طالب د.عصام حجي عالم الفضاء المصري بوكالة ناسا لأبحاث الفضاء بالولايات المتحدة بضرورة وجود تشريع لوكالة فضاء مصرية يكون لها مصادر تمويل، حيث إن مصر ليس لديها هيئة للتعاون مع بقية الدول، على الرغم من أن 92% من موارد مصر المائية تأتي من خارج الحدود، موضحا أنه عرض هذا المشروع على رئيس الجمهورية لتحقيق الأمن المائي لمصر. جاء هذا خلال المحاضرة التي ألقاها حجى في الندوة التي نظمها مركز القبة السماوية العلمى بمكتبة الإسكندرية، والتي جاءت بعنوان «استكشاف المياه في نظامنا الشمسى». وأضاف حجى أن عدد العاملين في ناسا 14 ألفا ومتوسط الأعمار ما بين 28-35 من كل أنحاء العالم، ويعتبر معمل الدفع الصاروخي في ناسا المركز الوحيد الذي تقام فيه كل الخطوات الكاملة لأية مشروع بداية من الفكرة وحتى متابعة البيانات النهائية، ومن بين المهام التي تقوم بها ناسا حالياً هي استخدام الأقمار الصناعية لاكتشاف العوامل المناخية والتغيرات الحرارية لكوكب الأرض نتيجة ذوبان الجليد في القطب الشمالي وارتفاع منسوب البحار والمحيطات وزيادة التصحر في أماكن أخرى، مما يؤدي لتغير توزيع المياه على سطح الأرض، وتقوم بذلك عن طريق اكتشاف المياه على كوكب المريخ والأقمار الموجودة على الكواكب الشمسية والنيازك والشهب التي تلعب دوراً مهماً في نقل المواد العضوية من مكان لمكان في المجموعة الشمسية. وحول دور العلم في التنمية الاقتصادية أكد حجى أن العلم له فائدة كبيرة لمصر من أجل تغيير الاقتصاد وتحويله من اقتصاد مبني على موارد ليكون اقتصادًا مبنيًا على المعرفة، كذلك فهم آثار التغيير المناخي على الأمن الغذائي، فعندما ترتفع أسعار بعض السلع الغذائية يكون ذلك بسبب موجات الحر التي تدمر بعض المحاصيل الزراعية مثل الطماطم، وبما أن الزراعة تتم في مصر بطريقة عشوائية والمزارع لا يعلم شيئاً عن الإصلاح الزراعي، فهذا بالطبع يؤدي إلى تدهور الأمن الغذائي وارتفاع أسعار المحاصيل. كما أن التعليم يجب أن يكون أساس كل شيء، وتعتبر وزارة التعليم من أهم الوزارات المصرية، والجامعة مكان ريادى، ولكن ما يُدرس داخلها قد لا يتقبله المجتمع في الخارج، وبالتالي كان من أهم أسباب الفساد فى مصر فساد منظومة التعليم بأكملها، لأن الإنسان الناجح هو الذي يقرأ لكي يفهم وينسى مشاكله لكي يستطيع أن يستمر، موضحا أن أكبر عدو لمصر ثلاثة أشياء هي: الفقر والجهل والمرض. كما تناول حجى دور الإعلام المهم، في مصر مشيرا إلى أنه يصدر دائما أننا نستطيع عمل أشياء لا يستطيع غيرنا أن يقوم بها، حيث استطاع الإعلام أن يحول بعض القضايا إلى نزاعات ومعركة وطنية. كذلك الأخبار التي شغلت الساحة الإعلامية المصرية العام الماضي منها إرسال ثلاثة رواد فضاء مصريين إلى القمر والذي كانت حقيقته أن شركة عطور قامت بعمل مسابقة ومن يفوز يذهب في رحلة إلى القمر، وأيضاً خبر توصيل نهر الكونغو بنهر النيل لكي نحل أزمة المياه. وحول دور ناسا وأهدافها قال حجى أنه من بين أهم أهداف ناسا ارسال رواد فضاء لكل الأجسام مثل المريخ والقمر وغيرهم؛ لاكتشاف عينات من الجليد تحت سطحها، ويتم ذلك باستخدام robots، وقال إنه عمل ما يقرب من 6 سنوات لتدريب رواد فضاء، وتعلم منهم أن كل شخص يجب أن يكون مؤمنًا بما يفعله وأنه لا يوجد شيء اسمه مستحيل، كما أنه كان سعيداً عندما قابل (نيل أرمسترونج)، أول رائد فضاء يمشي على سطح القمر، وكانت النصيحة التي قالها له بعد تعيينه في ناسا هي ضرورة تغيير الرأي العام وليس اتباعه، ومن هنا وجه رسالة لطلاب الثانوية العامة بأنهم يجب أن يختاروا الكلية التي يؤمنون بها ويحبونها، فلا يوجد شخص يفشل في شيء يحبه.