النفاق الاجتماعي خلق انتشر في زماننا لدرجة فظيعة، ولمستوي أشبه بالتسلق.ورغم أن النفاق الاجتماعيظاهرة قديمة قدم البشرية فإن أزمتنا المعاصرة تكمن في تفشي تلك الظاهرة لدرجة الكذب الصريح، والمجاملة الفجة، ومحو الوقائع، وتزييف الحقائق، وتحريف الكلم عن مواضعه، حتي باتت تلك الظواهر لغة العصر وشعار الزمان إلا من رحم الله تعالي، الأمر الذي أدي إلي انحدار القيم والأخلاق، فساءت العلاقات الاجتماعية، وضاعت الحقوق، وانتشر الظلم بأبشع صورة، وتعلمت الأجيال الخوف والجبن، وتجرعت ثقافة الخنوع والضعف والاستكانة وتسلط العدو وغيرها من المساوئ. ووصف صلَّي الله عليه وسلَّم منيفعل لذلك قائلًا:- (تَجِدُونَ شَرَّ النَّاسِ ذَا الْوَجْهَينِ؛ الَّذِييأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ، وَيأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ)، وقال:- (مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين، تعير إلي هذه مرة وإلي هذه مرة، لا تدري أيهما تتبع)،ومشكلة المنافق أنه يعيش بالقناعة التييريدها سيده، فإن سقط سيده سرعان ما انقلب عليه، وتملق سيدا آخر، لذلك فتبدل المواقف في حياته يسير وكثير، دون أي شعور بالخجل أو المراجعة أو الاعتذار يأكل علي كل الموائد، وجاهز لكل المواقف، ولديه براعة في قلب الحق باطلا والباطل حقًّا. وقانا الله شر النفاق بكل أنواعه وأصنافه.