Tube، والتى يعود من خلالها للساحة الفنية بعد غياب دام 6 سنوات. والكليب من إنتاج محمد محيى، وأخرجه محمد هلال، وتم تصويره على مدار يومين متتاليين على طريق العين السخنة، مستخدما أحدث التقنيات السينمائية فى إخراج الكليب. وأغنية «القوافى» الأغنية من كلمات الشيخ خالد مصطفى، وألحان منير الجزائرى، وتوزيع موسيقى فادى بدر، وكان من المقرر أن يطرحها محمد محيى فى شهر رمضان، وتم تأجيلها بسبب بعض الأمور المتعلقة بالتصوير وعملية مونتاج الكليب. ومن جانبه، أعلن وزير السياحة هشام زعزوع دعم الوزارة فكرة إقامة مهرجان دولى للموسيقى الصوفية فى مدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر، واصفا المهرجان بأنه إضافة جديدة للبرامج السياحية والثقافية على أرض الأقصر. بينما قال محافظ الأقصر اللواء طارق سعد الدين إن إقامة مهرجان الأقصر الدولى الأول للموسيقى الصوفية يأتى ضمن مساع تهدف إلى تنويع المنتج السياحى للأقصر وزيادة أعداد الليالى السياحية بها وجذب أنماط جديدة من السياح. وأضاف أن المهرجان يمثل إضافة مهمة لسلسلة المهرجانات الفنية التى تتفرد بها الأقصر مثل مهرجانى السينما الأفريقية والسينما المصرية الأوروبية وملتقى الأقصر الدولى للرسم، وغيرها من المهرجانات التى تهدف إلى جعل الأقصر عاصمة للثقافة، وتحقق المزيد من الجذب السياحى فى إطار ما يسمى بسياحة المؤتمرات. واختار النقاد المؤلف الموسيقى «هشام نزيه» ليكون صاحب أفضل موسيقى تصويرية فى شهر رمضان من خلال الموسيقى التى قدمها لمسلسل «السبع وصايا» مع المخرج خالد مرعى. ويقول «نزيه» إنه سعيد بالتجربة التى خاضها فى مسلسل «السبع وصايا»، وسعيد أكثر برد الفعل الذى وصله من الجمهور وإعجابه بالمسلسل وتفاعله الكبير مع الموسيقى برغم أنه كان خائفا ولديه شك وتساؤل هل سيتقبل الجمهور هذا الشكل من الموسيقى التى تعتمد على الموسيقى الصوفية أم لا. وعن استخدام الموسيقى الصوفية ..قال «عقدت مع المخرج خالد مرعى جلسات عمل و تناقشنا حتى وصلنا لفكرة مشتركة بيننا وقمت بتنفيذ الموسيقى بهذا الشكل الذى ظهرت به، والموسيقى الصوفية لها العديد من الأشكال وقمت باختيار شكل أقرب للمستخدم فى مصر. وعن السبب فى اختياره للصوفية لتكون موسيقى «الوصايا السبع»..أشار نزيه إلى أن الفكرة بدأت مع قراءته للسيناريو حتى يحصل على رؤية ومضمون العمل، وعند وصولى للحلقة 11 كان المخرج خالد مرعى بدأ التصوير بالفعل، وكان هناك يوم سيقوم من خلاله بتصوير مشهد «الحضرة فى منزل سيد نفيسة» وطلب منه الحضور. وأضاف:«الحقيقة أننى طوال حياتى كنت أحلم بتقديم هذه الموسيقى، التى يكون أغلبها قائمًا على أصوات بشرية، وبالفعل بعدها تناقشت مع مرعى بشأن تقديم موسيقى «السبع وصايا» بهذا الشكل، ووجدت ترحابًا كبيرًا منه». واستطرد هشام قائلاً: «أعرف كثيرًا من أشعار جابر بن برهوم، ومحيى الدين بن عربى، وتحدثت مع كثير من أصدقائى وطلبت منهم مجموعة من أشعار الصوفية، بالإضافة إلى أن مؤلف العمل محمد أمين راضى قام بإرسال نسخة لى من كتاب لأحد الأشخاص قام فيه بتجميع الأشعار الصوفية، ثم بدأت بعدها فى اختيار بعض الكلمات المناسبة للأحداث وتحديدًا ما ليس له علاقة بتوجيه رسائل مباشرة بحيث يكون أكثر شمولية ولا بقصد معين». وقال: «الألحان التى اخترتها لم أكن أريدها أن تسرق الوزن فى الأشعار أو تخطف المشاهد من الحوار، وفى نفس الوقت لا تظهر على أنها أغانى دينية وهذا ما جعلنى أختار أفكارًا فلسفية وروحانية، وكان لا بد أن تكون كل حضرة مختلفة عن الأخرى، والحقيقة أننى كان لدى مناطق معينة ممنوع أن أدخل فيها حتى لا تصبح الموسيقى سيئة، وكل ما كنت أقصده هو أن أوصل صوت الأحداث بهذه الموسيقى، لأن نوع الحكى جعلنى محتارًا إلى حد كبير بالإضافة إلى إحساس العفوية فى الأداء الذى أكدت عليه كثيرًا مع مهندسى الصوت. وعن رأيه فى اعتراض بعض مشايخ الطرق الصوفية والمنشدين على استخدام «الموشحات الصوفية» فى عمل يغلب عليه أفكار السحر أو أعمال القتل.. قال: «لم أقصد أى إهانة لأصحاب الصوفية لأن المسلسل فى الأساس لا يتحدث عن عقيدة معينة أو عن السنة، وأنا لم يكن فى بالى «الصوفية» تحديدًا فى هذا العمل، وفى النهاية كل ما أردت تقديمه نوع معين من الموسيقى التى حلمت بها كثيرًا وكان لدى انبهار بها لكونها عاشت لسنوات طويلة وتحتفظ بمكانة كبيرة لدى الجمهور. من جانبها، قالت الناقدة الموسيقية الدكتورة ياسمين فرج: لفت تتر مسلسل الوصايا السبع انتباه وأسماع المشاهدين نظرا لفكرته الجديدة فى المزج مابين أداء الغناء الصوفى وموسيقى الروك الحديثة سريعة الميزان، فقد اختار المؤلف الموسيقى هشام نزيه أن يكون التتر غنائيا، واختار أحد نصوص الشعر الصوفى التى تنتمى للعصر العباسى لمحيى الدين ابن عربى، التى تتسم أشعاره بثقل ألفاظها ومعانيها. وأضافت: «على سبيل المثال تقول كلمات المقطع الافتتاحى لأغنية التتر» فللهِ قومٌ فى الفراديس منذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما ففى العَجَلِ السرُّ الذى صَدَعَت له رعودُ اللظى»، مع دخول موسيقى الروك السريعة لمصاحبة غناء الكورال ضاعت معانى الكلمات فهما وتفسيراً وأصبح التتر عبارة عن تيمة لحنية فقط يصعب على أى مستمع أو مشاهد أن يردد كلماتها، وبناء على هذا فقد التتر الغنائى وظيفته، لأنه من المفترض أن تخدم الموسيقى الكلمة فى أى صيغة موسيقية غنائية لإبراز معانى الكلمات، ولكن ماحدث فى تتر الوصايا السبع كان على عكس ذلك. وعن أصل الغناء الصوفى.. قالت الناقدة الموسيقية إن هذا الفن يعود إلى كلمة «سماع» وهو مصطلح عربى الأصل، استعمله الصوفيون للدلالة على الإنشاد الدينى والذى يكون ضمن مجالسهم العلمية أو التعبدية، وبالأخص المولوية وأتباع الطريقة الجشتية فى الهند.